اختطاف ناشطة يمنية يفتح الباب أمام جرائم الحوثي بحق المرأة

اختطاف ناشطة يمنية يفتح الباب أمام جرائم الحوثي بحق المرأة

اختطاف ناشطة يمنية يفتح الباب أمام جرائم الحوثي بحق المرأة


11/10/2022

يئنّ اليمن تحت وطأة حكم الميليشيات الحوثية التي تتفنن يومياً بممارسة شتى الجرائم بحق الشعب اليمني، لكنّ الانتهاكات بحق النساء قد بلغت ذروتها، وفاضت في مجتمع اعتاد إبعاد المرأة عن ساحة الخلاف السياسي أو النزاعات بمختلف أشكالها، لكنّ الميليشيات، بحسب وصف مسؤولين أممين، تكنّ عداء واضحاً ومفضوحاً للمرأة اليمنية، ولديها رغبة في الانتقام من النساء وتعنفيهنّ وممارسة كافة أشكال الاضطهاد ضدهن.  

ملف الجرائم الحوثية بحق اليمنيات عاد إلى الواجهة مؤخراً بعد اعتقال الناشطة النسوية فاطمة العرولي، على خلفية منشور كتبته عبر "تويتر" انتقدت فيه الانتهاكات الحوثية بحق النساء والأطفال، وقد أدان وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني يوم الجمعة الماضي واقعة الاختطاف التي تعرضت لها العرولي، وقال: إنّها "تندرج ضمن حملة التنكيل والقمع التي يتعرّض لها الصحفيون والمعارضون والنشطاء في مجال الحقوق على يد الميليشيات الحوثية".

منظمات حقوقية: الميليشيات الحوثية اعتقلت نحو (1781) امرأة في الفترة من كانون الأول  عام 2017، حتى أيلول 2022

وأوضح الإرياني أنّ عدد النساء المختطفات في معتقلات جماعة الحوثي، وفق منظمات حقوقية، بلغ نحو (1700) امرأة، بينهن حقوقيات وإعلاميات وناشطات، وتواصل الميليشيات اعتقال المئات منهنّ في معتقلات سرّية، وتمارس بحقهنّ صنوف التعذيب النفسي والجسدي، بحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية المرأة بإدانة جريمة اختطاف فاطمة العرولي، والضغط على جماعة الحوثي للإفراج الفوري عن كافة المعتقلات والمخفيات قسراً.

 الإرياني: عدد النساء المختطفات في معتقلات جماعة الحوثي، وفق منظمات حقوقية، بلغ نحو (1700) امرأة

وقال المسؤول اليمني: إنّ "استمرار نهج المجتمع الدولي في غضّ الطرف عن ممارسات الحوثي، وتقديم التنازلات، لم يدفع الميليشيات نحو التهدئة والسلام، بل العكس، فقد استغل الحوثي الاتفاقات والهدن لتكريس مشروعه الانقلابي، وحشد الموارد والإمكانات للحرب ونسف فرص السلام، ومضاعفة الأعباء الإنسانية على اليمنيين."

النساء وسيلة للضغط والترهيب

اعتبرت الرابطة الإنسانية للحقوق وتحالف نساء من أجل السلام سلوك الحوثي بحق النساء أنّه وسيلة للضغط على الخصوم وتصفية المعارضين والترهيب.

وقالت المنظمتان خلال ندوة حقوقية عقدت يوم 28 أيلول (سبتمبر) الماضي، على هامش انعقاد الدورة الـ51 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: إنّ "الميليشيات الحوثية اعتقلت نحو (1781) امرأة في الفترة من كانون الأول (ديسمبر) عام 2017، حتى أيلول (سبتمبر) 2022."

وتطرقت الندوة إلى ما تتعرّض له النساء في سجون ميليشيات الحوثي من تعذيب وانتهاكات، واستخدامهنّ كورقة ضغط على جميع المعارضين لها.

رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي: سيرة الحوثي تمتلئ برصيد رهيب في قمع الناشطات، ولم تكن حادثة العرولي الأولى من نوعها

وأكدت الندوة، بحسب بيان نشرته مواقع يمنية، أنّه جرى اعتقال (74) فتاة من محافظة حجة، والزج بهنّ في سجن النصيرية المركزي، إلى جانب عشرات النساء تم اعتقالهنّ من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.

وشددت على ضرورة التركيز على جرائم ميليشيات الحوثي ضد النساء، في ظل استمرار جرائم الاعتقال والاختطاف والتعذيب واغتصاب النساء التي ارتفعت حدتها بشكل مخيف.

تحدٍّ للأعراف وتجاوز لمفهوم "العيب الأسود"

من جهته، قال رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات توفيق الحميدي لموقع "إندبندنت عربية": إنّ سيرة الحوثي تمتلئ برصيد رهيب في قمع الناشطات، ولم تكن حادثة العرولي الأولى من نوعها.

ووفقاً للحميدي، فقد "اعتُقل عدد من الناشطات الحقوقيات وتمّ التحقيق معهن وإخفاؤهن قسراً قبل أن يطلق سراحهن، وما تزال الفنانة انتصار الحمادي مثالاً حياً على السلوك الحوثي الإجرامي بحق اليمنيات الفاعلات، متحدين الأعراف والعيب الأسود في العُرف اليمني الذي يجرّم الاعتداء على المرأة أو الإساءة لها".

رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات توفيق الحميدي

ويعتبر المجتمع اليمني الانتهاكات بحق النساء هي "العيب الأسود" الذي تجاوزته الميليشيات بشكل مفضوح منذ سيطرتها على العديد من المناطق في البلاد خلال الأعوام الماضية.

وأوضح الحميدي أنّ سجون الحوثي تضمّ أكثر من (300) امرأة معتقلة ما بين ناشطات وغيرهن، ويتجاوز عدد المعتقلات من النساء (1500) امرأة، وهو كما يقرأ مسعى حوثي لإعادة بناء تصور معيّن للمرأة وفق منظور الجماعة الفكري والديني.

المرأة اليمنية تجاوزت مأساة الأفغانيات

وكانت مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مايا أميرا قد وصفت أوضاع النساء في اليمن في ضوء الانتهاكات الحوثية بأنّها تجاوزت مأساة الأفغانيات منذ وصول حركة طالبان المتشددة إلى الحكم في أفغانستان.

مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مايا أميرا وصفت أوضاع النساء في اليمن في ضوء الانتهاكات الحوثية بأنّها تجاوزت مأساة الأفغانيات منذ وصول حركة طالبان المتشددة إلى الحكم في أفغانستان

وقالت أميرا لقناة "اليمن اليوم"، يوم 10 أيلول (سبتمبر) الماضي: إنّ "ما تمارسه الميليشيات الحوثية المسيطرة على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، لا يختلف عن ذلك الذي تمارسه حركة طالبان في أفغانستان ضد المرأة".  

وأضافت المسؤولة الأممية أنّها "تطلق على جماعة الحوثي في شمال اليمن اسم "طالبان"، مشيرة إلى أنّهم يعيقون حركة النصف الأنثوي في المجتمعات، ويتعمدون أيضاً إعاقة حياة الموظفات العاملات لدى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".

ونوهت أميرا إلى أنّها تناضل أيضاً من أجل حقوق المرأة في البلاد، وقالت: "ما أراه الآن في اليمن هو في الواقع أسوأ ممّا رأيته في أفغانستان".

تمادٍ في الممارسات الإجرامية بعد رفض تمديد الهدنة

اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في حديثه لوكالة "سبأ" أنّ الانتهاكات الحوثية تأتي في سياق رفض الميليشيات لعملية السلام واستمرار لمحاولة ابتزاز المجتمع الدولي، بعد رفضهم تمديد الهدنة الأممية التي انتهت في البلاد منذ 2 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

ولفت الإرياني إلى أنّه "على المجتمع الدولي الاختيار بين الانحياز إلى أمن واستقرار اليمن ومصالح الشعب اليمني، أو ميليشيات إرهابية قتلت وخطفت وشردت وأفقرت ملايين اليمنيين، واخترقت القوانين الدولية، واعتدت على دول الجوار، وما تزال تمثل تهديداً للملاحة الدولية وأمن الطاقة عصب الاقتصاد العالمي."

وفي السياق، طالب مراقبون بضرورة وضع حدٍّ للانتهاكات الحوثية باتفاق دولي مُلزم، وفرض قيود وعقوبات صارمة من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون منذ أعوام، وباتت قابلة للانفجار في أيّ لحظة.  

مواضيع ذات صلة 

- تنظيم داعش في اليمن يعود مُجدداً .. ما هي مناطق تواجده؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية