الإخوان المسلمون.. تضارب في التصريحات وتصفية للحسابات

الإخوان المسلمون.. تضارب في التصريحات وتصفية للحسابات


21/09/2020

على صعيد التنظيم، تواصل الصراع داخل جماعة الإخوان على الصعيد القيادي، مع وصول إبراهيم منير لمنصب القائم بأعمال المرشد العام، وفي تونس واصلت حركة النهضة محاولات الهرب من سهام النقد المصوبة تجاهها، بينما مازال حزب العدالة والتنمية في المغرب يعاني ارتباكاً معتاداً في إدارة الأمور، وفي ليبيا سار حزب العدالة والبناء على نهج حليفه التركي.

إبراهيم منير حالة من الجدل

استكمالاً لما أعلنه عصام تليمة، الأسبوع الماضي، من اتهامات طالت القيادات الإخوانية في الخارج، أثار اختيار إبراهيم منير، نائب المرشد العام، ليقوم بأعمال المرشد، حالة من الجدل داخل الجماعة، حيث رفض قطاع عريض من شباب الجماعة تسمية القائم بالأعمال الجديد، بدعوى عدم وجود منير في مصر، وهو ما ردّ عليه طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، يوم 15 أيلول (سبتمبر) الجاري؛ حيث أوضح أنّ لائحة الجماعة لا تشترط أن يكون القائم بأعمال المرشد من إخوان الداخل، مضيفاً أنّ الجماعة لها لجانها ومؤسساتها، ولا تدار من خلال "الفيس بوك"، أو الفضاء الإلكتروني.

 إبراهيم منير

وفي تركيا أبدت المجموعة المؤيدة للأمين العام للتنظيم، محمود حسين، غضبها من قرار اختيار منير، وبالأخص المجموعة المنخرطة في أنشطة المنابر الإعلامية الإخوانية في تركيا، وعلى رأسها قناة "مكملين"؛ حيث قام إبراهيم منير، في وقت سابق بتسريب كشوف مرتبات الإعلاميين بهذه المنابر، ما أثار نوعاً من الغضب، في ظل تقاضي الثلاثي محمد ناصر الهارب، وأحمد سمير وحمزة زوبع، مبالغ طائلة، في وقت يعاني فيه الغالبية من أعضاء التنظيم على الصعيد الاقتصادي.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: الفساد يضرب التنظيم وانشقاقات جديدة وتحالف مع التطرف

في المقابل، خرج حمزة زوبع، ليتهم إبراهيم منير، بأنّه "باعهم"، قائلاً: "إحنا مشينا وراك، لكن أنت ضحكت علينا"، بينما وصف، عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية منير بـعبارة: "رجل عجوز وأحمق"، واتهمه بإبلاغ الأمن التركي عن المعارضين له داخل الجماعة، بوصفهم إرهابيين.

رفض قطاع عريض من شباب الجماعة تسمية منير القائم بالأعمال الجديد للمرشد بدعوى عدم وجوده في مصر

وجاء رد إبراهيم منير سريعاً؛ حيث أكدت مصادر داخل الجماعة أنّ الأخير، قرر إلغاء منصب الأمين العام للجماعة، وتشكيل لجنة إدارية عليا لإدارة شؤونها، تضم عدداً من رموز التنظيم، وأنّ محمود حسين بعد إلغاء مسمى الأمين العام، أصبح أحد أعضاء اللجنة المعاونة الجديدة، بصفته عضواً منتخباً في مكتب إرشاد الجماعة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مغالطات ومحاولة للتهدئة وفساد ولعب بورقة الشريعة

واستكمالاً للتصريحات المتضاربة، عاد طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي، ليؤكد أنّ محمود حسين ما زال مستمراً في منصبه كأمين عام للجماعة، نافياً ما تردد عن تشكيل لجنة لإدارة شؤون الجماعة، وهو ما نفته شبكة رصد، التي أعلنت أنّ منصب الأمين العام أُلغي بالفعل، وأكدت عليه شبكة الجزيرة المقربة من التنظيم، قبل أن يحسم منير نفسه الجدل في بيان داخلي، ويعلن أعضاء اللجنة التي ضمت محمود حسين.

حركة النهضة تحاول احتواء الخلاف

في تونس، واصلت حركة النهضة محاولاتها الرامية إلى مزيد من التهدئة مع الأطراف كافة، في ظل تراجع شعبيتها، وافتضاح سياساتها الخارجية، وارتفاع وتيرة الإدانة من أطراف فاعلة في المشهد السياسي، ما دفع القيادي في الحركة، رفيق عبد السلام، صهر الغنوشي، إلى التنديد بما أسماه الإرهاب ضد الحركة، والذي تمارسه في رأيه عدة أطراف قائلاً: "الاستثمار في الارهاب لا يقل خطورة عن الإرهاب، وفي ناس بضاعتهم استهداف النهضة".

وعلى الصعيد نفسه، نفى نور الدين البحيري، رئيس كتلة النهضة وجود خلاف مع مؤسسة الرئاسة، متهماً بعض الأطراف؛ بافتعال حرب مع رئيس الجمهورية.

من جانبها، قالت النائبة عن الحركة، يمينة الزغلامي، أنّ هناك حملة، وصفتها بـ"غير الأخلاقية"، ضد حركة النهضة، تستخدم عنفاً لفظياً غير مبرر.

اقرأ أيضاً: ماذا جنى الفلسطينيون من الوعود "الثورية" لأردوغان؟

وعلى صعيد التهدئة، استقبل رئيس الحكومة، رئيس كتلة حركة النهضة بمجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، والقيادي بالحركة أنور معروف، وقالت الحركة إنّ اللقاء جاء في إطار تنسيق الجهود مع رئاسة الحكومة؛ للإسراع بمعالجة القضايا الراهنة.

إخوان المغرب.. تعثر متواصل

في المغرب فجرت الصحف الوطنية قضية فساد جديدة، بحق حزب العدالة والتنمية (المصباح) الحاكم، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، فيما يتعلق بتفضيل منتسبي الحزب في تعيينات هيئة الكهرباء، وحاول رئيس فريق "العدالة والتنمية" بمجلس النواب، مصطفى إبراهيمي، تبرير الموقف، مدعياً حرص حزبه على اتباع المقتضيات الدستورية والقانونية، المؤطرة للتعيين في هيئات الحكومة، وأنّ موقف المصباح من التعيينات المذكورة، أملته الرغبة الأكيدة في إعمال المعايير والمبادئ المنصوص عليها بالنظام الداخلي، دون أن يوضح الكيفية التي دفعت الحزب إلى اختيار منتسبيه في التعيينات.

في تونس واصلت حركة النهضة محاولاتها الرامية إلى مزيد من التهدئة مع الأطراف كافة

وفي سياق آخر، وبعد فشل حكومة "العدالة والتنمية" في تعميم خدمات الإنترنت، وفي ظل تراجع إمكانيات التعليم عن بعد، مع ضعف البنية التقنية، وعدم إعداد كوادر تعليمية قادرة على تفعيل المنظومة، عادت الحكومة إلى نظام التعليم الحضوري، رغم تفشي وباء كورونا في المملكة، وفي مغالطة فجة، حاولت ماجدة الشيخي، عضو المكتب الوطني لجمعية أطباء "العدالة والتنمية"، تبرير ذلك، مدعية أنّ هناك إجماعاً على أنّ التعليم الحضوري، ضرورة تربوية وتعليمية ونفسية واجتماعية وطبية، وزعمت أنّ دراسة أجريت بالولايات المتحدة، أكدت أنّ التعليم الحضوري لا يشكل خطراً على الأطفال! كما ادعت أنّ إصابة الأطفال دون سن الحادية عشرة، لا تشكل خطراً عليهم، وتكون أعراضهم خفيفة!

هذا على الرغم من وجود نسب كبيرة للإصابة والوفيات بين الأطفال، كما إنّها لم تتطرق إلى الخطر الذي يتهدد حياة المعلمين، في ظل فشل الحكومة في احتواء الحالة الوبائية.

عقب المحاولات التركية لمغازلة القاهرة مارس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لإخوان ليبيا نوعاً من المهادنة المماثلة

في سياق متصل، اعترفت الكتابة الجهوية لحزب "العدالة والتنمية"، بجهة درعة تافيلالت، أنّ الوضع الوبائي بالجهة وصل إلى شبه انهيار في آليات مجابهته، جراء الارتباك الشديد في القرارات المتخذة، وإن حملت أطراف أخرى مسؤولية ذلك.

وعلى صعيد الصراع السياسي، استنكر عبد الهادي بوصبيع، الكاتب الإقليمي لحزب "العدالة والتنمية" بطانطان، ما ادعى أنّه إقصاء ممنهج للمجلس الإقليمي لطانطان، وتصفية حساباته الانتخابية مع جماعة طانطان، وإصراره على محاصرة الجماعة تنموياً ومعاقبة ناخبيها على اختياراتهم، واتهم رئيس المجلس الإقليمي لطانطان، بإعاقة سلسلة من المشاريع التي تم التصديق عليها، في محاولة لتصفية حسابات انتخابية.

إخوان ليبيا ومحاولات التهدئة مع مصر

في أعقاب المحاولات التركية الساعية إلى مغازلة القاهرة، واستخدام لهجة أكثر هدوءاً لاحتواء الأزمات المتصاعدة، إثر التصدي المصري الحاسم للتوغل التركي في ليبيا وشرق المتوسط، مارس، محمد صوان، رئيس حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسي للإخوان في ليبيا نوعاً من المهادنة المماثلة، حيث صرّح أنّه: "مهما كان الاختلاف مع مصر في مواقفها من الأزمة الليبية، إلا إنّها تظل أحد أهم الأطراف الفاعلة والمعنية باستقرار ليبيا"، كما رحب صوان بالبيان الصادر عن اجتماع مصر مع بعض الأطراف الليبية، والذي أكد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والدفع بالعملية السياسية.

الصفحة الرئيسية