أعضاء يقاطعون الاتحاد العام التونسي للطلبة ويتهمونه بالارتهان لحركة النهضة الإخوانية

تونس

أعضاء يقاطعون الاتحاد العام التونسي للطلبة ويتهمونه بالارتهان لحركة النهضة الإخوانية


31/03/2019

كثيراً ما يتهم الاتحاد العام التونسي للطلبة بأنّه "الذراع النقابية" للإخوان في الجامعة التونسية؛ تهمة التصقت به منذ تأسيسه في العام 1985، وتولي عبد الكريم الهاروني أمانته العامة في أول مؤتمر له حتى 1989، وهو ناشط بارز في حركة النّهضة الإخوانية منذ ثمانينيات القرن الماضي ورئيس مجلس الشورى فيها اليوم، ثم توالى على منصب الأمانة العامة للاتحاد عبد اللطيف المكي ونجم الدين الحمروني وراشد الكحلاني وهيثم التميمي ونجم الدين الكحلاوي، وجميعهم من قيادات النهضة أو من المنتمين إليها.

اقرأ أيضاً: الغنوشي يكشف عن مرشح النهضة للانتخابات الرئاسية
غير أنّ ثمة مؤشرات ظهرت مؤخراً على أنّ الاتحاد العام التونسي للطلبة وجد أساساً ليحدّ من هيمنة الاتحاد العام لطلبة تونس، ويمثل الإسلاميين في الجامعة ويعزّز حضورهم في الجامعة، باعتباره ذراعاً حقيقية لحركة النّهضة داخل أسوار الجامعة.
بيان المقاطعة

مقاطعة واتهامات بالجملة
قبيل انعقاد المؤتمر الثامن للاتحاد العامّ التّونسي للطلبة، أصدرت مجموعة من الطلبة بياناً تعلن فيه مقاطعتها للمؤتمر وانسلاخها عنه احتجاجاً على "ارتهان الاتحاد العام التونسي للطلبة لجهة سياسية معلومة وهي "حزب حركة النهضة"، وفق نصّ البيان.

لطالما اتُّهم الاتحاد العام التونسي للطلبة بأنّه "الذراع النقابية" للإخوان في الجامعة التونسية

واستند البيان إلى "جملة من الحقائق المدعمة بالحجج الثابتة وغير القابلة للدحض تم تلخيصها في خمس نقاط، تشير النقطتان الأوليان إلى حركة النّهضة المتهمة بتمويل الاتحاد بطرق ملتوية "عبر قنوات غير شرعية ومرتبطة بحركة النهضة"، كما تتهم الحركة بفرض تبعيته لها في قراراته.
أما النقاط الثلاث الأخيرة فموجهة إلى قيادة الاتحاد، وتمثلت في:
1. تضارب المصالح على مستوى قيادة الاتحاد في مخالفة مع القوانين الأساسية والأنظمة الداخلية.
2. تزوير الانتخابات في عدة مناسبات أهمها تزوير انتخابات المكتب التنفيذي في المؤتمر السادس.
3. مخالفة مرسوم الجمعيات وسوء التصرف في المكاسب والأموال قبضاً وصرفاً وشبهات الفساد التي تحوم حول الماسكين بالاتحاد.

اقرأ أيضاً: تونسيون يطردون قادة حركة النهضة الإخوانية.. فيديو
وقال كاتب عام هيئة المؤسسة للاتحاد العام التونسي للطلبة، وممثل طلبة سابق بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات البيئة ببرج السدرية، ياسين الواعر، وهو أحد الطلبة الذين أصدروا البيان، إنه "صدر من مجموعة من منخرطي الاتحاد العام التونسي للطلبة الذين تقدموا لانتخابات المجالس العلمية تحت راية القائمة المستقلة، وهي قائمة تأسست كوسيلة احتجاج ورفض لسياسات قيادة المنظمة المنبطحة لقرارات حزب معين، وتشمل ممثلي الطلبة الذين فازوا بثقة الطلبة في الانتخابات"، مشيراً إلى حركة النّهضة التي ذكرت صراحة في البيان.
تشويه المدافعين عن الاستقلالية وتخوينهم
ونفى الواعر، في تصريحه لـ"حفريات" الشائعات التي تعتبر أنّ البيان هو تغطية على هزيمة محتملة في المؤتمر، وعدم القدرة على المنافسة معتبراً أنّ "هذا الكلام مردود على أصحابه" بما أنّ المجموعة "تناضل من أجل استقلالية المنظمة منذ العام 2014"، وبعدها عن أي "أموال فاسدة" وتندّد بالعلاقات الغامضة والتمويلات الغريبة"، على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً: النهضة محاصرة والغنوشي يستنجد بالسبسي الابن
وقد أشار البيان إلى أن التزوير قد حصل في المؤتمر السادس في آذار (مارس) 2015، وهو ما يثير استغراب البعض من صمت المستقلين عن ذلك وعدم إبداء موقف المقاطعة والانسلاخ إلاّ في المؤتمر الثّامن (آذار/ مارس 2019) أي بعد أربعة أعوام كاملة. غير أنّ الواعر يؤكد: "رفعنا رايات المقاطعة لأموال المكتب التنفيذي، وسعينا لتكوين مكتب جامعي (جامعة قرطاج) تمويله ذاتي وقراراته لا تعود لأحزاب معينة".


ويضيف: "حاولنا إصلاح مسار هذه المنظمة كرماً لتاريخها ومكانتها داخل الجامعة، وذلك بالترشح لمهامها وتحمل المسؤولية صلبها، لكن ما راعنا إلا التلاعب بالانتخابات والعمل بسياسة التشويه التي تروج بين صفوف الطلبة في علاقة بالمقاعد في المكتب التنفيذي لا أكثر".

اقرأ أيضاً: تونس.. هل تتخلى حركة النهضة عن الشاهد؟
أما عن التمويل للاتحاد بطرق ملتوية، الذي أشار إليه، فقد أكد الواعر أن لزملائه "أدلة وإثباتات تورط قيادة الاتحاد عجزت الأخيرة عن إنكارها، واتخذت خطاب التشكيك في مصداقية انتمائنا للمنظمة"، ووجه أصابع الاتهام صراحة إلى حركة النهضة التي يشير أنّها متورطة في تمويل الاتحاد: "لكل تمويل وثائق تدل على مصدره، ولنا وثائق تثبت أن حركة النهضة وراء تمويل الاتحاد".
النهضة تزكّي الأمين العام وتمول حملته!
"تضع حركة النهضة يدها على الاتحاد العام التونسي للطلبة، وتضيق الخناق على من يسعون إلى الاستقلالية عن الأحزاب السياسية"، هذا ما أكده الواعر رداً على دور حركة النهضة في عملية التزوير في المؤتمر؟ وهل رجّحت كفّة المنتمين إليها على حساب المستقلّين؟"، موضحاً أنّ "كل هذه الاحتمالات واردة لأن حركة النهضة هي من تزكي الأمين العام ويتم اختياره وتلميع صورته، ثم الوقوف على حملته الانتخابية قبل المؤتمر وأثناءه".
ويخلص الواعر إلى القول إنّه "لا مستقبل لمنظمة نقابية تحت أيادي السياسيين؛ الأرض السياسية أرض متقلبة غير ثابتة على المبادئ عكس الرسالة النقابية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية