الإخوان المسلمون: جدل في مصر وصفقة في تونس وهزيمة في موريتانيا ومؤامرات في اليمن

في مصر، قال المنسق العام للحوار الوطني، ضياء رشوان، إنّ الإخوان مازالوا يطمعون أن يكون الحوار الوطني مدخلاً للتسلل إلى مصر. مؤكداً أنّ مشاركتهم مرفوضة تماماً من قبل كل التيارات والأحزاب في البلاد.

وفي تونس، بعث رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي رسالة من سجنه في الذكرى الـ42 لتأسيس الحركة، دعا فيها أنصاره إلى التزام الصبر والهدوء والحكمة، ما اعتبره مراقبون نوعاً من التهدئة، والبحث عن مخرج آمن.

أما في موريتانيا، فمع انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية والبلدية، مُني حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بهزيمة مدوّية. بينما يواصل إخوان اليمن محاولاتهم المستميتة للعودة إلى صدارة المشهد السياسي.

إخوان مصر وجدل الحوار الوطني

قال المنسق العام للحوار الوطني، ضياء رشوان، إنّ جماعة الإخوان المسلمين لم ترفض الحوار الوطني حتى الآن، ما عدا جناح وحيد، يمثل جماعة محمد كمال، وهي جماعة شديدة العنف. وأضاف أنّ إخوان تركيا وإخوان لندن وإخوان سويسرا، حاولوا الالتحاق بالحوار الوطني. منوهاً أنّ هذا المؤشر مهم للغاية. وتابع: "الجماعة تظن حتى الآن، أنّ في الحوار الوطني متسع لها، والبعض منهم حاول أن يفهم الناس أنّ هذا نوع من أنواع المصالحة الوطنية، مع الاعتذار لتعبير المصالحة الوطنية، بينما كل التيارات المصرية المختلفة أجمعت على رفض الإخوان".

وأوضح رشوان أنّ الإخوان مازالوا يطمعون أن يكون الحوار الوطني مدخلاً للتسلل إلى مصر، مضيفاً أنّ هناك فصيلاً إخوانياً زعم قبل الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني يوم 3 أيّار (مايو)، أنّ الحوار لن ينجح، بينما حاول آخرون أن يقيموا حواراً بديلاً، ولم يأتوا على ذكر الحوار الوطني لا بالفشل ولا بالنجاح، ولا حاولوا مهاجمته.

من جهة أخرى، أودعت الدائرة الأولى إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، حيثات حكمها في قضية نشر أخبار كاذبة، وعاقبت المحكمة فيها المتهم الإخوانى حمزة زوبع و13 آخرين بالسجن المؤبد، كما عاقبت المحكمة 3 آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً؛ في اتهامهم بالتحريض ضدّ مؤسسات الدولة، ونشر أخبار كاذبة.

إخوان تونس ومحاولات التوصل إلى صفقة

في تونس، بعث رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي رسالة من سجنه في الذكرى الـ42 لتأسيس الحركة، دعا فيها أنصاره إلى التزام الصبر والهدوء والحكمة.

كشفت تقارير أنّ حركة النهضة تحاول في هذه الآونة، التوصل إلى اتفاق للخروج الآمن من الحياة السياسية التونسية، بعدما فقدت قدرتها على تحريك الشارع، وأصبح قياداتها في مواجهة القضاء التونسي

من جهة أخرى، كشفت تقارير أنّ الحركة تحاول في هذه الآونة، التوصل إلى اتفاق للخروج الآمن من الحياة السياسية التونسية، بعدما فقدت قدرتها على تحريك الشارع، وأصبح قياداتها في مواجهة القضاء التونسي.

من جهة أخرى، عصفت استقالة القيادي محمد القوماني، بالحركة التي تئن تحت وطأة نزيف الاستقالات، وأكد القوماني أنّ استقالته من حركة النهضة، تأتي بسبب التباين في وجهات النظر مع قيادتها.

إخوان موريتانيا وخسارة مدوية في الانتخابات التشريعية

مع انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في موريتانيا، مُني حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بهزيمة مدوّية، حيث حصل الحزب في الجولة الثانية على مقعدين فقط، ليصل مجموع ما حصل عليه إلى حصل 11 مقعداً، مقابل 14 مقعداً كان قد حصل عليها في الانتخابات الماضية.

في المقابل، عزز حزب الإنصاف الحاكم صدارته مع انتهاء الجولة الثانية؛ ليحصل على 27 مقعداً، من أصل 36 مقعداً جرى التنافس عليها، ليصل مجموع ما فاز به من مقاعد 107 مقاعد، من أصل 176 مقعداً. كما اكتسح الحزب الحاكم الانتخابات البلدية، والمجالس الإقليمية.

حزب تواصل الإخواني حاول تبرير هزيمته، بوجود عمليات تزوير مارستها السلطات، كما حاول الحزب اختلاق المشكلات في الجولة الثانية من الانتخابات، في الداخل والخارج، قبل أن يطالب بإعادة الانتخابات، لكنّه في النهاية خرج خالي الوفاض.

إخوان اليمن ومحاولة السير عكس الاتجاه

يحاول حزب التجمع الوطني للإصلاح الإخواني في اليمن، خلط الأوراق مجدداً، بعد تقلص مراكز نفوذه سياسياً وميدانياً، ويتبنى الحزب الإخواني خطاباً عدائياً متشنجاً ضدّ دولة الإمارات، حيث شنّ رئيس حزب الإصلاح في مأرب، مبخوت بن عبود الشريف، هجوماً عنيفاً على الإمارات، واتهمها بتشجيع مكونات جنوبية وتمويلها؛ لتمزيق اليمن وفصل جنوبه عن شماله. وزعم أنّ التحديات تتمثل في التدخلات الخارجية السلبية، وعدم تحقيق أهداف تدخل التحالف السعودي – الإماراتي في اليمن، إضافة إلى صنع تشكيلات ميليشياوية خارج وزارتي الدفاع والداخلية.

حزب تواصل الإخواني حاول تبرير هزيمته، بوجود عمليات تزوير مارستها السلطات، كما حاول اختلاق المشكلات في الجولة الثانية من الانتخابات، قبل أن يطالب بإعادتها، لكنّه في النهاية خرج خالي الوفاض

 وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، فإنّ حزب الإصلاح الذي يتباكى اليوم على وحدة شكلية، كان أحد الأطراف الرئيسية التي ساهمت في شق الصف اليمني، قبل تفجر الصراع مع الحوثيين وبعده، وهو يدرك جيداً أنّ مطلب المكونات الجنوبية، في استعادة دولتهم، تعود لما قبل تدخل الإمارات في الساحة اليمنية لدعم السلطة الشرعية في العام 2015، لكن الحزب الإخواني يحاول اليوم قلب الوقائع والادعاء بأنّ مطالب الجنوبيين؛ ليست سوى مرآة عاكسة لأجندة إقليمية ترعاها الإمارات، وتسعى من خلالها لتقسيم اليمن.

ولا يزال حزب الإصلاح اليمني يحاول بث الفرقة بين أبناء الجنوب، عن طريق تعيين قيادات محلية تابعة للإخوان المسلمين في ثلاث محافظات جنوبية هي: المهرة، ووادي حضرموت، وسقطرى، كما يقوم بتعزيز تحركات المنطقة العسكرية الأولى، الأمر الذي يستنزف أبناء الجنوب ويستفز مشاعرهم.

يأتي ذلك بحسب تقارير محلية، في إطار محاولات الإخوان المستميتة؛ للعودة إلى صدارة المشهد اليمني، بعد تراجع نفوذهم بشكل ملحوظ في أنحاء البلاد، ورفض مدن الجنوب تواجد أيّ عناصر إخوانية.

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

- الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة