الإخوان المسلمون: محاولات في تونس للعودة وجدل في المغرب وإعادة هيكلة في اليمن

في تونس، تستعد القيادة المؤقتة لحركة النهضة التونسية لعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب خريف هذا العام، في محاولة لتأكيد وجودها على الساحة السياسية في تونس، ومنع التحلل المتوقع للحركة على الصعيد الشعبي.

وفي المغرب، طالبت الحركة التصحيحية لحزب التقدم والاشتراكية بإحالة إسماعيل العلوي، القيادي بالحزب، بعد توقيعه على عريضة مساندة للقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين.

أما في ليبيا، فأعلن حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان، رفضه تعديل مجلس النواب لقانون نظام القضاء.

في حين أصدرت السلطات الأمنية في السودان أوامر قبض بحق عدد من قيادات حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم سابقاً، والمرتبطين بالإخوان المسلمين.

وفي اليمن، أجرى حزب الإصلاح الإخواني حملة تغييرات واسعة لهيكل قياداته وتدويرها على مستوى المحافظات.

حركة النهضة ومحاولات مستميتة للعودة إلى المشهد

في تونس، تستعد القيادة المؤقتة لحركة النهضة التونسية لعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب خريف هذا العام، بينما تقبع قيادتها التاريخية في السجون، ويبدو أنّ الحركة تسعى لتأكيد وجودها على الساحة السياسية في تونس، ومنع التحلل المتوقع للحركة على الصعيد الشعبي.

من جهة أخرى، نفت حركة النهضة في تونس وجود أيّ مفاوضات سرية مع الرئاسة التونسية بوساطة إماراتية، وسط تقارير تؤكد أنّ الحركة هي من يطلق مثل هذه الشائعات، من أجل تذكير الآخرين بها، لعلها تجد الوساطة المنشودة.

احتجاجات على التضامن مع قيادي إخواني في المغرب

طالبت الحركة التصحيحية لحزب التقدم والاشتراكية بإحالة إسماعيل العلوي، القيادي بالحزب والذي يشغل مهمة رئيس مجلس رئاسة الحزب، على لجنة المراقبة السياسية والتحكيم، ومحاسبته طبقاً للقانون الأساسي للحزب، وطبقاً لالتزاماته الوطنية، بعد توقيعه على عريضة مساندة للقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين.

الحركة التصحيحية دعت الأمانة العامة إلى إصدار موقف رسمي فيما يخص توقيع رئيس مجلس الرئاسة على عريضة، حول قضية اغتيال طالب مناضل تقدمي غدراً وظلماً وعدواناً، وتشكك في مصداقية العدالة المغربية وفي نزاهة السلطة القضائية.

عضو المكتب التنفيذى لقوى الحرية والتغيير بالسودان: إنّ جماعة الإخوان المسلمين هي محرك بشكل فعلي لما يشهده السودان من صراعات

يذكر أنّ غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس أدانت منتصف شهر تمّوز (يوليو) الماضي القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، بالسجن (3) أعوام نافذة، في ملف مقتل الطالب بنعيسى أيت الجيد، وتغريمه بمبلغ (20) ألف درهم.

إخوان ليبيا وسياسة الممانعة

أعلن حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان في ليبيا، رفضه تعديل مجلس النواب لقانون نظام القضاء. وقال بيان صادر عن حزب الإخوان: "العبث التشريعي الذي نص على تعيين مجلس النواب بشكل مباشر لرئيس المجلس الأعلى للقضاء، يُعدّ خرقاً واضحاً لمبدأ الفصل بين السلطات"، على حدّ زعمه.

وادّعى الحزب الإخواني الموالي للصادق الغرياني أنّ قرار مجلس النواب سيؤدي إلى تقسيم السلطة القضائية، وتعطيل المسار السياسي نحو الانتخابات، وخلط الأوراق والإبقاء على الوضع الانتقالي، مطالباً كوادر المؤسسة القضائية بالعمل على الحفاظ على وحدة المؤسسة، وعدم جرها إلى وحل المعترك السياسي.

أوامر بالاعتقال في السودان

أصدرت السلطات السودانية أوامر قبض بحق عدد من قيادات حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم سابقاً، وفقاً لقانون الإجراءات الجنائية، والذين صدرت أوامر قبض بحقهم هم: (عوض أحمد الجاز، وأحمد محمد هارون، والفاتح عز الدين، وعلي عثمان محمد طه، وعبد الرحمن الخضر).

وذكرت مصادر لصحيفة "العين" الإخبارية أنّ قادة حزب (المؤتمر الوطني) المنحل يتقدمهم أحمد هارون وعوض الجاز، التقوا كوادر من الحزب والحركة الإسلامية في ولاية كسلا شرقي السودان، وأنّهم يعتزمون تنفيذ جولة في عدد من المدن شرق ووسط البلاد. وتحدثت تقارير أخرى عن جولات غير معلنة لكل من علي كرتي، ونافع علي نافع، والفاتح عز الدين، وجميعهم كانوا معتقلين على ذمة عدد من القضايا، ويرتبطون بحركة الإخوان في السودان.

من جهته، قال شريف محمد عثمان، عضو المكتب التنفيذى لقوى الحرية والتغيير بالسودان: إنّ جماعة الإخوان المسلمين هي محرك بشكل فعلي لما يشهده السودان من صراعات، ولفت إلى أنّ استمرار الأوضاع الحالية يجعل السودان في خطر دائم وانهيار الدولة بالكامل، مضيفاً: "الجماعة الإخوانية تريد استمرار الأوضاع".

وتابع: "جماعة الإخوان المسلمين، خاصّة التيارات المتطرفة منها، الطامحة إلى السلطة، تريد استمرار الصراع لنزع الدولة لصالحهم، وعلى المنطقة العربية أن تتضامن معنا على تصنيف هذه الجماعة الإرهابية، التي تشكل خطراً كبيراً، ومن ثم يجب القضاء عليها؛ للتصدي للفكر المتطرف، واستعادة السودان لأمنه واستقراره مرة أخرى".

حملة تغييرات في صفوف إخوان اليمن

أجرى حزب الإصلاح الإخواني حملة تغييرات واسعة لهيكل قياداته وتدويرها على مستوى المحافظات، في مأرب، وأمانة العاصمة، وصنعاء، والحديدة، والجوف، وسقطرى، والمهرة، وحضرموت.

تسعى حركة النهضة لتأكيد وجودها على الساحة السياسية في تونس، ومنع التحلل المتوقع للحركة على الصعيد الشعبي

ورغم صعوبة التكهن بالتأثير السريع والمباشر للتغييرات الإخوانية الأخيرة، نظراً لرمزية بعض المناصب القيادية ومحدودية تأثيرها المنفرد، إلّا أنّ خبراء أكدوا أنّها تأتي انطلاقاً من فكر يسعى لفرض نفسه على حساب القوى الحية المتواجدة على الأرض، وركوب موجة المستجدات المتوقعة، التي يترقبها اليمنيون والأطراف السياسية في المشهد اليمني العام، والتلاعب بعواطف المواطنين.

من جهتها، أعلنت ما يطلق عليها مجالس المقاومة الشعبية في محافظات اليمن عن تدشين مجلس قيادة أعلى لها برئاسة القيادي الإخواني حمود المخلافي، في خطوة تهدف إلى توحيد فلول الإخوان وأتباعهم، لشن هجمات جديدة، من خلال نقل السلاح إلى عدد من الجبهات، وبسط السيطرة على أكبر مساحة ممكنة. وقد تمّ الإعلان عن التنظيم الجديد خلال مؤتمر عُقد لمدة يومين في محافظة مأرب (وسط).

وعلى صعيد التحولات السياسية التركية الأخيرة، كشفت قيادات في حزب الإصلاح عن تصاعد وتيرة القلق ممّا وصفوه بالعنصرية ضد العرب بتركيا، والتحول التركي عن دعم الإخوان. 

مواضيع ذات صلة:

- الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

- الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

- الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة