الحرب الروسية الأوكرانية... هل هناك آفاق للتسوية السلمية؟

الحرب الروسية الأوكرانية... هل هناك آفاق للتسوية السلمية؟


02/06/2022

 في نطاق جغرافي محدد تدور حرب روسية أوكرانية يصفها الغرب بـ"الضروس" و"الوحشية"، وهي حرب بلا منتصر، قد يطول أمدها، ولا سيّما أنّ أطرافها الرئيسية لا تشمل روسيا وأوكرانيا فقط، بل تشمل دولاً ذات أجندات معروفة تعمل من خارج ذلك النطاق الجغرافي على إشعال الحرب باستمرار، تارة من خلال العقوبات على روسيا، وأخرى من خلال خطاب تطغى عليه المظلومية والانحياز الكامل لطرف دون الآخر، وجهود غاية في الضآلة للتوصل إلى تسوية.

وفي 23 أيار (مايو) الماضي دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الرابع، ملقية بتغييرات جذرية وبتحديات جسام على الساحة الدولية من جانب، وعلى الأطراف المنخرطة في الصراع بشكل مباشر أو غير مباشر من الجانب الآخر. وتتخذ الترجيحات أبعاداً أكثر غموضاً من انسداد أفق إعادة إطلاق المفاوضات، واحتمال وضع سيناريو يُمكِّن الطرفين الروسي والأوكراني من التوصل إلى حلٍّ وسط.

 لا أفق لنهاية قريبة

استبعد مركز الإمارات للسياسات وجود آفاق لنهاية وشيكة للحرب، فقد قال في تقرير على موقعه الرسمي على الإنترنت: "لا يبدو أنّ إنجاز أهداف المرحلة الثانية من الحرب، التي تم خلالها تركيز الجهد العسكري الروسي في مناطق الشرق والجنوب، وتثبيت الأمر الواقع الميداني السياسي الجديد بتقسيم أوكرانيا إلى منطقتي نفوذ، سوف يقود إلى وضع نهاية للمواجهة، خصوصاً مع بروز إشارات من الطرفين إلى أنّ إطالة أمد الحرب ودخولها مراحل جديدة غدا بين الخيارات الأكثر ترجيحاً."

 نقطة تحول

مع تركيز القوات الروسية والقوات الموالية لها جهدها في منطقة دونباس، أُحرِزَ تقدُّم ملموس على جميع محاور القتال، وشكّل استكمال السيطرة على ماريوبول في منتصف أيار (مايو) نقطة تحول مهمّة، كون التقدم حقق واحداً من الأهداف الأساسية للمعركة، وهو فصل أوكرانيا نهائياً عن بحر أزوف، وتثبيت مناطق سيطرة موسكو في القطاع البري شمال شبه جزيرة القرم، وفقاً للمركز.

تتخذ الترجيحات أبعاداً أكثر غموضاً من انسداد أفق إعادة إطلاق المفاوضات

ومع توسيع مساحة سيطرة الانفصاليين في إقليمي لوغانسك ودونيتسك لتبلغ نحو 90% من إجمالي مساحة الحدود الإدارية للإقليمين، وفقاً للتوزيع الإداري قبل 2014، يبدو أنّ موسكو باتت تقترب من نهاية هذه المرحلة من دون أن تحقق بقية أهدافها، فهي مع تثبيت سيطرتها على خيرسون التي تتمتع بموقع إستراتيجي مهم، كونها تقع إلى شمال القرم مباشرة، لكنّ عمليات توسيع مساحة السيطرة على زاباروجيه المجاورة قد فشلت، وكذلك الحال مع استكمال مهام تحقيق تقدّم ميداني في وسط البلاد لتثبيت خطوط فصل جديد على ضفتي نهر دنيبرو.

وسلّط المركز الضوء على استخدام الجيش الروسي آليات مختلفة عن المرحلة السابقة في تكتيكات المعارك، من أبرزها:

  التوقُّف عن شنّ عمليات الهجوم المباشر على المناطق، والاكتفاء بتحقيق غطاء جوي كامل لوحدات الانفصاليين الذين تقاتل إلى جانبهم وحدات شيشانية ومتطوعون من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ومناطق أخرى، ممّا ساهم في تقليص الخسائر المباشرة للجيش الروسي بشكل ملحوظ.

 

 استبعد التقرير وجود آفاق لنهاية وشيكة للحرب فلا يبدو تثبيت الأمر الواقع الميداني السياسي الجديد بتقسيم أوكرانيا إلى منطقتي نفوذ سوف يقود إلى وضع نهاية للمواجهة

 

 2ـ  توسيع استخدام الطيران الاستراتيجي والصواريخ بعيدة المدى في شنّ ضربات جوية مركزة على المناطق المحاصرة والمنشآت التي تزودها بالعتاد والسلاح والوقود.

  استهداف المعسكرات والمرافق ومحطات سكك الحديد في مناطق وسط وغرب البلاد، وهي مواقع تستخدم إمّا لتجميع ونقل الإمدادات إلى المناطق التي تجري فيها المعارك، وإمّا لاستقبال الشحنات العسكرية الغربية، كما يتم استهداف منشآت تخزين الوقود بالطريقة نفسها.

 ومع الاعتماد على شنّ ضربات من بُعْد، وتقليص الحضور المباشر للجيش الروسي في ساحات القتال، واصلت موسكو التحضير وعمليات التعبئة لمرحلة مقبلة يمكن أن تشهد مجدداً انخراطاً للجيش بشكل مباشر، وهو ما تجلّى في قرارات رفع سنّ الالتحاق بالجيش لفئات المتعاقدين، ممّا يعني توسيع هذا القطاع بشكل كبير بعدما كان محصوراً بسقف عمري محدد. 

 وقال المركز: إنّ "ذلك يوفر فرصة للمحاربين السابقين الذين سبق أن راكموا خبرات قتالية في سوريا أو غيرها للانخراط في المعركة. وتشكل هذه الخطوة بديلاً حتى الآن عن إعلان التعبئة الشاملة، التي تعني احتمال استدعاء المكلفين بالخدمة الإلزامية وفئات الاحتياط."

 أهداف روسية جديدة

رصد تقرير المركز الإماراتي اتجاه روسيا لوضع أهداف جديدة، متسائلاً: "هل تكتفي موسكو بالسيطرة على مناطق الجنوب والشرق؟ تبدو غامضة حتى الآن، وهي تستند إلى فرضية أنّ روسيا حققت أو تقترب من تحقيق أهداف العملية العسكرية التي حملت عنوان حماية دونباس"، غير أنّ مؤشرات عدة برزت تُرجِّح تواصل العمليات العسكرية الروسية، وتوسُّع مساحة الأهداف خلال المرحلة المقبلة، ومن أهمها:

  أكد المركز أنّه "لا يوجد أفق لتسوية سياسية مع رفْض أوكرانيا الاستجابة لشروط موسكو في القبول باستقلال لوغانسك ودونيتسك، وبسيادة روسيا على القرم، ممّا يعني أنّ الخيارات أمام الكرملين ليست كبيرة لجهة وقف إطلاق النار من جانب واحد من دون أن يحقق تلك الأهداف."

هل تكتفي موسكو بالسيطرة على مناطق الجنوب والشرق؟

 عادت أوساط روسية بينها مراكز دراسات ووسائل إعلام إلى التركيز على أنّ الأهداف التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين عند إعلان الحرب تمثلت في اجتثاث النازية، وتقويض كلّ القدرات العسكرية لأوكرانيا، وهما هدفان بين أهداف أخرى يعكسان إصراراً على السيطرة على كلّ أوكرانيا، وإطاحة السلطة الحاكمة فيها، لكنّ هذا الهدف قد يأخذ مداه الزمني وفقاً لمتطلبات كلّ مرحلة على الأرض.

 ونقل التقرير عن الخبير العسكري الروسي فلاديسلاف شوريغين قوله في حوار صحفي: إنّ "أمام روسيا حالياً (3) مجالات رئيسة؛ الأول هو الهزيمة النهائية للقوات المسلحة الأوكرانية في دونباس، بعد ذلك، الضغط باتجاه ترانسنيستريا (مولدافيا) من أجل القضاء على التهديد، في اتجاهي أوديسا ونيكولاييف. وبوجه عام سوف نحاول جعل هذا الجزء من البحر الأسود بحراً داخلياً لنا. بالإضافة إلى ذلك، هناك مهام لطرد القوات الأوكرانية من شمال شرق ووسط البلاد، أي من زابوروجيه، وخاركوف، والمرحلة الأخيرة هي كييف، أي أنّه ما يزال لدينا ما يكفي من العمل والمراحل".

 ورأى التقرير أنّ "الضغط الغربي المتواصل على بوتين لا يترك له خيارات سوى مواصلة المعركة مع السعي إلى تقليص تكاليفها إلى أدنى درجة ممكنة. وبهذا المعنى يمكن الحديث عن زجّ وحدات أكثر من المرتزقة والمتطوعين من مناطق مختلفة، ومواصلة آليات توجيه الضربات من بُعْد، وتعزيز مساعي محاصرة الإمدادات الغربية وتطويق المناطق الأوكرانية التي تشكل خطراً أمام احتمال اتساع نطاق المعركة مجدداً."

 

 شكّل استكمال السيطرة على ماريوبول في منتصف أيار الماضي نقطة تحول مهمة، كون التقدم حقق واحداً من الأهداف الأساسية للمعركة، وهو فصل أوكرانيا نهائياً عن بحر أزوف

 

 في سياق المهام الأخرى الموضوعة تُشكّل عملية التحضير لضم أجزاء من أوكرانيا نهائياً إلى روسيا واحدة من الأهداف الأساسية حالياً، بحسب التقرير.

 وحمل مرسوم بوتين في 25 أيار (مايو) الماضي حول تسهيل منح الجنسية لسكان خيرسون وزاباروجيه إطلاقاً عملياً لهذه المرحلة. وبالتأكيد، وفقاً لتصريحات عدد من المسؤولين والبرلمانيين، فإنّ روسيا "لن تنسحب أبداً من المناطق التي سيطرت عليها".

 رفْض كييف الاستجابة لشروط موسكو، والضغط الغربي المتواصل على الرئيس بوتين، لا يتركان له سوى خيار مواصلة المعركة في أوكرانيا، مع السعي إلى تقليص تكاليفها إلى أدنى درجة ممكنة، على حدّ قول المركز، الذي يتوافق مع آراء المفكر السياسي الأمريكي نعومي تشوميسكي حول أسباب لجوء روسيا للحرب.

  المواجهة مع الغرب

تُشكِّل المواجهة المتواصلة مع الغرب إحدى العناصر الضاغطة على القيادة الروسية لمواصلة المعركة في أوكرانيا مع غياب بدائل سياسية.  

 وكان لافتاً أنّ موسكو تعاملت باستخفاف مع اقتراح إيطاليا خطة سلام من (4) بنود تقوم على تجميد القتال، والبدء بخطوات متبادلة للتسوية تقوم على منح لوغانسك ودونيتسك حكماً ذاتياً موسعاً في إطار أوكرانيا، فضلاً عن منح القرم حكماً ذاتياً موسعاً أيضاً تحضيراً لمفاوضات مُقبلة.

 والردّ الرسمي الروسي على الاقتراح، الذي لم يُسلَّم مباشرة إلى موسكو بل وصلها عبر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، جاء أوّلاً عبر تصريح لأحد نواب وزير الخارجية قال فيه إنّ موسكو سوف تدرس الأفكار الواردة، قبل أن يشنّ نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف هجوماً عنيفاً على المبادرة، ورأى أنّها غير واقعية ولا يمكن التعامل معها. وفي وقت لاحق قالت الخارجية الروسية إنّ على كييف أن تُقرّ بالأمر الواقع الجديد على الأرض كشرط لإحراز أيّ تقدم في البحث عن تسوية.    

 نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف

 هذه الإشارات قوبلت من جهة الغرب بمزيد من التأكيد، على لسان مسؤولين ألمان وفرنسيين وبريطانيين وأمريكيين، على أنّه "لا يمكن السماح بخروج بوتين منتصراً في هذه الحرب".

 في الإطار ذاته، بدا أنّ المناقشات الدولية حول ملف الأمن الغذائي وتفاقُم هذه المشكلة بسبب الحرب، حملت موسكو على توجيه رسائل مباشرة باستعدادها للتعاون في هذا الملف شرط رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. وهنا تسير موسكو خطوة جديدة بعد خطوة تحويل مدفوعات الغاز الطبيعي بالروبل لحمل الغرب على تقليص القيود. ومع تصاعد المخاوف الدولية بشأن إمدادات القمح والحبوب لا يمكن استبعاد أن يتم تقليص بعض الضغط على موسكو، وربما رفع بعض القيود على حركة السفن والناقلات من الموانئ الروسية، لكنّ هذا إن تمّ، فلن ينعكس على مجريات القتال على الأرض، بل سيمنح الرئيس بوتين هامشاً أوسع للمناورة، وقد يكون مؤشراً إضافياً على التوجه نحو إطالة أمد هذه الأزمة ودخولها في تعقيدات جديدة.

  انعكاسات إقليمية ودولية

انعاكسات ثقيلة أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية إقليمياً ودولياً، ففي المحيط الروسي تبدو نتائج جهود موسكو لحشد تأييد واسع لمواقفها متواضعة حتى الآن.  

 ولم يحمل عقد قمة بلدان منظمة الأمن الجماعي، ثم اجتماع وزراء الدفاع لهذه المجموعة، جديداً على صعيد تحفيز شركاء روسيا في المجموعة على إعلان مواقف مُسانِدة لروسيا أو القيام بخطوات ملموسة لتخفيف الضغط عنها. وعلى الرغم من أنّ موسكو وشريكتها الأقرب مينسك انطلقتا في هذا المجال من التحذير من مخاطر تمدد حلف الناتو على المجموعة الإقليمية كلها، لكن كما يتضح من غياب مواقف واضحة ومعلنة لهذه البلدان، فإنّ التعامل مع مشكلة توسُّع الناتو لا يقابل بالدرجة نفسها من الاهتمام لدى بلدان المنظمة.

 وهذا أمر مفهوم، كون التهديد الأمني والعسكري المباشر يقع على عاتق روسيا وبيلاروسيا وحدهما، في حين أنّ بلداناً مثل كازاخستان وقيرغيزستان أو أرمينيا لا تواجه مشكلات جدية مع ملف انضمام فنلندا والسويد مثلاً إلى الناتو.

 

أكد التقرير أنّه لا يوجد أفق لتسوية سياسية مع رفْض أوكرانيا الاستجابة لشروط موسكو في القبول باستقلال لوغانسك ودونيتسك، وبسيادة روسيا على القرم

 

 على الصعيد الاقتصادي، سعت موسكو إلى تحفيز مجموعة "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" لتخفيف وطأة العقوبات الغربية عليها. لكنّ هذه المجموعة التي تضم (6) جمهوريات سوفييتية سابقة، وبرغم أنّ معاملاتها التجارية تجري بالروبل بنسبة 75% من التبادلات، لكن يبقى حجم تأثيرها محدوداً للغاية، بالمقارنة مع إجمالي حجم المبادلات التجارية الروسية مع العالم الخارجي، كما أنّ هذه البلدان لا تمتلك القدرات الصناعية والتقنية التي وفَّرتها بلدان الغرب سابقاً لروسيا.  

 في المجال الإستراتيجي الأوسع، يشكّل انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف الناتو أكبر وأبرز تداعيات الحرب حتى الآن، وهذا يعني تغيير موازين القوى كلياً في شمال أوروبا، وإحكام تطويق روسيا في بحر البلطيق. كما حملت الحرب انعكاسات مهمّة على ملفات مرتبطة بسياسات روسيا بشكل مباشر، وخصوصاً في سوريا، حيث تصاعدت وتائر الهجمات الإسرائيلية خشية من قيام إيران بشغل الفراغ الذي أحدثه الانشغال الروسي بأوكرانيا، كما أنّ تركيا تتحرك لتوسيع مساحة المنطقة الآمنة في الشمال السوري. وفي الحالين ترى موسكو تهديداً لنظام التهدئة في الساحة السورية، ممّا يشكّل عنصر ضغط عليها. لكن الملاحظ هنا أنّ موسكو تعاملت حتى الآن بهدوء مع التهديد التركي بشنّ عملية عسكرية، ويبدو أنّها تنطلق من قناعة أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان يقوم بمناورة لتحقيق مكاسب إضافية من الغرب، ولن يذهب نحو شنّ الحرب فعلاً وانتهاك اتفاقاته مع موسكو على الوضع القائم على الشريط الحدودي. في المقابل، بدت اللهجة الروسية تجاه إسرائيل أكثر قسوة من السابق، وبرزت تحليلات تقول إنّ تل أبيب "تنسق تصعيدها في سوريا مع واشنطن لتعزيز الضغط على موسكو في أوكرانيا".  

  من جهة أخرى، حملت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الحادة تجاه الصين، واحتمالات التحرك ضد تايوان، عناصر لافتة، كونها ستؤدي إلى تقليص مجالات إفادة الغرب من تحرك صيني لتهدئة الصراع حول أوكرانيا، وفي المقابل تعزيز مجالات التقارب بين موسكو وبكين.  

الرئيس الأمريكي جو بايدن

 وفي العموم، أظهرت مجريات المرحلة الثانية من الحرب في أوكرانيا أنّ العالم يتجه وفقاً لتوقعات سابقة نحو مزيد من الفوضى والتأجيج في عدد من المناطق والأزمات الإقليمية.   

  حرب أوكرانيا وآفاقها: صراعٌ بين نهجين

مثَّلت المواجهة بين روسيا وأوكرانيا في شهورها الماضية تحولاً أساسياً في آليات التعامل مع الصراعات الإقليمية وأسباب اندلاعها. فهذه المواجهة ليست صراعاً عرقياً، وعلى عكس الفرضية التي تصر عليها موسكو، فإنّ القومية الراديكالية في أوكرانيا ليست القوة الدافعة الوحيدة، أو حتى الرئيسة، وراء المقاومة الأوكرانية العنيدة. ولا يمكن اعتبار هذه المواجهة صراعاً دينياً رغم الاختلاف الكبير بين الكنيستين في البلدين؛ إذ لا ينبغي المبالغة في تقدير أهمية النهضة الدينية المستمرة في روسيا وأوكرانيا على حدٍّ سواء. وهي أيضاً ليست نزاعاً حدودياً كلاسيكياً، على الرغم من أنّ القضايا الإقليمية التي لم يتم حلها تظلّ عقبة رئيسة أمام أيّ تسوية سلمية بين موسكو وكييف، على حدّ وصف تقرير المركز الإماراتي.

الصراع الحالي يكمُن، وفق التقرير، في عدم توافق طرق مختلفة جداً لتنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية داخل البلدين. وهناك تناقض عدائي تماماً بين وجهتي النظر حول النظام الدولي الحديث والعالم ككل. وثمّة فكرتان متعارضتان حول آليات إدارة الدولة واتخاذ القرار. كما أنّه اختلاف حاسم في الأسئلة الأساسية حول طبيعة ومصادر الشرعية، ومعايير فعالية سلطة الدولة.

مواضيع ذات صلة:

"دافوس" انتهى كما ابتدأ: أوكرانيا ووعود تعافي الاقتصاد

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟

أردوغان يفعلها مجدداً: حسابات الربح والخسارة من الحرب في أوكرانيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية