السودان ومستقبل إعادة تموضع الحركات الجهادية .. سلاح الإسلاميين الجديد لقطع الطريق امام الدولة المدنية (1-3)

السودان ومستقبل إعادة تموضع الحركات الجهادية .. سلاح الإسلاميين الجديد لقطع الطريق امام الدولة المدنية (1-3)

السودان ومستقبل إعادة تموضع الحركات الجهادية .. سلاح الإسلاميين الجديد لقطع الطريق امام الدولة المدنية (1-3)


17/08/2023

يوف عيسى عبدالكريم

بعد سقوط تنظم الدولة الإسلامية بالعراق والشام نتيجة للضربات الموجعة التي تلاقاها من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة اصبح البحث عن مكان بديل و امن هو الشغل الشاغل لقيادات و أعضاء التنظيم والجماعات الموالية له خصوصا بعد التفاهمات التي تمت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية والتي قادت الى انسحاب أمريكا من أفغانستان- التي كانت تمثل الحاضنة لأغلب الحركات الجهادية – و تسليم الحكم الى حركة طالبان .

وقد املت الظروف السياسية الجديدة على طالبان التقيد باتفاقيات عدم دعم الإرهاب و التنسيق الأمني مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والتي نتج عنه تصفية معظم قيادات الصف الأول من تنظيم القاعدة الجهادي داخل أفغانستان على راسهم الدكتور ايمن الظواهري الذي ورث قيادة تنظيم القاعدة بعد اغتيال أسامة بن لادن .

و في ضوء ما سبق من معطيات أصبحت الدول الافريقية قبلة لمعظم الجهاديين من كافة انحاء العالم وبتوجيه مباشر من قياداتهم حيث عاد أعضاء الجماعات الإرهابية من ذو الأصول الافريقية الي بلدانهم وكونوا خلايا نائمة و نشطوا في تجنيد الشباب و تكوين امارات إسلامية في شمال وغرب افريقيا ابتداء من ليبيا مرورا بمالي والنيجر ونيجيريا مستفيدين من غياب الرقابة الأمنية وهشاشة الأنظمة السياسية والنظام الاجتماعي القبلي الذي يسهل اغراءه بالمال لتامين عمليات الانتقال عبر الحدود الطويلة و المفتوحة بين دول القارة .

تعاملت اغلب الجماعات الإرهابية في السابق مع السودان كدولة معبر تربط بين منطقة الخليج ذات الثقل الاقتصادي الكبير و قارة افريقيا التي تمثل الموقع الاستراتيجي المستقبلي وتم اختيار السودان من قبل هذه الجماعات نسبة لحدوده الجغرافية الطويلة المنفتحة على قرابة السبعة دول و عدم قدرة الحكومة على بسط سيطرتها وتأمينها مما سهل حركة دخول وخروج وانتقال الجهاديين إضافة لكثرة الاضطرابات والحروب الاهلية في اطرافه مما سهل عمليات تدفق السلاح .

في السنوات السابقة اصبح السودان ملاذا لعشرات الجماعات الإرهابية / السلفية المتشددة والتي يقدر اتباعهم بالألاف وذلك ابان عهد – الإسلاميين – البشير الذي احتضنهم و وفر لهم الدعم المادي وحرية الحركة و تغاضى عن دعمهم الخارجي رغبة منه في الاستفادة منهم في إضفاء شرعية إسلامية وغطاء ديني لنظام حكمه .

و لا يعتبر السودان بعيدا عن فكر وتاريخ الجماعات الجهادية فقد كان في السابق ملاذا لحركات الإسلام السياسي التي عانت من مضايقات امنية في بلدانها مثل جركة حماس الفلسطينية و حركة النهضة التونسية و الاخوان المسلمين بمصر كما يعتبر الفكر الاخواني الذي يدين به الإسلاميين في السودان هو المنهج الرئيس الذي تفرخت عنه معظم الحركات الجهادية في العالم .

إضافة لان مجموعة من قادة هذه الحركات الجهادية قد عاشت في السودان في الفترة التي سبقت ظهور التنظيمات الإرهابية ويعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ابرزهم فقد مكث عدة سنوات في السودان و كان له نشاط اقتصادي كبير و قد أسس عدة شركات عملت في مجالات مختلفة كالبناء والتشييد وتعبيد الطرق وبعض الأنشطة الزراعية و اعتبر الشريك الأكبر لمعظم المشاريع الحكومية في تسعينات القرن الماضي و اذكر ان ثاني اكبر مطار في السودان قد أنشئ في مدينتي بورتسودان بشرق السودان و كان يطلق عليه عندنا مطار بن لادن كما كانت له علاقات قوية مع قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية السودانية على راسهم الدكتور الترابي و الرئيس البشير وقد سهل له ذلك انشاء معسكرات لتدريب المجاهدين الذين مثلوا نواة تنظيم القاعدة الإرهابي ويعتبر هذا مما اخذ على الحكومة السودانية وادى الى ادانتها برعاية و تمويل الإرهاب من قبل الولايات المتحدة .

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية