بالدبلوماسية والإغاثة تداوي الإمارات آلام غزة وتحشد لوقف الحرب

بالدبلوماسية والإغاثة تداوي الإمارات آلام غزة وتحشد لوقف الحرب

بالدبلوماسية والإغاثة تداوي الإمارات آلام غزة وتحشد لوقف الحرب


18/12/2023

مع اقتراب انتهاء عضوية الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، في نهاية الشهر الجاري، سعت البعثة الإماراتية إلى اختتام عملها بتعريف ممثلي الدول المنتخبة لعضوية المقاعد غير الدائمة، لعامي 2024 و2025 على تطورات القضية الفلسطينية. جاء ذلك خلال زيارة نظمتها بعثة الإمارات في الأمم المتحدة، لممثلي الدول الأعضاء الحاليين والقادمين في المجلس إلى مدينة رفح المصرية، للوقوف على المعاناة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

جاءت تلك الخطوة ضمن سياق أوسع من الجهود التي تبذلها دولة الإمارات على مستويات متعددة لوقف الحرب في قطاع غزة، ومن تلك الجهود الجوانب السياسية والدبلوماسية والإغاثية.

عضوية مجلس الأمن

يقول الكاتب والباحث الإماراتي، محمد فيصل الدوسري، بأنّ الإمارات تقوم جهود استثنائية غير مسبوقة، على الصعيدين السياسي والدبلوماسي والإنساني، بهدف وقف الحرب في قطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، مؤكداً لـ"حفريات" على أنّ ذلك "ليس بغريب، فالقضية الفلسطينية أحد ثوابت السياسة الإماراتية الراسخة منذ تأسيس الاتحاد."

وأفاد الكاتب الإماراتي إلى أنّه منذ بداية التصعيد، عقد مجلس الأمن 11 جلسةً بشأن الوضع في غزة، كانت 6 منها بطلب من دولة الإمارات التي لم تتوانَ في تسجيل مواقف قوية داعمة للشعب الفلسطيني. ولفت إلى أنّ الإمارات أكدت على أهمية وقف إطلاق النار، ودعم جهود السلام الشامل والعادل، ما كان له الأثر الكبير في إصدار القرار الأممي الذي يدعو إلى "هدنات وممرات إنسانية"، فضلاً عن مشروع القرار الإماراتي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وصوتت لصالحه 13 دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، واستخدمت ضده الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو".

محمد فيصل الدوسري: تقوم دولة الإمارات بجهود إنسانية مشرفة

وأشار الدوسري إلى استمرار الحراك الإماراتي عبر خطوات مبتكرة تهدف لإقناع المجتمع الدولي بمدى خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة؛ حيث قامت دولة الإمارات بالتعاون مع مصر، في دعوة مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن لزيارة معبر رفح، والاطلاع بشكل مباشر على الأوضاع المأساوية، ما قد يسهم في الدفع نحو وقف إطلاق النار ومضاعفة العمل الإنساني.

كانت الإمارات تقدمت بمشروع قرار في السابع من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري، طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواع إنسانية، وضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وصوتت 13 دولة عضو في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار، بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حقّ النقض "الفيتو" لإسقاط مشروع القرار.

 

منذ بدء الدور الإغاثي للإمارات وصل عدد طائرات الشحن التي حملت المساعدات إلى مطار العريش في مصر إلى 100 طائرة وسفينة شحن واحدة

 

وبررت الولايات المتحدة سبب معارضة مشروع القرار بأنّه "غير متوازن ومنفصل عن الواقع وغير قادر على دفع الأمور قدماً ميدانياً وبأي طريقة ملموسة." كما أشارت إلى عدم إدانة القرار لحركة حماس، ورفضت بشدة طلب الإمارات وقف إطلاق النار بشكل دائم، مشيرة إلى موقفها الداعم لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى القضاء النهائي على حركة حماس، دون اعتبار للتبعات الإنسانية الكارثية على المدنيين في قطاع غزة.

الموقف الإماراتي

إضافةً لجهودها في مجلس الأمن الدولي، عبرت السياسة الإماراتية عن موقف ثابت وادعم لحلّ القضية الفلسطينية وفق المقررات والشرعية الدولية، من خلال جهود متكاملة بقيادة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزارة الخارجية، والبعثة الدائمة للإمارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وصوتت الإمارات لصالح سائر القرارات التي دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة، سواء التي طُرحت للتصويت في مجلس الأمن الدولي، وتلك التي طُرحت للتصويت في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما دعمت الإمارات وصوتت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به مصر وموريتانيا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، ونال دعم 153 دولة، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت، وصوتت ضده 10 دول.

مندوبة الإمارات بالأمم المتحدة لانا زكي نسيبه

وصرحت السفيرة والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة عقب التصويت، هناك "تجلٍ واضح لموقف السواد الأعظم من دول العالم المطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة."  وشددت على ضرورة وقف هذه الحرب فوراً، وإدخال المساعدات الانسانية، والمطالبة باحترام القانون الدولي الإنساني، وإطلاق سراح جميع المحتجزين. وأكدت: "سنواصل المطالبة بوقف إنساني عاجل لإطلاق النار لإنهاء إراقة الدماء، وتسهيل إيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ومستدام ودون عوائق، ولا سيما إلى الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المرضى والأطفال وكبار السن والنساء."

 

الكاتب الإماراتي محمد فيصل الدوسري لـ"حفريات": القضية الفلسطينية أحد ثوابت السياسة الإماراتية وتجلى ذلك عبر خطوات مبتكرة لإقناع المجتمع الدولي بخطورة الوضع في غزة

 

في السياق نفسه، أكدت نسيبة على موقف بلادها تجاه قضية السلطة في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وقالت "نؤكد بأن مساهمتنا في أي جهد لإعادة الإعمار في غزة سيكون مشروطاً بوجود التزام قوي، مدعوماً بخطوات ملموسة، لإطلاق خطة عملية لتحقيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وذلك تماشياً مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وما يتم التفاوض عليه بين الطرفين بدعم دولي كامل."

الدعم الإنساني

يقول الكاتب والباحث محمد الدوسري، بأنّه بالتزامن مع العمل السياسي، تقوم دولة الإمارات بجهود إنسانية مشرفة عبر عملية "الفارس الشهم 3" وحملة "تراحم من أجل غزة" والتي تتضمن عدة مبادرات إنسانية، من طائرات متواصلة ومستمرة إلى الساعة، وسفينة إمدادات إلى طرود المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، إلى إقامة مستشفى ميداني متكامل داخل القطاع، وصولاً إلى افتتاح ثلاث محطات لتحلية مياه البحر لتزويد القطاع بالمياه.

إلى جانب ذلك، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي بادرت بإرسال طائرات تحمل مواد الإغاثة إلى مطار العريش الدولي في مصر، من أجل إرسالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.

المستشفى الميداني الإماراتي في غزة

كما أعلنت الإمارات عن تقديم 20 مليون دولار من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، وأطلق رئيس الدولة مبادرة لعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين في حرب غزة، وعلاج 1000 من مرضى السرطان، في أبو ظبي. وفي 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، استقبلت الإمارات أولى الدفعات من الجرحى المصابين من قطاع غزة، ومرضى السرطان، وتبع ذلك توافد الأطفال المصابين ومرضى السرطان عبر الطيران الإماراتي، برفقة مرافقيهم.

كما يعمل الهلال الأحمر الإماراتي داخل مدينة رفح في قطاع غزة لتقديم الدعم للمصابين من خلال المستشفى الميداني الإماراتي، وتوزيع الطرود الغذائية، والإشراف على مشاريع إغاثية عاجلة على غرار محطات تحلية المياه الثلاث التي تم تدشينها.

منذ بدء الدور الإغاثي للإمارات، وصل عدد طائرات الشحن التي حملت المساعدات إلى مطار العريش الدولي في مصر إلى 100 طائرة، وسفينة شحن واحدة. وبلغت إجمالي المساعدات الإغاثية 5766 طن من المواد الإغاثية والإنسانية والطبية.

مواضيع ذات صلة:

الإمارات تدشن جسراً جوياً لإغاثة منكوبي زلزال أفغانستان المدمر

فريق الإغاثة الإماراتي يصنع ملحمة إنسانية في مدينة أم جرس بتشاد



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية