بهذه الطريقة يصل النفط الإيراني المهرب إلى الأسواق الأمريكية

بهذه الطريقة يصل النفط الإيراني المهرب إلى الأسواق الأمريكية


13/03/2022

احتجزت الولايات المتحدة الأمريكية ناقلتي نفط يُزعم أنّهما تحملان نفطاً إيرانيّاً عن طريق تزوير وثائق السفن وإعادة طلائها.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس"، وفقاً لوثائق قضية بدأت من الشهر الماضي، قيام الناقلتين المملوكتين لشركتين يونانيتين بتسليم شحنتيهما بقيمة (38) مليون دولار من البضائع في "هيوستن" وجزر البهاما؛ بناء على طلبات أمريكية، وفق ما نقلت قناة "إيران إنترناشيونال".

وبحسب التقرير، في خريف عام 2020م تمّ تحميل الناقلة الإيرانية "أم‌ تي استارك 1" الخاضعة للعقوبات الأمريكية من خارك، ونقلت هذه الناقلة نحو (734) ألف برميل من النفط عن طريق البحر إلى ناقلة "أرينا" التي ترفع علم بنما، التي تملكها شركة يونانية.

الولايات المتحدة الأمريكية تحتجز ناقلتي نفط مملوكتين لشركتين يونانيتين تُهربان النفط من إيران إلى هيوستن الأمريكية وجرز البهاما

وأشار التقرير إلى أنّ الناقلتين قامتا بإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بهما وقت نقل النفط، وذلك لإخفاء هذا الإجراء.

وأضاف التقرير أنّ ناقلة "أرينا" لم تتمكن من بيع حمولتها طوال مسيرها حتى آب (أغسطس) 2021م، إذ نقلت نحو (221) ألف برميل من النفط إلى ناقلة "أم تي نوتوس" المملوكة من قبل يوناني.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد نشرت مطلع العام الجاري تقريراً عَرَض خبايا عملية تهريب النفط الإيراني، وكيف يخدع المهربون الجهات التي يُفترض أنّها تراقبهم، وكيف ينتهي الأمر بالنفط الإيراني في الأسواق عبر حمل أسماء دول أخرى.

وقالت الصحيفة: "إنّ سلسلة كبيرة تضمّ قوارب صيد تُبحر لنقل الديزل من إيران إلى إحدى ناقلات النفط المنتظرة، وتستغرق العملية فترةً تتراوح بين 4 و5 أيام".

وقال البحار الهندي الذي استندت الصحيفة لشهادته في تقريرها مع 5 آخرين: إنّه عمل لصالح شركات شحن مقرها في دبي، وتعمل في تهريب النفط الإيراني إلى الصومال.

وعلاوةً على عمليات النقل في جنح الليل وعرض البحر، يتمّ تصدير الديزل الإيراني المخصص للأسواق العالمية على متن ناقلات نفط تُبحر من إيران، مع تزوير بلد منشأ الشحنة، لتبدو كأنّها قادمة من العراق أو الإمارات، وفقاً للبحارة وخبراء في شؤون الأمن والطاقة.

وكانت هذه التجارة مربحةً للغاية حتى قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، إذ تتمتع إيران بأرخص أسعار النفط العالمية، نتيجة الانخفاض الشديد لتكلفة الإنتاج، والدعم الحكومي الكبير، وضعف العملة.

وتتضمن عمليات التهريب بعض عناصر الدولة الإيرانية -خاصةً الحرس الثوري الإيراني- وشركات شحن خاصة مقرها في دول الخليج، وفقاً لمحللين متخصصين في صناعة الطاقة والأمن الإقليمي، وقالوا: إنّ الحرس الثوري يُحاول أحياناً اعتراض من يُحاولون تهريب النفط دون إذنه.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد صرّح في 7 كانون الأول (ديسمبر) 2021 أنّ "مبيعات النفط الإيراني شهدت تحسناً ملحوظاً، رغم التهديدات والحظر الأمريكي".

وأضاف رئيسي، خلال مراسم أقيمت بمناسبة اليوم الوطني للطلاب، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): "تحسنت كميات صادراتنا من النفط ومكثفات الغاز أكثر من السابق، رغم التهديدات والحظر الأمريكي".

ومنذ فرض العقوبات الأمريكية على طهران تزايدت وتيرة تهريب النفط الإيراني، حيث يجري نقله بين السفن في أعالي البحار، إضافة إلى تهريب النفط الإيراني بشاحنات عبر العراق وأذربيجان.

الصفحة الرئيسية