جماعة الإخوان وأكاذيب الحاجة زينب!

جماعة الإخوان وأكاذيب الحاجة زينب!

جماعة الإخوان وأكاذيب الحاجة زينب!


26/07/2023

أحمد رفعت

فى مكتب المهندس أبوالعلا ماضى بنهاية شارع قصر العينى، وكان قد ترك الجماعة وأسس مع بعض رفاقه حزب «الوسط»، وبينما نشوة الانتصار مهيمنة على أعضاء جماعة الإخوان حتى أظهرت ما فى القلوب من غل وحقد وسوء خلق (قد نتناول بعضها فيما بعد) حل الإخوانى الكبير ووزير مالية التنظيم الدولى فى تاريخه كله ضيفاً على «ماضى».. دارت الحوارات والمناقشات وراحت وجاءت حتى ذكر بعض الحضور سيرة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر فقال صاحب المكان: «لكن أليس يا يوسف بك كانت جنازة الرجل هى الأكبر فى التاريخ والإمام ابن حنبل يقول بيننا وبينكم الجنائز؟!..

فكيف ينطبق ذلك مع ما جاء فى كتب قيادات الجماعة من تعذيب خصوصاً كتاب الحاجة زينب الغزالى؟».بالطبع احترام زينب الغزالى كان على لسان أبوالعلا ماضى كعادة قادة الإخوان السابقين والحاليين والدائمين والمزمنين عند ذكر أسماء القيادات التاريخية لجماعتهم.. فتراهم يقولون «الأستاذ عمر التلمسانى» و«الإمام الشهيد حسن البنا» و«الأستاذ الشهيد سيد قطب» وهكذا.. لكن المدهش لم يكن فى السؤال الذى طرحه «ماضى» وجذب انتباه الحاضرين -ومنهم من روى الرواية وترك الجماعة للأبد بسببها- إنما الدهشة جاءت فى الرد على لسان يوسف ندا.. الذى فجر مفاجأة مدوية.. فاجأ بها أتباعه وبعض أعداء الإخوان وخصومهم وإن لم تفاجئنا وأمثالنا بشىء.. إذ قال، ويصف بعض الحضور الموقف بأنه انطلق فى نوبة ضحك وظل يضحك حتى استلقى على ظهره، وقال: «أنا مؤلف الكتاب»!.

بالطبع يقصد كتاب «أيام من حياتى» لزينب الغزالى.. أحد أشهر كتب الجماعة وواحد من أكثر كتب الإخوان شيوعاً وانتشاراً فى السبعينيات حتى يكاد لا يوجد عضو بالجماعة لم يقتنِ نسخة منه.

وبالتالى تدور النسخة إعارة للكثيرين من أصدقاء كل عضو للجماعة. وفى الكتاب قصص تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان ويقف شعر رؤوسهم الذى لم يظهر بعد وتتهاوى أسنانهم التى لم تنبت بعد!

كان الكتاب رهيباً بكل ما تعنيه الكلمة.. تعذيب امرأة فى السجن أمر ترفضه النفس السوية وتأباه الشهامة والرجولة.. فما بالنا والسيدة المعذبة يفعل بها الأفاعيل وهى تمسك بكتاب الله؟! ما بالكم ويفعل بها ذلك وهى تصلى فرائض الله؟!

فما بالكم وكل قادة السجن يسهرون على حفلة تعذيبها يومياً فى زنزانتها؟!

بل فما بالكم وجمال عبدالناصر نفسه شخصياً يترك مصالح البلاد والعباد فى مصر والوطن العربى ويترك سوريا وفلسطين واليمن والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى وأوروبا وعدم الانحياز وأفريقيا والقبض على مانديلا والاتحاد الاشتراكى وبناء السد العالى والمصانع قديمها وجديدها خصوصاً مجمع الألومنيوم بنجع حمادى وبناء الكاتدرائية الجديدة فى العباسية وغيرها وغيرها من مشروعات بدأ التفكير أو الشروع فيها فى تلك الفترة وطبعاً يترك معها بيته وأوقات راحته ويذهب إلى السجن ليتابع بنفسه تعذيب زينب الغزالى!

وهى لم تدخر وسعاً فى روايات عديدة أخرى.. فتارة الكلاب تقف أمامها لا تقترب منها وبما يستفز ضباط التعذيب.. وتارة أخرى تنهش كلاب السجن المسعورة والمدربة جيداً جسدها الرقيق.. لكنها عند الفجر تختفى الجراح وتعود كما كانت وكأن شيئاً لم يحدث!

وهكذا.. صورت زينب الغزالى وصور الكتاب أنه لا عمل فى مصر ولا مهام إلا تعذيبها! وتأديبها!

الآن.. أكبر إخوانى فى العالم يضحك ويقول إنه مؤلف هذه الأكاذيب! وأنه مَن وضع اسم الغزالى على الكتاب وعلى الأكاذيب! بل أكثر من ذلك.. كانت هى نفسها تندهش من المبالغات وتقول: وهل سيتقبل الناس ذلك ويصدقونه؟! ويرد عليها أبوالحجاج ويقول: «شعبنا عاطفى وسيصدق كل شىء».

الآن.. كم إخوانياً وغير إخوانى يحفظ الكتاب وتفاصيله؟ وكم واحداً منهم تابع قصة اعتراف يوسف ندا وسهرة مكتب أبوالعلا ماضى ومن تركوا الجماعة بسبب هذا التلفيق الذى سمعه ولأول مرة من شخص بحجم «ندا» هو عندهم أيقونة كبيرة جداً؟ وكم واحداً ممن عرفوا استطاع التخلص من هذه الهلاوس والأكاذيب؟! وكم كتاباً آخر كتبه «ندا»؟ وكم كتاباً آخر لم يحتَجْ أصحابه لإمكانيات ندا الأدبية المثيرة؟! وكم كتاباً آخر راجعته الجماعة قبل نشره من أصحابه وفلترت ما به؟! والسؤال الأهم: ما حجم الجهد المطلوب من المجتمع لاستكمال إظهار الجماعة على حقيقتها؟!

عن "الوطن"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية