حوّلت مسار 4 أنهار مشتركة.. إيران تهدد الأمن المائي العراقي... ما خطط بغداد؟

جاوزت الانتهاكات الإيرانية في حق العراق المدى، فقد حوّلت طهران مسار (4) أنهار مهمة مشتركة مع بغداد إلى داخل أراضيها، في محاولة لاستخدام المياه كسلاح للّي ذراع العراق، وتوسيع نفوذ الجمهورية الإسلامية داخل الأراضي العراقية.

ونقل تلفزيون "السومرية" العراقي عن وزارة الموارد المائية قولها: إنّ العراق قد يرفع شكوى إلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بشأن تغيير إيران لمسار (4) أنهار مهمّة إلى داخل أراضيها، والتي كانت تصب في البلاد، كاشفاً عن سلسلة إجراءات سيتخذها العراق بشأن شح المياه الحالي.

وقال مستشار الوزارة والمتحدث الرسمي باسمها عون ذياب عبد الله: إنّ "إيران غيرت مسار (4) أنهار إلى داخل أراضيها، والتي كانت تصب سابقاً في العراق وترفد أنهاره بحصص مائية جيدة، مضيفاً أنّ الأنهار الـ4 هي: زامكان وعباسيان وسيروان والوند".

وتابع أنّ "نهر سيروان الذي يُعدّ أحد روافد نهر دجلة، كان يغذي مع نهر تانجرو سدّي دربندخان في محافظة السليمانية، وحمرين في محافظة ديالى، أمّا نهر الوند الذي كان يغذي نهر ديالى ويصب فيه قرب مدينة جلولاء، فله تأثير كبير في الأنهار المذكورة برغم وارداته القليلة، وقد عدّ تغيير مجرى تلك الأنهار مخالفة كبيرة وصريحة في القانون الدولي والأعراف السائدة".

حوّلت طهران مسار (4) أنهار مشتركة مع بغداد إلى داخل أراضيها، في محاولة للّي ذراع العراق، وتوسيع نفوذها داخل الأراضي العراقية

وأشار عبد الله إلى أنّ "الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لتدارك أزمة شح المياه في البلاد، تتضمن استمرار اللقاءات والمباحثات مع الجارتين تركيا وإيران، باعتماد القنوات الدبلوماسية، من أجل توضيح معاناة العراق المائية وإيجاد الحلول الناجعة لها"، مبيناً أنّ "الوزارة جهة فنية تتمحور مهمتها بتوضيح الجوانب الفنية فقط أمام الجهات العليا".

وبشأن عدم لجوء العراق إلى الاحتكام أمام محكمة العدل الدولية حول تجاوز الدول على حصص العراق المائية، أوضح أنّ "المحكمة لا تنظر بتلك الشكاوى، بل بإخلال أحد الطرفين باتفاقيات مشتركة قائمة أو وجود مخالفات فيها"، منوهاً بأنّ "العراق قد يعرض شكواه أمام منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان، وكذلك أمام منظمة اليونسكو التي تهتم بشؤون البيئة وحقوق الإنسان".

 ومطلع أيار (مايو) الماضي، كشف محافظ ديالي مثنى التميمي عن قيام الجانب الإيراني بإنشاء (8) سدود جديدة على نهر سيروان تسببت بانخفاض مدخلات سد دربندخان بنسبة 90%، مضيفاً أنّ الخزين المائي انخفض بشكل كبير؛ ممّا فاقم من أزمة شح المياه بالمحافظة العراقية.

وزارة الموارد المائية العراقية: العراق قد يرفع شكوى إلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بشأن تغيير إيران لمسار (4) أنهار

وقال الحمداني حينها: إنّ إيران لا تلتزم بالحصة المائية المقررة للعراق رغم امتلاء سدودها بكميات كبيرة من المياه، مشيراً إلى عدم وجود مباحثات مع الجانب الإيراني حيال أزمة المياه رغم إرسال العراق مخاطبات كثيرة دون أيّ استجابة، معرباً عن أمله باستجابة قريبة من قبل الجانب الإيراني والتفاوض، وفق مبدأ تقاسم الضرر، وفقاً للأعراف والمواثيق الدولية.

ولفت إلى وجود كميات كبيرة من المياه في السدود الإيرانية رغم نقص المياه في إيران، مشدداً على أنّه يجب منح الجانب العراقي حصته من مياه السدود والمخزون المائي.