رضوان السيد: الإسلام السياسي يصارع على الدِّين من أجل تشويه الأنظمة.. كيف؟

رضوان السيد: الإسلام السياسي يصارع على الدِّين من أجل تشويه الأنظمة.. كيف؟

رضوان السيد: الإسلام السياسي يصارع على الدِّين من أجل تشويه الأنظمة.. كيف؟


26/03/2024

يؤكد المفكر اللبناني المتخصص في الدراسات الإسلامية رضوان السيّد أن الصراع عقب عام 2001، وغزو أفغانستان والعراق، وصيرورة الإسلام مشكلة عالمية، تصارع على الإمساك بروحه 4 أطراف، هي في الحقيقة جهات دولية تشنُّ حرباً عالمية على الإرهاب السني.

 وتدعو "المعتدلين" من العرب والمسلمين إلى التضامن معهم لتحرير الإسلام من خاطفيه، والأنظمة العربية والإسلامية التي تريد استعادة الاستقرار بالدواخل، والمؤسسات الدينية التي لا تزال قائمة وتريد استعادة السكينة في الدين، والإحيائيون، والصحويون الذين يريدون الإفادة من تطرف الإرهابيين ومن توجُّس الأنظمة من جاذبيات المتطرفين لدى الجمهور، للاستثمار في ما صار يُعرف بالإسلام السياسي.

 

"الحديث عن الإصلاح الإسلامي غدا جزءاً من إستراتيجية السياسات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، فظهرت عولمة تحديث الإسلام"

 

وأوضح السيّد في تصريح لصحيفة "عكاظ"، أنّ الحديث عن الإصلاح الإسلامي غدا جزءاً من إستراتيجية السياسات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، فظهرت عولمة تحديث الإسلام، كون الأصولية الإسلامية لم تعد ذات أثر إقليمي محدود ضمن منطقة الشرق الأوسط، وإنّما أصبحت ذات تأثيرات دولية بالغة الأثر على الاقتصاد وحركة المال والسياحة الدوليين.

ويرى السيد أنّه بالإمكان استخدام الإسلام لصالح النظام الرسمي واستبعاد الإسلام من دائرة التأثير الاجتماعي والسياسي في العالمين العربي والإسلامي من الوهم.

واعتبر أنّ مهمة تجديد الإسلام من داخله صعبة بل تكاد تكون مستحيلة، في ظل اعتبار السياسات الدولية التي ستعرقل ـ على الرغم من ادعائها الدعم ـ جهود التجديد التي يقوم بها المصلحون من داخل مجتمعاتهم، إضافة إلى أنّ أولئك المصلحين يجدون أنفسهم في صراع فكري مع التفسيرات الأصولية للإسلام التي تجد شرعيتها الشعبية في الاحتلال والمقاومة.

 

اعتبر أنّ مهمة تجديد الإسلام من داخله صعبة بل تكاد تكون مستحيلة في ظل اعتبار السياسات الدولية التي ستعرقل ـ على الرغم من ادعائها الدعم ـ جهود التجديد

 

وهو ما يعسر تقديم الإسلام باعتباره رؤية متصالحة مع العالم تؤمن بالقيم الإنسانية المشتركة، ومصير مهمة كهذه الإخفاق المستمر، ذلك أنّ من يجد هويته مجروحة أو مهدّدة لا يفكر في تجديدها أو تغييرها، بل إنّه يقبل بها على علاتها خوفاً من أن تؤدّي محاولات تطويرها إلى زوالها.

المفكر السعودي يؤكد أنّ إدراك التصور المعرفي والثقافي للحركات الأصولية، الذي منه تنطلق في تعاملها مع العالم، من شأنه أن يمدّنا بآليات تحليل إستراتيجية وليست آنية لعلاقاتها وصراعاتها مع ذاتها ومع غيرها من التصوّرات والإدراكات، ذلك أنّ خطاب الأصولية الإسلامية في فترة من فتراته متشابه تماماً مع خطاب الحركات القومية واليسارية العربية الذي ساد خلال الحرب الباردة، خصوصاً في ما يتعلق بالنظرة إلى الغرب.

 وهو ما يدعو إلى القول إنّ البنية الأساسية لوعي العقائديات والحتميات لدى سائر التيارات الفكرية والسياسية العربية والإسلامية كانت واحدة، وظلّت كذلك إلى مطلع التسعينات من القرن العشرين.

 

الأصولية الإسلامية لم تعد ذات أثر إقليمي محدود ضمن منطقة الشرق الأوسط وإنّما أصبحت ذات تأثيرات دولية بالغة الأثر على الاقتصاد وحركة المال والسياحة الدوليين

 

ورضوان السيد هو مفكر سعودي من أصل لبناني، متخصص في الدراسات الإسلامية. أستاذ بالجامعة اللبنانية، وأستاذ زائر بالعديد من الجامعات العالمية (هارفارد، شيكاغو، بامبرغ، صنعاء، سالسبورغ...إلخ). نشر مئات الأبحاث وشارك في عدة مؤتمرات وملتقيات. كما نشر عشرات المؤلفات والتحقيقات والترجمات، منها : "الأمة والجماعة والسلطة" (1985)، و"الإسلام المعاصر"(1986)، و"الصراع على الإسلام" (2006)، و"المستشرقون الألمان"(2007)، و"أزمنة التغيير: الدين والدولة والإسلام السياسي"(2014)، وغيرها. 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية