سياسات الهوية لحزب العدالة والتنمية التركي وتوظيف الإسلام السياسي

سياسات الهوية لحزب العدالة والتنمية التركي وتوظيف الإسلام السياسي


02/04/2022

عبّر الكاتب والمحلل السياسي التركي أحمد تاشغترين عن اعتقاده أن التحليل الذي أجراه الباحث بكير أغيردير في بداية الأسبوع في تي 24 له أهمية حيوية بالنسبة للأحزاب، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، وكذلك بالنسبة لأولئك المستقلين عن الأحزاب والمهتمين بعلاقة الإسلام مع المجتمع التركي في إطار الرسالة.

وقال تاشغترين في مقال له في صحيفة قرار التركية إنّه يمكن تلخيص قرار أغيردير فيما يتعلق بحزب العدالة والتنمية بالجمل التالية: "حزب العدالة والتنمية لم يعد حزبًا جماهيريًا، بل هو أسلوب حياة. إن القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية آخذة في الانكماش، ويتم ضغطها بشكل متزايد في قطاع ديني محافظ. ومع ذلك، على الرغم من أنه سرعان ما فقد شخصيته كحزب جماهيري، إلا أن تراجع أصواته تباطأ. إن الناخبين الذين ما زالوا يدعمون "حزب العدالة والتنمية" اليوم يدركون بالتأكيد المشاكل. لكنهم يواصلون الوقوف إلى جانبه على أساس هويتهم".

أشار بكير أغيردير، أثناء وصفه لهذه العملية، إلى أن "حزب العدالة والتنمية، بمساهمة العديد من الديناميكيات والعمليات العالمية والمحلية، قدم إجابات لمطالب قاعدة الناخبين في سنواته الثماني الأولى وأصبح حزباً جماهيرياً من خلال توسيع قاعدته، بأفعاله. لقد اختار إعطاء الأولوية لقضيته، وليس مطالبه".

استشهد تاشغترين بآراء أخرى للباحث بكير أغيردير، ومنها، أولاً، كان يميل إلى "حزب العدالة والتنمية" واستقطاب ناخبيه، وبعد 2013 اتجه غيزي إلى "الأردوغانية" والاستقطاب نحو المواجهة. بطبيعة الحال، تسببت هذه العملية في ابتعاد كل التكتلات الاجتماعية والثقافية والسياسية المنتصرة عن حزب العدالة والتنمية الذي فقد تدريجياً طابعه الحزبي الجماهيري. مثلما تخلصت المركبات الفضائية من خزانات الوقود الفارغة الخاصة بها، تخلص العدالة والتنمية تدريجياً من العناقيد التي زودته بالطاقة، وأصبح محاصراً في شريحة قوية من الهوية الدينية والمحافظة في الغالب مع إحساس قوي بـ "الآخر".

شدّد تاشغترين على أنّ من المؤكد أن هذه التحديدات لها معنى بالنسبة لأولئك الذين يديرون حزب العدالة والتنمية. يمكنهم تفسير ذلك "من وجهة نظر الحزب"، لكنّه ودّ أن يلفت الانتباه إلى قضية تتعلق بتقييم هذا "الوضع السياسي" من حيث العلاقة بين المجتمع التركي والإسلام.

قال الكاتب إنّ من الواضح أن "المجتمع التركي والإسلام" ظاهرة تتجاوز أي إطار حزبي. وقال إنّه كتب سابقاً مشيرًا إلى سياسات الاستقطاب التي يفرضها معدل التصويت الذي فرضه نظام الحكومة الرئاسية، "يجب ألا نخفض معدل المسلمين في تركيا إلى 50 زائد 1". لم يؤثر "تنبيه الخطر" هذا على أي شخص. يبدو أنه لم يكن لدى أحد الوقت الكافي للنظر في مثل هذه القضايا في مواجهة السياسة الحقيقية.

وأشار الكاتب إلى أنّه إذا كانت استنتاجات بكير أغيردير صحيحة، أي إذا أصبح حزب العدالة والتنمية "حزب هوية" بحوالي 30 بالمائة وتعرف هذه الهوية بـ "المحافظة - التدين"، لكنها في الواقع تعبر عن "الانتماء الإسلامي" ثم نرى أن المجتمع التركي جزء من الإسلام، فهل سنقرأ علاقته بهذه الصورة السياسية وفق هذه الصورة السياسية؟ بمعنى آخر، هل يعني "انتماء إسلامي" بنسبة 30 بالمائة، دون "50 زائد 1 بالمائة" التي ذكرتها سابقًا؟ وبالطبع، مع تراجع حزب العدالة والتنمية، هل سينخفض ​​هذا الانتماء إلى مستويات أدنى؟

أعرب الكاتب عن رأيه أنّه يعرف ماذا سيقول المسؤولون التنفيذيون في حزب العدالة والتنمية عن حساسيته، كما أعرب عن أمله أن يكون لديهم مثل هذه الحساسية. واستدرك بالقول: لكنني شعرت بالحاجة إلى مثل هذا المقال لأنني اعتقدت أنه يمكن النظر إلى الحدث على أساس حساسية تتجاوز الأطراف، ويمكن العثور على مثل هذه الحساسية.

نوّه الكاتب إلى أنّه بمعنى آخر، إذا لم يبدأ الإسلام وينتهي اعتمادًا على علاقات الناس مع الحزب، إذا كانت هناك حساسية لإبقاء علاقة كل شخص في البلد بالإسلام حية وصحية وحيوية عند ذكر المجتمع التركي والإسلام، فإن "الإسلام يجب ألا يقتصر على الانتماء إلى حزب". وقال: إذا كان الانتماء الحزبي يضع العلاقة مع الإسلام في مأزق، فأنا قبل كل شيء أتوقع ألا يكون هذا الحزب عبئًا على الإسلام.

أضاف تاشغترين في مقال إنّه على سبيل المثال، لطالما حرصت على أن تكون رئاسة الشؤون الدينية واحدة من أرقى المؤسسات. السمعة - أعربت عن أنه إذا فقدت حتى نقطة واحدة من الثقة، فيجب معالجتها والتحقيق في الأسباب وإصلاح المشاعر.

وأردف قائلاً: أستطيع أن أقول هذا لـحزب العدالة والتنمية: إن لغة التصنيف حول القيم تضع أيضًا علاقة الناس معك في مأزق. على الأقل لا تحمي القيم من الأخطاء. لكني أود أن أقترح على المجتمع الأوسع، وهو أوسع بكثير، ألا يتم حظره بسبب الحدود السياسية، ولكن لإثارة مسألة إنشاء لغة اتصال (هل قلت لغة التبليغ؟) تشمل المجتمع بأسره.

ختم الكاتب تاشغترين مقاله بالتأكيد على أنّ الإسلام لا يقتصر على أي فرد، ولا يقتصر الأمر على حزب أو مؤسسة أو تيار. وقال: يجب على الجميع أن يحرصوا على حمل شرف الإسلام، لكن يجب ألا يكونوا عبئًا على الإسلام أبدًا، ولا ينبغي أن يكونوا عقبة أمام الإسلام.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية