شاهد.. مسيرات تجوب الضفة الغربية والداخل الفلسطيني نصرة للقدس ودعماً لغزة‎

شاهد.. مسيرات تجوب الضفة الغربية والداخل الفلسطيني نصرة للقدس ودعماً لغزة‎


18/05/2021

نجح الفلسطينيون اليوم في كتابة صفحة جديدة في تاريخ نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، فقد توحدت فاعليات الفلسطينيين في كافة أرجاء الأراضي المحتلة وغزة، بقرار فاعل على نحو غير مسبوق بالإضراب، استطاع أن يشلّ الحركة داخل إسرائيل، ومسيرات تجوب الشوارع وتبث الرعب دون سلاح. 

بدا التوتر الإسرائيلي واضحاً إزاء المشهد الجديد، والذي لم ترفع فيه أعلام سوى العلم الفلسطيني، ولم تُردد شعارات سوى الأناشيد الفلسطينية والتنديد بجرائم الاحتلال وترديد أسماء الشهداء

 وفيما حاولت دولة الاحتلال التلاعب بالرأي العام العالمي وتصوير عنفها ضد الفلسطينيين على أنه "دفاع عن النفس" أو ردّ فعل على صواريخ المقاومة، فإنّ فاعليات اليوم أرسلت رسالة لم يملك الكيان الصهيوني حتى اللحظة وسائل لتشويهها. 

 الإضراب كان رسالة مدوّية على نحو لا تقلّ فاعلية عن الضربات التي هزت القبة الحديدية على مدار أيام.

 شوارع كاملة ومرافق، ما عدا الصحية، مغلقة في الضفة، حيث نابلس والخليل وبيت لحم ورام الله، أو في داخل أراضي عرب 48، وحتى داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، لتبعث رسالة احتجاج على القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، وحملات التهجير والاستيطان المتوحش، فضلاً عن قصف المدنيين في غزة. 

وكانت حركة فتح قد دعت، في بيان، الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات وتظاهرات ستنطلق من مراكز المدن ومواجهات "سلمية" مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وجاءت دعوة حركة فتح للإضراب في الضفة الغربية انسجاماً مع دعوة لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل للإضراب العام والشامل في الوسط العربي داخل إسرائيل، طبقاً لبيان من حركة فتح، بحسب ما أورده موقع الحرّة. 

مواجهات مدخل بلدة حجة

 وشملت دعوات الإضراب دعوات للمواجهة مع الجيش الإسرائيلي عند نقاط التماس، وفي مدينة رام الله في الضفة الغربية خرج عدة آلاف حاملين الأعلام الفلسطينية. 

 توتر إسرائيلي

 وبدا التوتر الإسرائيلي واضحاً إزاء المشهد الجديد، الذي لم ترفع فيه أعلام سوى العلم الفلسطيني، ولم تُردد فيه شعارات سوى الأناشيد الفلسطينية والتنديد بجرائم الاحتلال وترديد أسماء الشهداء، لذا حاولت قوات الاحتلال منع وصول تلك المشاهد، فاستهدفت الصحفيين، ومنعت القنوات الفلسطينية من التغطية، في وقت بات فيه كل مواطن فلسطيني صحفياً ميدانياً يستطيع أن يجذب أنظار العالم إلى قضيته. 

 وبحسب وكالة أنباء (وفا)، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات جماهيرية حاشدة وغاضبة انطلقت في محافظات الضفة الغربية وأراضي عام 48، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل، وأصابت العشرات بالرصاص الحي والمغلف بالمطاط والغاز السام والمدمع.

 وفي رام الله، انطلقت مسيرة شارك فيها الآلاف، ورفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بعدوان وجرائم الاحتلال، ورددوا الهتافات والأهازيج الوطنية.

 

أعاق جنود الاحتلال عمل طاقم تلفزيون فلسطين خلال تغطيته اعتداءات الاحتلال على المشاركين في المسيرة

 

 وانتهت المسيرة التي جابت شوارع المدينة عند مدخل البيرة الشمالي، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة عند حاجز "بيت إيل" العسكري، أصيب خلالها، حتى إعداد هذا الخبر، عدد من الشبان بحالات اختناق جرّاء استنشاقهم للغاز السام والمدمع.

جانب من مسيرة رام الله (وكالة معاً)

 وفي بدرس، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في قرية بدرس غرب رام الله.

 وذكرت مصادر محلية أنّ جنود الاحتلال المتمركزين عند السياج الفاصل بين أراضي القرية وأراضي عام 48 أطلقوا وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين.

وفي نابلس، شارك مئات المواطنين في مسيرة مركزية انطلقت من وسط المدينة ضد العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحمل المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني وصور الشهداء، واللافتات المناوئة للاحتلال، والمنددة بجرائمه، وأخرى تحيّي صمود أهالي القدس وغزة.

جانب من مسيرة رام الله (وكالة معاً)

 وقد ردّد المشاركون الهتافات الغاضبة، والداعية إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف، وأرسلوا التحيات لأطفال غزة، وذلك بالتزامن مع الإضراب الذي عمّ المدينة، فقد أغلقت جميع المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة.

 وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مسيرة سلمية في قلقيلية، منددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا.

 وقال شهود عيان لـ"وفا": إنّ قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة عند الشارع الواصل بين قريتي الفندق وحجة شرق قلقيلية، وأطلقوا باتجاههم الأعيرة النارية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، ورشوهم بالمياه العادمة.

 

أعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد الشهداء منذ  بدء العدوان الإسرائيلي الأخير إلى 236 شهيداً و6278 جريحاً

 

 وقد أعاق جنود الاحتلال عمل طاقم تلفزيون فلسطين خلال تغطيته اعتداءات الاحتلال على المشاركين في المسيرة، وذكر مراسل تلفزيون فلسطين في قلقيلية أحمد شاور أنّ عدداً من الجنود هاجموا الطاقم والمرافقين له، وحاولوا منعهم من التغطية ونقل الأحداث.

 وفي الخليل، استشهد الشاب إسلام غياض زاهدة (32 عاماً)، بعد أن أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، النار عليه، بالقرب من منطقة الكرنتينا وسط الخليل.

جانب من مسيرة رام الله (وكالة معاً)

 وأفاد مراسل (وفا) بأنّ الاحتلال منع المواطنين في الجوار من الاقتراب منه أو محاولة إسعافه أو التعرف عليه، وقد أغلق المنطقة، وأطلق النار صوب المواطنين والصحفيين، ومنعهم من تغطية الحدث.

 وانطلقت مسيرة حاشدة من مسجد الحسين في منطقة عين سارة إلى دوار ابن رشد ومناطق الاحتكاك في باب الزاوية وسط المدينة، ورفع المشاركون علم فلسطين وهتفوا تنديداً بجرائم الاحتلال ضد المواطنين وممتلكاتهم.

 في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد الشهداء منذ  بدء العدوان الإسرائيلي الأخير إلى 236 شهيداً  و6278 جريحاً.

وقالت الوزارة في تقرير لها: إنّ 213 شهيداً، بينهم 61 طفلاً، و 36 سيدة، ارتقوا في قطاع غزة، وأصيب 1442 آخرون، أمّا في الضفة، فقد بلغ عدد الشهداء 23 شهيداً، و3825 جريحاً.

جانب من مسيرة رام الله (وكالة معاً)

 وفي مدينة القدس، استشهد مواطن وأصيب 1011 آخرون، ونقل إلى مراكز العلاج 487 إصابة، بينها 60 وصفت بالخطيرة، ونحو 204 متوسطة، و223 طفيفة، ووصلت إلى مراكز العلاج في محافظات الضفة الغربية 739 إصابة، منذ بداية الأحداث.

 وعن عدد الأطفال (أقل من 18 عاماً) من المصابين الذين تعاملت معهم الطواقم الطبية في مراكز العلاج بمحافظات الضفة الغربية، فقد بلغ عددهم 223 طفلاً، وقد تعاملت الطواقم مع 22 سيدة أصبن بجروح مختلفة.

  دور مصري لافت 

وقد أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار مبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، وذلك خلال القمة الثلاثية بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتي عقدت بعد ظهر اليوم بقصر الإليزيه في باريس بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بحسب بيان رسمي مصري.

جانب من مسيرة الخليل (وكالة معاً)

يأتي ذلك في وقت تلعب فيه مصر دوراً محورياً في الأزمة، وقد دعمت الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى، بداية من البيان شديد اللهجة الذي تلاه وزير خارجيتها سامح شكري، خلال اجتماع الجامعة العربية في 11 أيار (مايو)، ومن الجهود الدبلوماسية والوساطة للتوصل إلى اتفاق للتهدئة، مروراً بفتح الحدود مع غزة واستقبال الجرحي وإرسال الفرق الطبية والمساعدات.

جانب من تظاهرات أراضي الـ48 (وكالة معاً)



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية