علاقات مريبة بين الإخوان والمخابرات البريطانية... ما التفاصيل؟

علاقات مريبة بين الإخوان والمخابرات البريطانية... ما التفاصيل؟

علاقات مريبة بين الإخوان والمخابرات البريطانية... ما التفاصيل؟


13/08/2023

عرض الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، في دراسة جديدة له، تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكي حينما كانت مصر موالية لبريطانيا، ثم محاولتهم تجهيز الجماعة لتكون بديلاً لنظام جمال عبد الناصر.

الدراسة وردت في "الفيلم الوثائقي مذبحة رابعة خيال مزور للحقائق وسطو على ثورة شعب ودور المخابرات البريطانية في الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية"، جاءت كردّ على عرض الفيلم بأحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن.

دراسة: في ظل النظام الملكي المصري الموالي لبريطانيا آنذاك دعمت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان الإرهابية، تحديداً عام 1940، تعزيزاً لمصالح بريطانيا

وقد قام الإخوان، مع اقتراب الذكرى العاشرة لفضّ اعتصام رابعة المسلح في 14 آب (أغسطس) 2013، ببث الأكاذيب عن فضّ ما كان وكراً مسلحاً ومعسكراً لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية، وعبثاً يحاول الفيلم تزوير الواقع والحقائق التي عاشها المجتمع المصري وكان شاهداً عليها، ويعرض المفكر القاضي المصري لأول مرة لدور المخابرات البريطانية في الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية، وهو الموضوع الذي لم يتناوله الإعلام المصري بالتفنيد والتأصيل لقضية الدولة المصرية.

وقد أكد الدكتور محمد خفاجي أنّه، في ظل النظام الملكي المصري الموالي لبريطانيا آنذاك، دعمت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان الإرهابية، تحديداً عام 1940، تعزيزاً  لمصالح بريطانيا، وأقنعت المخابرات البريطانية الملك فاروق أنّ جماعة الإخوان يعتبرون مقابلاً مفيداً لسلطة الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، العلماني والقومي (حزب الوفد والشيوعيين).

محمد خفاجي: التاريخ السرّي يثبت تواطؤ المخابرات البريطانية مع جماعة الإخوان الإرهابية لإسقاط جمال عبد الناصر، يعضده الكاتب الصحفي البريطاني مارك كورتيس

وانتهى تقرير المخابرات البريطانية عام 1942  إلى أنّ القصر الملكي بدأ في إيجاد مكانة مفيدة لجماعة الإخوان في ذلك الوقت بناء على رغبة بريطانيا.

وأضاف: وصل الحدّ ببريطانيا أنّها قامت بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية من خلال اجتماع عقده مسؤولو السفارة البريطانية في 18 أيار (مايو) 1942 مع رئيس الوزراء المصري أمين عثمان باشا، تم خلاله الاتفاق على أنّ السفارة البريطانية سوف تقدم المساعدة المالية لهم، بالإضافة إلى الإعانات التي يقدمها حزب الوفد لجماعة الإخوان المسلمين ستدفعها الحكومة بتكتم وسرّية تامة.

محمد خفاجي يقول: إنّ التاريخ السرّي يثبت تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان جماعة الإرهابية لإسقاط جمال عبد الناصر، ويعضده الكاتب الصحفي البريطاني (مارك كورتيس) الذي أورد فى كتاب له بعنوان "الشؤون السرية ـ تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالي" حكاية ما يُسمّى "الحرب على الإرهاب" في الغرب، والتي يقول عنها كورتيس إنّها نتاج للسياسات الخارجية للقوى الغربية المهيمنة، ويشرح كورتيس التاريخ الطويل لتعاون بريطانيا مع الإخوان والجماعات الإسلامية وتورطها في أفغانستان وباكستان وكوسوفو ومصر.

أشار محمد خفاجي إلى أنّ المخابرات البريطانية أعطت جرعة ثقة للجماعة الإرهابية بأنّهم قادرون على تشكيل تحدٍّ خطير ضد جمال عبد الناصر

 ويؤكد الكاتب البريطاني تواطؤ بريطانيا مع الإخوان المسلمين في مصر، وهو إجراء تم اتخاذه في محاولة لوقف ثورة 23 تموز (يوليو) 1952 وإسقاط نظام جمال عبد الناصر بعد فترة الرئيس محمد نجيب القصيرة.

وأشار محمد خفاجي أيضاً إلى أنّ المخابرات البريطانية عام 1955 كانت تراقب بعناية أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية المناهضة لنظام جمال عبد الناصر، وأعطوا جرعة ثقة  للجماعة الإرهابية بأنّهم قادرون على تشكيل تحدٍّ خطير ضد جمال عبد الناصر.

وبحسب الدراسة، فإنّ بعض الدوائر السرّية تشير إلى أنّ هناك أدلة قاطعة على أنّ المخابرات البريطانية كانت لها اتصالات مع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تحديداً في أواخر عام 1955، عندما زار بعض الإخوان الملك فاروق حينما كان في المنفى في إيطاليا، لاستكشاف التعاون ضد عبد الناصر.

الصفحة الرئيسية