عندما تتحول الساحرة المستديرة إلى أداة للموت..أيام مؤلمة في الملاعب العربية

عندما تتحول الساحرة المستديرة إلى أداة للموت..أيام مؤلمة في الملاعب العربية

عندما تتحول الساحرة المستديرة إلى أداة للموت..أيام مؤلمة في الملاعب العربية


14/06/2023

على الرغم من المتعة التي تسببها كرة القدم لعشاقها حول العالم، إلّا أنّ حوادث الموت المفاجىء التي أصبحت تصيب اللاعبين، تضع علامات الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة الجسد البشري، على تحمل المجهود البدني الهائل، الذي تفرضه خطط اللعب الحديثة، التي تتطلب سرعات كبيرة، ولياقة بدنية عالية.

في حزيران (يونيو) 2021، سقط لاعب وسط منتخب الدنمارك كريستيان إريكسن مغشياً عليه، أثناء مباراة فريقه ضدّ فنلندا، في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وخضع اللاعب لإنعاش قلبي رئوي من قبل المسعفين، ما أنقذ حياته، وسط حالة من الصدمة والبكاء من قبل لاعبي منتحب الدنمارك. وهو المشهد الذي أثار تعاطفاً حول العالم، بعد أن انهار إريكسن فجأة وهو يركض بالقرب من الخط الجانبي للملعب.

حوادث متكررة في مصر

لم تكن وفاة نجم الأهلي ومنتخب مصر، اللاعب محمد عبد الوهاب، في 31 آب (أغسطس) من عام 2006، إثر أزمة قلبية أصيب بها خلال مران الأهلي، هي الفاجعة الأخيرة في الملاعب المصرية، حيث تكررت حوادث الموت المفاجىء للاعبين مؤخراً، في الملاعب المصرية.

في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، شهدت مباراة مطروح والسلوم في دوري الدرجة الثالثة المصري، وفاة اللاعب سامي سعيد القطعاني، والذي تعرض للسقوط المفاجئ خلال مباراة فريقه أمام السلوم في الدقيقة 40 من الشوط الثاني، دون أيّ تدخل من أيّ لاعب آخر، وجرى الاستعانة وقتها بسيارتي إسعاف، وفشلت كل محاولات إنعاش القلب في ملعب المباراة؛ ليتم نقل اللاعب إلى مسشتفى مطروح المركزي، لكنّه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى، وتم تشخيص الوفاة بهبوط حاد في الدورة الدموية؛ ما أدّى إلى توقف عضلة القلب.

وفي 26 كانون الأول (ديسمبر) 2017، توفي اللاعب حامد مهدي، ناشئ الزمالك السابق ولاعب دكرنس بعد أن بلع لسانه أثناء مباراة ودية أمام فريق ميت رومي وتوفي اللاعب فى الحال، وتمّ توجيه اللوم إلى جهات الإسعاف، بعد أن تأخرت جهود نقل اللاعب إلى المستشفى.

وفي 23 كانون الثاني (يناير) 2021، توفي الناشئ محمد هاني الكوري، لاعب فريق السكة الحديد، بعد بلع لسانه خلال مباراة فريقه وأبناء قنا، وذلك بملعب شركة النحاس في الإسكندرية.

وتوفي أيضا لاعب فريق القنايات، عبد الرحمن عاطف بودا، 23 عاماً، أثناء مباراة فريقه أمام نادى الرواد، ضمن منافسات دورى الدرجة الثالثة بمدينة العاشر من رمضان، وذلك يوم 8 آذار (مارس) 2021.

لم تقتصر حوادث الموت المفاجىء على اللاعبين، حيث توفي مدرب فريق أهلي فارسكور المصري على أرض الملعب، أمام أعين لاعبيه، خلال مباراة فريقه أمام فريق الروضة، حيث سقط مدرب نادي أهلي فارسكور، أكرم حفيلة، على أرض الملعب خلال المباراة المؤهلة للتصفيات النهائية لدوري القسم الثالث، إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء الشوط الأول من المباراة، وحاول بعض اللاعبين إنعاشه دون جدوى.

حوادث موت اللاعبين في الملاعب العربية

في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2021، توفي اللاعب، سفيان لوكار، قائد نادي مولودية سعيدة الجزائري، وذلك بصورة مفاجأة إثر إصابته بأزمة قلبية، خلال مباراة فريقه أمام جمعية وهران في دوري القسم الثاني الجزائري. وسقط سفيان لوكار، البالغ من العمر 30 عاماً، على أرضية الملعب، وفشلت جهود الأجهزة الطبية في إنقاذ حياته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى.

وفي الشهر نفسه، توفي اللاعب العماني الشاب مخلد الرقادي، لاعب نادي مسقط أثناء عملية الإحماء، قبيل انطلاق مباراة فريقه أمام نادي السويق، ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري العماني لكرة القدم، وذلك إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، أدت إلى وفاته في الحال.

تاريخ الأيام المؤلمة في الملاعب العربية

في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1981، توفي اللاعب الجزائري حسين بن ملودي، في مباراة بين فريقه شباب بلوزداد، وفريق عين البيضا في الدوري المحلي الجزائري، وأعلن وقتها أنّ سبب وفاته كان تسمماً غذائياً، أصيب به بعد تناوله أطعمة معلبة قبل اللقاء.

وفي شهر كانون الثاني (يناير) العام 1997، سقط النجم التونسي الهادي بن رخيصة، في الدقائق الأخيرة من مباراة ودية بين فريقه الترجي التونسي، وفريق أولمبيك ليون الفرنسي، إثر نوبة قلبية مباغتة، نقل بعدها على الفور إلى المستشفى، ولكنّه فارق الحياة، في صدمة كبيرة لجماهير الترجي بصفة خاصّة، والجماهير التونسية والعربية بصفة عامة، حيث كان الهادي بن رخيصة، أحد أبرز لاعبي فريق الترجي التونسي في هذا الوقت.

الكرة المغربية كانت هي الأخرى على موعد مع حادث أليم، في العام 2021، حيث توقف قلب مدافع الوداد البيضاوي المغربي، يوسف بلخوجة، عن النبض، وسقط على أرض الملعب وسط دهشة الحاضرين، وفشل الأطباء في إنقاذ حياته؛ في يوم مؤلم للكرة المغربية.

وفي العام 2009، سقط اللاعب الإماراتي سالم سعد، لاعب نادي النصر، أثناء إحدى التدريبية، حيث سقط اللاعب بشكل مفاجئ على الأرض، ليقف مرة أخرى ويلقي نظرة أخيرة على زملائه وعلى الملعب لمدة دقيقة، قبل أن يقع للمرة الأخيرة ويفارق الحياة، وسط صدمة وذهول زملائه وأعضاء الجهاز الفني والإداري والطبي وكل الحاضرين.

حفريات تواصلت مع الطبيب المصري، الدكتور سامي مبروك، والذي أكد أنّ تكتيكات كرة القدم اختلفت عن الماضي، وباتت اللعبة تتميز بالسرعات الفائقة، والمجهود البدني الكبير، في ظل حصص تدريبية عنيفة ويومية، عكس الماضي، لافتاً إلى أنّ تكرار هذه الحوادث في دوري القسم الثاني بالتحديد، يعود إلى نقص الخبرات التدريبية اللازمة لتوزيع المجهود، وأنماط التغذية العالية، وعدم وجود أجهزة القياس الحديثة، وكلها أصبحت لازمة لسلامة اللاعبين.

مبروك أضاف: "قد تكون السكتة الدماغية قاتلة في حالات الشديدة الاحتكاك العنيفة، حيث يمكن أن يؤدي مرض الشريان السباتي إلى سكتة دماغية من خلال انخفاض تدفق الدم، ولا يستطيع القدر الكافي من الدم الوصول إلى أجزاء الدماغ، فيحدث السقوط المفاجىء، وعليه ينبغي إخضاع اللاعبين للكشف الدوري على الشرايين وعضلة القلب".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية