عودة إلى ملف الاختفاء القسري... ما الهدف من تكثيف شائعات الإخوان مؤخراً؟

عودة إلى ملف الاختفاء القسري... ما الهدف من تكثيف شائعات الإخوان مؤخراً؟

عودة إلى ملف الاختفاء القسري... ما الهدف من تكثيف شائعات الإخوان مؤخراً؟


25/12/2023

منذ سقوطها عن الحكم في مصر إبّان ثورة 30 حزيران (يونيو) عام 2013، لم تتوقف جماعة الإخوان، المصنفة على قوائم الإرهاب في مصر وعدد من الدول العربية، عن مهاجمة الدولة المصرية، وبث الشائعات بشكل مكثف بهدف ضرب الاستقرار وإثارة غضب الشارع المصري، ورغم فشل كافة تلك المخططات في النيل من استقرار مصر، إلا أنّ آلة التحريض الإخوانية لم تتوقف حتى اللحظة الراهنة. 

وبات من اللافت مؤخراً عودة الجماعة إلى التركيز على ادعاءات الاختفاء القسري داخل مصر، رغم فشل الملف مرات عديدة في الماضي في تحقيق أيّ ضغوط على الدولة المصرية، التي كانت حريصة على تفنيد أكاذيب الإخوان بهذا الصدد أوّلاً بأوّل. 

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد نفت نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ادعاءات التنظيم بشأن اختفاء عدد من عناصره قسرياً، وقالت في بيان لها إنّ الأخبار التي تداولتها صفحات الإخوان تستهدف إثارة البلبلة وليس لها أساس من الصحة. 

وأشار البيان إلى أنّ "ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية متضمناً زعم إحدى السيدات باختفاء كريمتها قسرياً "قديم" سبق تداوله عام 2018، وأسفرت نتائج فحصه آنذاك عن عدم صحة تلك المزاعم".

 صلاح عبد الحق

وأكد الأمن المصري أنّ مثل هذه الشائعات "تأتي في إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية لنشر الشائعات وتزييف الحقائق لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط المواطنين".

لا نشاط للإخوان في مصر 

قبل أيام، تحديداً في 15 كانون الأول (ديسمبر)، نفى مصدر أمني مصري، جملةً وتفصيلاً، صحة ما تم تداوله على عدد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن مقاطع فيديو تضمنت تصريحات لعناصر إرهابية، للإيحاء باستمرار نشاط تلك العناصر.

وأكد المصدر الأمني، بحسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أنّ مقاطع الفيديو "قديمة"، وسبق تداولها منذ عدة أعوام، وأنّ تلك العناصر لقيت مصرعها في المواجهات الأمنية خلال الأعوام السابقة. 

 

عبد الخالق بدران لـ (حفريات): أسند التنظيم الدولي الملف الحقوقي لمكتب حقوقي بريطاني هو (بيندمانز)، الذي لديه علاقات واسعة بنواب وقيادات في بريطانيا وخارجها، ويمثل جماعة ضغط لصالح الإخوان. 

 

وأوضح المصدر أنّ إعادة نشر تلك الفيديوهات يأتي ضمن المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان الإرهابية، ويؤكد حالة الإفلاس التي تمرّ بها، وفقدان مصداقيتها أمام الرأي العام، وهو الأمر الذي يعيه الشعب المصري. 

لماذا الآن؟ 

يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب عبد الخالق بدران لـ (حفريات) إنّه منذ الانشقاق الذي حدث في جماعة الإخوان، بعد القبض على القائم بعمل مرشد الجماعة محمود عزت، وتحولها إلى جبهتين؛ إحداهما يسيطر عليها محمود حسين، والأخرى إبراهيم منير ومن بعده صلاح عبد الحق، بدأ كل طرف في توجيه الاهتمام والتمويل والدعم لتمكين سيطرته على الجماعة، وكان ذلك على حساب عدد كبير من الملفات التي تم تجميدها.

 ويتابع: "خلال الأعوام الماضية توقف التمويل بسبب الصراع داخل الجماعة، عن الحزب الذي كان يمثل الذراع السياسية وتم تجميده، وعن البرلمان المصري في الخارج (تجمع شمل النواب المنتمين للجماعة في مجلسي الشعب والشورى 2012، وكذلك وقف مستحقات المحامين الدوليين، وتجميد الملف الحقوقي، ووقف الدعم لعدد من الجمعيات الحقوقية؛ ونتيجة لذلك، وتزامنا مع تشكيل لجنة للعفو الرئاسي في مصر، تراجع الحديث عن الملف الحقوقي وما كان يتم تناوله من انتهاكات يتعرض لها أعضاء التنظيم في السجون".

 

بدران: خلال الأشهر الماضية بدأ صلاح عبد الحق، ومعه حلمي الجزار، في السيطرة على التنظيم الدولي للجماعة، وأصدرا عدداً من القرارات، كان من بينها إعادة الملف الحقوقي إلى الواجهة مرة أخرى، واستخدامه للضغط على النظام في مصر خاصة مع الانتخابات الرئاسية

 

 ويضيف: "خلال الأشهر الماضية بدأ صلاح عبد الحق، ومعه حلمي الجزار، في السيطرة على التنظيم الدولي للجماعة، وغالبية مكاتبها ومؤسساتها، وأصدرا عدداً من القرارات؛ كان من بينها إعادة الملف الحقوقي إلى الواجهة مرة أخرى واستخدامه للضغط على النظام في مصر خاصة مع الانتخابات الرئاسية."

وبحسب عبد الخالق، أسند التنظيم الدولي الملف الحقوقي إلى مكتب حقوقي بريطاني هو (بيندمانز)، الذي لديه علاقات واسعة بنواب وقيادات في بريطانيا وخارجها، ويمثل جماعة ضغط لصالح الإخوان، وأحد مالكيه هو محامٍ بريطاني مقرب من الجماعة، يدعى طيب علي، الذي تولى سابقاً محاولة تدويل قضية الإخوان في رابعة، ويعاود جهوده بعد عودة التمويل مرة أخرى.

هل ثمة علاقة بالانتخابات الرئاسية؟ 

يرى الكاتب المصري خالد منتصر أنّ سبب "الهستريا" التي أصابت تنظيم الإخوان مؤخراً هو نجاح مارثون الانتخابات الرئاسية، ونجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية جديدة. 

ويقول منتصر في مقال نشرته صحيفة (الوطن) المصرية: "لم يتصور الإخوان أنّ الإقبال سيكون على لجان الانتخابات بهذا الشكل، لم يتخيلوا للحظة هذا الزحام على أبواب اللجان، حاولوا رصد أيّ حالة إجبار أو إملاء لكي يملؤوا الدنيا بها صياحاً، لم يجدوا، فشكّلوا اللجان الإلكترونية ونزلوا سباً وشتماً عبر منصة (إكس) و(فيس بوك) والمواقع الأخرى في الشعب المصري، ووصفوه بأوصاف في منتهى القبح".

منتصر: لم يتصور الإخوان أنّ الإقبال سيكون على لجان الانتخابات بهذا الشكل

ويؤكد منتصر أنّ "الهستيريا الإخوانية سببها رؤيتهم لهذا الشعب متلاحماً، جنونهم كان مصدره أنّ هذا الشعب ما زالت فيه روح 30 حزيران (يونيو)، إصرارالمصريين على الاحتفاظ بالهوية الوطنية، ورفضهم تنظيم الخلافة الذي يعتبر الوطن ما هو إلا حفنة تراب عفن، الشعب صوّت على لفظ هؤلاء وشطبهم من الحياة السياسية إلى الأبد، هذا هو تفسير حالة الهستيريا التي تعدّت حدود المنطق، وحوّلت رموزهم الإعلامية إلى أراجوزات تحاول بـ (الفوتوشوب) وبالكذب أن تشوه صورة هذا الوطن النبيل الجميل".

تأزم الوضع داخل التنظيم 

في السياق ذاته يقول الكاتب المصري أحمد عبد التواب: إنّ ظروف الإخوان صارت أصعب كثيراً ممّا كانت عليه عند الإطاحة بحكمهم، فقد تطورت أوضاع مصر إلى الأفضل، من دولة تسودها الاضطرابات، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مع أزمات معيشية طاحنة، مع سوء علاقات مع دول الجوار والعالم، التي صنعوها بأنفسهم، قصداً أو جهلاً، إلى دولة نجحت في تجاوز الكثير من هذا، وخطت خطوات تنبئ بنجاحات كبيرة فى مجالات لم تكن مطروحة قبل هذا قط. 

 

أحمد عبد التواب:  ظروف الإخوان صارت أصعب كثيراً ممّا كانت عليه عند الإطاحة بحكمهم

 

ويشير عبد التواب في مقال نشرته صحيفة (الأهرام) إلى أنّ الانتخابات الأخيرة جرت دون تأمين من القوات المسلحة، ودون حشود من الشرطة، بل بمجرد عدد محدود من أفراد الشرطة لحالات الطوارئ التي لم تقع في طول البلاد وعرضها، وأكثر ما يضير الإخوان أنّ عليهم أن يتواءموا مع أهم نتائج الانتخابات الأخيرة: أنّ السيسي سيبقى في الحكم حتى 2030.

مواضيع ذات صلة:

هل سينجح إخوان تونس في العودة إلى المشهد بتعيين أمين عام جديد؟

حدود الدور والهدف لمواقع التواصل لدى المتطرفين




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية