قبل يومين من محاسبة قتلة الحريري.. من يقف وراء انفجار بيروت؟‎

قبل يومين من محاسبة قتلة الحريري.. من يقف وراء انفجار بيروت؟‎


05/08/2020

بعد أن كان يُعتقد أنّه مجرد حريق محدود في ميناء بيروت، فوجئ اللبنانيون قبل يومين من إصدار المحكمة المكلفة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بِدَوِيّ انفجار هائل هزَّ عاصمة بلادهم أمس، مسفراً في حصيلة أوّلية عن مقتل 100 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين، فضلاً عن الأضرار المادية الفادحة التي طالت ممتلكات تبعد كيلومترات عن الموقع، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأشارت معلومات لم تثبت صحتها بعد إلى أنّ الانفجار وقع في مخزن لسلاح حزب الله موجود منذ العام 2014، وهي ما لم تؤكده الجهات اللبنانية الرسمية، مكتفية بالقول إنّ الحادث ناتج، على الأرجح، عن مواد مصادَرة شديدة الانفجار.

اقرأ أيضاً: انفجار لبنان.. كارثة تذكر اللبنانيين ببشاعة الحروب والبحث عن مفقودين في الظلام

من جهته، أصدر حزب الله بياناً وصف فيه الانفجار بأنّه "فاجعة أليمة تستدعي من جميع القوى الوطنية التضامن لتجاوز آثار المحنة القاسية"، وقد أجل الأمين العام للحزب حسن نصر الله كلمته التي كانت مقررة اليوم، لكن إلى الآن لم يتم تأكيد أيّ معلومات حول ذلك، وفق "ميديل إيست أون لاين".

أشارت معلومات لم تثبت صحتها بعد إلى أنّ الانفجار وقع في مخزن لسلاح حزب الله موجود منذ العام 2014

وبحسب تصريحات مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية لـ"فوكس نيوز"Fox News  فإنّ: معظم العمليات في الميناء كانت تحت سيطرة "غير رسمية" لحزب الله، كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة داخل الميناء الذي يسيطر عليه الحزب في المقام الأول، وأنّ الانفجار قد يكون شمل "حاويات متعددة" ولكنه ليس له علاقة بالإرهاب.

اقرأ أيضاً: بعد انفجار مرفأ بيروت: تضامن عربي ودولي مع لبنان... هذه أبرز ردود الأفعال

وكان مجلس الدفاع الأعلى اللبناني أعلن بيروت مدينة منكوبة، بعد هذا الانفجار غير المسبوق، ودعا إلى تخصيص اعتمادات للمستشفيات لمعالجة الجرحى، ودفع تعويضات لذوي الضحايا، إضافة إلى تسليم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية.

حصيلة مبدئية بمقتل 100 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين

وبدت مشاهد الدمار الناتجة عن الانفجار في دائرة زاد قُطرها على 7 كيلومترات، وأمكن رصد الحجم الهائل للحادثة عبر عدة فيديوهات وثّقت لحظة وقوعه، بعد أن بدا من الدخان المتصاعد مجرد حريق عادي كبير في ميناء بيروت كان يتعامل معه رجال الإطفاء، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة تماماً، إذ نقلت (CNN) عن المركز الأوروبي المتوسطي للزلازل أنّ الانفجار شعر به سكان قبرص التي تبعد 240 كيلومتراً.

الانفجار شعر به سكان قبرص التي تبعد 240 كيلومتراً

من جهته، قال الرئيس اللبناني ميشال عون في تصريحات نشرها حساب الرئاسة على تويتر: إنه "من غير المقبول" أن تكون شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طناً موجودة منذ 6 أعوام في مستودع من دون إجراءات وقائية، وتوعد "بإنزال أشد العقوبات" بالمسؤولين عن ذلك.

اقرأ أيضاً: هذا ما قاله وزير الاقتصاد اللبناني عن القمح بعد انفجار مرفأ بيروت

وأضاف عون أنّه يجب إعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين بعد الانفجار، داعياً إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء اليوم الأربعاء.

وبحسب ما ذكر مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم للصحافيين خلال تفقده مكان الانفجار: "يبدو أنّ هناك مخزناً لمواد مصادرة منذ أعوام وهي شديدة الانفجار"، مشدداً على ضرورة انتظار نتيجة التحقيقات.

أصدر حزب الله بياناً وصف فيه الانفجار بأنّه فاجعة أليمة تستدعي من جميع القوى الوطنية التضامن لتجاوز آثار المحنة القاسية

وأضاف إبراهيم: إنّ 2700 طن من مادة الأمونيوم هي ما انفجر داخل مرفأ بيروت، وذكر أنّها كانت في طريقها إلى أفريقيا، وفق ما أفادت "سكاي نيوز".

ونترات الأمونيوم هي مادة كيميائية شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، وهي عبارة عن مركّب خطر، يمكن أن يكون شديد الانفجار، وفق ما نقل موقع "لايف ساينس".

حسان دياب: لن يمرّ انفجار مرفأ بيروت دون محاسبة وسيدفع المسؤولون عن الكارثة الثمن

من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب: إنّ "الكارثة" التي وقعت في لبنان أمس، المتمثلة بالانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، "لن تمرّ دون محاسبة المسؤولين"، مناشداً "الدول الصديقة" لمساعدة بلاده.

وقال دياب في مؤتمر صحفي، بعد ساعات من الانفجار: "إنها نكبة لا نستطيع تجاوزها إلا بعزيمة وإصرار على مواجهة هذا التحدي الخطير ونتائجه المدمرة".

وأضاف: "ما حصل اليوم لن يمرّ دون حساب، سيدفع المسؤولون عن الكارثة الثمن، هذا وعد للشهداء والجرحى والتزام وطني".

الاستخبارات الأمريكية: معظم العمليات في ميناء بيروت كانت تحت سيطرة "غير رسمية" لحزب الله

وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أنّه ستكون هناك "حقائق تُعلن عن هذا المستودع الخطير، الموجود منذ العام 2014"، قائلاً: "لن أستبق التحقيقات، فالوقت الآن هو للتعامل مع الكارثة، ولانتشال الشهداء ومعالجة الجرحى".

وخلال الخطاب، جدّد دياب تأكيده على محاسبة المسؤولين، واستطرد قائلاً: "أعدكم أنّ هذه الكارثة لن تمرّ دون مسؤولية ومسؤولين عنها".

نترات الأمونيوم هي مادة كيميائية شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية

وتابع: "أيها اللبنانيون، لقد أصابتنا كارثة، لكنني واثق من أننا سنتعامل معها بمستوى مسؤولية كلٍّ منا في كلّ موقع.. أناشدكم أن نتوحد اليوم كي ننتصر لشهدائنا ونضمّد جرحانا وجراح الوطن".

اقرأ أيضاً: من سيخرج من لبنان بعد تفجيرات المرفأ؟

وقد وجّه رئيس وزراء لبنان، الذي أعلن في وقت سابق الحداد العام في البلاد اليوم الأربعاء، "نداءً عاجلاً إلى كلّ الدول الشقيقة والصديقة التي تحب لبنان، أن تقف إلى جانب لبنان، وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا العميقة". وأوصى بدوره مجلس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ عندما يجتمع اليوم الأربعاء، وذلك حسب بيان أرسل إلى "رويترز" ونقلته وسائل الإعلام المحلية.

ميشال عون: شحنة من نترات الأمونيوم موجودة منذ 6 أعوام في مستودع من دون إجراءات وقائية

وتسبب الانفجار بتضرر باخرة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، وجرح عدد من عناصر هذه القوات، وفق ما جاء في بيان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

هذا، وشهدت مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت حالة من التكدّس والفوضى على إثر توافد سيارات الإسعاف والمئات من الجرحى نتيجة الانفجار الضخم، ممّا دفع وزير الصحة إلى الدعوة لنقل الجرحى إلى مستشفيات خارج العاصمة.

إلى ذلك، أدى الانفجار الهائل إلى القضاء على مخزونات استراتيجية مهمّة في المرفأ، من بينها احتياطيات القمح المستورد.

 تسبب الانفجار بتضرر باخرة لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان

وقد تأثرت عدّة مبانٍ ومنشآت اقتصادية حكومية، وتعرّضت لأضرار كبيرة لوقوعها بالقرب من موقع الانفجار، الذي أثر على محيط نصف قطره كيلومترات، حسب وسائل إعلام لبنانية محلية.

وفي هذه الأثناء، قال متعاملون في أسواق الصرف الموازية (السوداء): إنّ الطلب على الدولار بات كبيراً جداً، بينما تشهد السوق حالة من الارتباك والعجز عن تحديد رقم معيّن لسعر الصرف.

اقرأ أيضاً: اللبنانيون لم ينزفوا وحدهم... هذه جنسيات أخرى سقطت ضحايا انفجار المرفأ

وحتى قبيل الانفجار، كان الدولار يُباع بقيم تتراوح بين 8200 و8000 ليرة، لكنّ تجار العملة يقيّمون الوضع حالياً عقب الانفجار.

بدورها، قالت جمعية مصارف لبنان في بيان: إنّ البنوك ستكون مغلقة اليوم الأربعاء بسبب انفجار ميناء بيروت.

ودأبت بنوك لبنان على إغلاق أبوابها مع كلّ اضطراب كبير يحدث في البلاد منذ انتفاضة تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حيث تتزايد رغبة المودعين في سحب ودائعهم الدولارية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية