لماذا تتزايد الدعوات لمقاطعة منتجات شركة "بوما"؟

لماذا تتزايد الدعوات لمقاطعة منتجات شركة "بوما"؟


21/02/2022

في الوقت الذي يصنّف به القانون الدولي منظومة الاستعمار الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بغير القانونية، وترقى إلى جريمة حرب، وتحظر مؤسسات أوروبية ودولية التعامل مع منتجات المستوطنات، إلا أنّ شركة بوما "Puma" الألمانية للملابس والأدوات الرياضية، تواصل دعمها لاتحاد  كرة القدم الإسرائيلي (IFA)، حيث يوجد ضمن صفوفه ستة فرق تابعة لأندية مستعمرات إسرائيلية، بالإضافة إلى تعاقدها مع شركات إسرائيلية تعمل بالمستوطنات.

اقرأ أيضاً: مقلاع سليمان: ذراع إسرائيل السريّة لمواجهة حركة مقاطعة الاحتلال

وبالتزامن مع اليوم العالمي للتحرّك ضدّ شركة بوما "Puma"، أطلق نشطاء فلسطينيون وعرب مؤيدون للقضية الفلسطينية حملة واسعة، مطالبين من خلالها بالضغط على الشركة للتراجع عن دعم الفرق الرياضية التي تتبع المستوطنات غير الشرعية، والمقامة على أراضي الفلسطينيين.

وتظاهر العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، وأنصار القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، أمام المتجر الرئيسي لشركة بوما في ولاية نيويورك، تنديداً باستمرار رعايتها للاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم.

وفي عام 2018 أطلقت حملة مقاطعة إسرائيل "BDS" حملة مقاطعة واسعة ضدّ شركة بوما "Puma"، وقد وقع على هذه الرسالة قرابة 200 نادٍ رياضي فلسطيني يطالبون الشركة الألمانية بوقف دعمها للأندية الرياضية الإسرائيلية، والتي تدعم المستوطنات الإسرائيلية.

وقف الشركة دعم الاحتلال

وقالت حركة المقاطعة "BDS" في بيان، إنّ حملاتها المناهضة لبوما والداعية لمقاطعتها على مستوى العالم لن تتوقف إلا بوقف الشركة دعم منظومة الاستعمار الاستيطاني، والأبارتهايد الإسرائيلي، مشيرة إلى تقرير منظمة العفو الدولية "آمنستي" الذي صدر مطلع الشهر الجاري، والذي وصف إسرائيل بأنها "دولة فصل" عنصري.

وقع أكثر من 120 ألف شخص على عريضة أطلقتها مجموعة "SumOfUs"، التي تعرّف عن نفسها بأنها جماعة ضاغطة تهدف لكبح القوة المتزايدة للشركات التي لا تحترم الحقوق والحريات

وأشارت الحركة في بيانها إلى أنّ ثمار الضغط المتصاعد على شركة بوما كان له العديد من النجاحات العالمية حول العالم، لا سيما بعد أن أعلنت فرق رياضية عالمية إنهاءها لعقود مع "بوما"، أو تعهدها بعدم تجديد عقودها معها مستقبلاً.

ووقع أكثر من 120 ألف شخص على عريضة أطلقتها مجموعة "SumOfUs"، التي تعرّف عن نفسها بأنها جماعة ضاغطة تهدف لكبح القوة المتزايدة للشركات التي لا تحترم الحقوق والحريات عبر العالم؛ إذ طالبت العريضة شركة "بوما" بإنهاء تواطئها مع الأبارتهايد الإسرائيلي.

خطوة مهمة

وفي هذا السياق، يقول المختص بالشأن الإسرائيلي، د.عاهد فراونة، في حديثه لـ "حفريات" إنّ "حملات المقاطعة للشركات، والمؤسسات التي تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، تعدّ خطوة مهمة في إطار تعريته أمام العالم، وجعل تلك الشركات تفكر كثيراً قبل دعم الاحتلال، والتعاون معه في شتى المجالات، سواء الاقتصادية والأكاديمية، أو حتى الرياضية".

المختص بالشأن الإسرائيلي، د.عاهد فراونة: حملات المقاطعة للشركات، والمؤسسات التي تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، تعدّ خطوة مهمة في إطار تعريته أمام العالم

يضيف: "الحملات التي تقوم بها العديد من المؤسسات، خاصة مؤسسة "BDS"،  تقوم بدور فاعل بهذا الصدد، إذ كانت آخرها الوقفة الاحتجاجية في نيويورك ضدّ شركة بوما "Puma"، والتي ترعى الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، وبالتأكيد مثل تلك الحملات تذكّر العالم بحجم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قِبل الاحتلال، الذي لا يتوانى عن ارتكاب الجرائم".

 

اقرأ أيضاً: هل تستطيع السلطة الفلسطينية الانفكاك الاقتصادي عن إسرائيل؟

يتابع: "رغم أهمية الوقفات الاحتجاجية إلا أنّها وحدها لا تكفي للضغط على شركة بوما"Puma"، فهذا الأمر في حاجة إلى التطوير من خلال مقاطعة تلك الشركة من الدول الشقيقة كافة،  مما يعني أنّ دعمها الاحتلال، وإبرام الاتفاقيات معه سوف يرهقها اقتصادياً، وهذا يحتاج إلى جهد تراكمي أكبر، وانضمام العديد من الدول في هذا الصدد، حتى يصبح الاحتلال معزولاً عن العالم".

 

اقرأ أيضاً: هل تنجح الجزائر في لمّ شمل الفرقاء الفلسطينيين؟

ويبين فراونة؛ أن انضمام الجاليات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى حملة مقاطعة شركة بوما "Puma"، واعتصام هؤلاء أمام مقرّ الشركة، سوف يساهم في توسيع حملة المقاطعة، وانتشارها في دول أخرى.

تأثير سلبي

وفي سياق متصل، يرى المختص بالشأن الاقتصادي، أحمد أبو قمر، أنّ حملة المقاطعة التي تقاد حالياً ضدّ شركة بوما الألمانية، والتي لها فروع في غالبية دول العالم لأنّها ماركة مسجلة، سوف يكون لها  تأثير سلبي على مبيعات تلك الشركة، خاصّة من قبل المناصرين للقضية الفلسطينية في مختلف دول العالم.

 المختص بالشأن الاقتصادي، أحمد أبو قمر: مقاطعة منتجات شركة بوما "Puma" لها تبعات مباشرة، وغير مباشرة

وأخبر "حفريات"؛ بأنّ مقاطعة منتجات شركة بوما "Puma" لها تبعات مباشرة، وغير مباشرة، وسوف تظهر على المدى المتوسط وطويل الأجل، ومن المتوقع أن تفصح تلك الشركة عن خسائرها خلال السنوات الثلاث المقبلة، وقد تكون تلك الخسائر كارثية، بسبب حملات المقاطعة، والتي تقودها بالنهاية إلى فسخ العقد، وعدم رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي".

فلسطيني مقيم في أوروبا لـ"حفريات": كنت أفضّل شراء منتجات شركة بوما بشكل مستمر، كونها ماركة عالمية، لكنّني مؤخراً أعلنت مقاطعتها بسبب انحيازها  ودعمها العلني لدولة الاحتلال

 ويلفت إلى أنّ حملة مقاطعة شركة بوما سوف يكون لها تأثير إيجابي، كما حدث مع شركة "G4S"، وشركة "فيوليا" للبنى التحتية التي سحبت كلّ مشاريعها خلال السنوات الماضية من إسرائيل، إضافة إلى عدد من الشركات العالمية، وذلك نتيجة الضغط، والمناصرة للقضية الفلسطينية.

تواطؤ علني

من جهته رأى أحد الرياضيين الفلسطينيين، والذي يقيم في إحدى الدول الأوروبية، أنّ ما تفعله شركة بوما "Puma"

هو تواطؤ علني مع الأبارتهايد الإسرائيلي؛ لأنّ جزءاً من الدعم الذي تقدمه لاتحاد كرة القدم يذهب لدعم المستوطنات غير الشرعية، والتي تقام على أراضي عام 1967.

ويشير، في حديثه لـ "حفريات"، إلى أنّه كان يفضّل شراء منتجات شركة بوما بشكل مستمر، كونها ماركة عالمية، لكنّه مؤخراً أعلن مقاطعتها بشكل كامل بسبب انحيازها  لدولة الاحتلال، ودعمها العلني لها.

 

اقرأ أيضاً: الاحتلال يستعد لتنفيذ أكبّر عملية تطهير عرقي في القدس

وشهد العام الماضي تضامناً رياضياً كبيراً مع القضية الفلسطينية، بعد تصاعد الأحداث في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، والحرب ضد سكان قطاع غزة، وكان هناك تعاطف كبير من قبل رياضيين عرب وأجانب، إضافة إلى بعض الأندية، "لكنّ الشركة الألمانية "Puma" لم تتوقف عن دعمها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي"، بحسب اللاعب الفلسطيني الذي فضّل عدم ذكر اسمه.

انحياز لدولة الاحتلال

ويعتبر المواطن راجي الحتو، لـ "حفريات" أنّ "ما تفعله شركة بوما يعدّ انحيازاً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتجاوزاً لكرامة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني الأمرّين بسبب عنصرية هذا الاحتلال، لذلك يجب على جميع الفلسطينيين، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي الشتات، عدم التعامل على الإطلاق مع تلك الشركة، وعلى التجار عدم استيراد البضائع التي تحمل تلك العلامة التجارية".

يضيف: "عندما تقدم شركة بوما "Puma" الدعم إلى اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، والذي يضمّ عدداً من الفرق الرياضية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي عام 1967، فإنّ تلك الأموال تذهب لدعم تلك المستوطنات المصنفة بأنّها غير شرعية، وبالتالي ما تفعله هذه الشركة يعد مخالفاً للقانون الدولي، وقرارات منظمة العفو الدولية "أمنستي".

 

اقرأ أيضاً: النواة التوراتية: سلاح فتّاك لتهجير العرب من المدن الفلسطينيّة المختلطة

ويطالب الحتو شركة بوما "بالاعتذار من الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب دعمها المتواصل للاحتلال الإسرائيلي، والذي يمارس القتل والقمع والتنكيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، داعياً أحرار العالم لمقاطعة منتجات تلك الشركة، وعدم التعامل معها "حتى تتراجع عن الدعم الذي تقدمه للاحتلال".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية