ما حقيقة تخلي أردوغان عن الإخوان؟.. صحيفة نمساوية تكشف الأمر

ما حقيقة تخلي أردوغان عن الإخوان؟.. صحيفة نمساوية تكشف الأمر


24/04/2021

سلّطت صحيفة نمساوية المزيد من الضوء على مستقبل الإخوان المسلمين في مصر، في ظل تقرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مصر وإسرائيل.

وقالت الصحيفة: إنّ رجب طيب أردوغان مستعد في الوقت الحاضر للتخلي عن الإخوان، لإرضاء مصر وإسرائيل وإنهاء عزلة أنقرة، لكنّ هذا التحرك "تكتيكي ومؤقت"، ويرجح أن ينتهي بمجرد أن تجد أنقرة مساحة تحرك جيدة على الساحة الدولية، وفق تقرير لصحيفة "دي برسه" النمساوية المرموقة.

وقالت الصحيفة: "يريد أردوغان التقارب مع مصر وإسرائيل، وقد ضحّى بحلفائه الإسلاميين الذين وقفوا معه، وتركهم يسقطون من مسرح السياسة الواقعية".

ونقلت الصحيفة عن مصادر أنّ "مسؤولين حكوميين أتراكاً زاروا مقرات القنوات الفضائية التي تبث من الأراضي التركية، وطالبوهم بوضوح بوقف البرامج السياسية".

 

أردوغان مستعد للتخلي عن الإخوان، لكن بمجرد أن تجد أنقرة مساحة تحرك جيدة على الساحة الدولية فإنها ستعيد الإخوان إلى حضنها

لكنّ الأمر لم يتوقف عند وقف الانتقادات، لأنّ آلاف الإخوان المقيمين في تركيا يشعرون بالخوف من السياسة التركية الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشرق الأوسط عبد الرحمن عياش قوله: "معظم المصريين الهاربين الذين يصل عددهم إلى 30 ألف شخص في تركيا، لديهم اتصالات مع جماعة الإخوان".

وأضاف: "كذلك يوفر النظام التركي الحماية لممثلي حركة حماس الفلسطينية، المرتبطة بالإخوان، على أراضيه".

وفي الأسابيع الأخيرة، تكررت محاولات التودد التركية لمصر، وقد خرج وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وأعلن خطط بلاده لإرسال وفد إلى القاهرة في الأسابيع المقبلة، على أن يلتقي بنظيره المصري سامح شكري في وقت لاحق.

وبالتوازي مع المسار المصري، تهدف تركيا أيضاً للتقارب مع إسرائيل، ومن المقرر أن يصل وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إلى تركيا في حزيران (يونيو) المقبل، في أول زيارة على المستوى الوزاري لأنقرة منذ أعوام، وفق الصحيفة.

وتريد الحكومة التركية الخروج من العزلة الإقليمية التي وضعت نفسها فيها لأعوام، إذ لم يعد لأنقرة شريك مقرّب في المنطقة.

وتأمل أنقرة أيضاً أن يساهم التقارب مع القاهرة وتل أبيب في تحسين موقفها في نزاع الغاز في شرق المتوسط، فمصر وإسرائيل عضوان في تحالف إقليمي لاستغلال احتياطيات الغاز في هذه المنطقة.

وقالت دي برسه: "تراجع أردوغان يمثل انتكاسة للإخوان المسلمين، إذ كانت تركيا قاعدة آمنة لأعضاء الجماعة في الأعوام الماضية".

لكنّ الصحيفة أشارت إلى العلاقة الوطيدة والإيديولوجية بين الإخوان وأردوغان، لافتة إلى أنّ حزب العدالة والتنمية هو أنجح الأحزاب المرتبطة بالجماعة، متسائلة: "إلى أي مدى يمكن أن يذهب أردوغان لإرضاء مصر وإسرائيل؟".

ونقلت عن الخبير في الشؤون التركية أيكان إردمير قوله: إنّ "أردوغان سبق أن طرد عناصر من حماس من تركيا قبل أعوام، عندما رأى أنّ من مصلحته فعل هذا".

وتابع "مثل هذه المناورات التكتيكية لا تمسّ هدف أردوغان الأساسي المتمثل في النهوض بالإسلام السياسي".

ومضى قائلاً: "في الوقت الحالي هناك أمور أكثر أهمية وإلحاحاً على الساحة الدولية من التضامن مع الإخوان".

وأوضح: "لكن بمجرد أن يشعر أردوغان بمزيد من الأمان على الصعيد الدولي، فإنه سيستأنف دعم جماعة الإخوان".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية