متى نشهد نهاية الحروب والأزمات؟

متى نشهد نهاية الحروب والأزمات؟

متى نشهد نهاية الحروب والأزمات؟


11/06/2023

سالم حميد

هل يمكن أن نشهد عالماً خالياً من الأزمات والحروب؟ أن تتحول معظم الدول إلى سياسة صفر مشاكل، وأن يسود السلام العالمي وتنتهي الكوارث التي يسببها البشر، والتي تكون نتيجتها الحروب والمجاعات والقتل والدمار، هذا بحد ذاته حلم صعب المنال، لكننا على أقل تقدير نتمنى أن تنتهي المشاكل في محيطنا العربي الذي مر بفترة صعبة للغاية، حيث هبت الأزمات في دول عربية عدة، أربع من تلك الدول هي في أشد الحاجة للسلام والنهوض من جديد.

من هذه البلدان سوريا التي اكتوت بعشرية دموية كان نتاجها دماراً هائلاً في معظم المدن السورية، وتهجير ونزوح ما يقارب من نصف السكان، ومقتل الآلاف وتدمير البنية التحتية لبلد كان يُتغنى به من حيث السلام والأمان، ونحن نأمل بأن تحمل السنوات المقبلة عودة نهوض هذا البلد الجريح، لكن على أقل تقدير نحن نعرف أن سوريا بدأت تتجه للاستقرار، وجل ما تحتاجه السلم الأهلي وتضميد جراح الماضي، والانتقال لمرحلة الإعمار.. هذا في سوريا، لكن ماذا عن البلدان التي لا تزال عالقة في دوامة الحرب والدمار كاليمن وليبيا والسودان؟

في الحقيقة نحن متفائلون بأن يعود اليمن كما كان يتغنى به «اليمن السعيد» بعزيمة أهله، حيث إن إحلال السلام أصبح ضرورة حتمية، فالقضية لم تعد ترتبط بنزاعات على المكاسب، بل أصبحت ترتبط بقوت الشعب، وقدرة البلد على تأمين احتياجات الناس الأساسية، فحسب اليونيسف فإن 6 ملايين طفل يمني يحتاجون دعماً عاجلاً وعلى بعد خطوة من المجاعة، في حين أن أكثر من 15 مليون شخص، بينهم 8 ملايين طفل بحاجة للخدمات الأساسية مثل المياه وغيرها، وبعد الهدنة اليمنية نتمنى أن يحدث تطور على المسار السياسي، وأن تتفق جميع الأطراف على حلول سياسية ترضي الجميع، بهدف التفرغ لتعزيز الناتج المحلي اليمني، وإعادة بناء الاقتصاد والعودة لصيغة تدفع عجلة النهوض.

ليبيا أيضاً تقترب من حل إذا ما اتفقت جميع الأطراف على محاصصة سياسية تنهي الصراع، وتعزز وجود دولة واحدة تشمل الجميع، وتحرك المسار السياسي المتعثر، وقد يحدث توافق على تشكيل حكومة قصيرة الأجل مدة ستة أشهر بهدف إجراء الانتخابات، لتنهي ملف الانتخابات البرلمانية في نهاية السنة، والانتخابات الرئاسية في بداية السنة الجديدة، وبهذا ربما نتجه إلى مرحلة جديدة تفتح الباب أمام إنهاء المظاهر المسلحة، والانتقال بشكل فعلي للعمل السياسي، ليتحول الصراع العسكري لصراع سياسي يمكن التحكم به، ويجب في هذا السياق ألا يكون هناك أي إقصاء، أو محاولات لرفض أطراف معينة، بل أن يشرع الباب أمام جميع الأطراف الوطنية المشهود لها، والتي كان لها دور في حماية الدولة الليبية.

يبقى الملف الشائك هو الملف السوداني، حيث إن الجرح لا يزال ينزف، ويحتاج هذا البلد إلى إحلال السلام فوراً، فالسودان لن يتحمل صراعاً طويل الأجل، وعلى الرغم من الهدنة فالواقع الإنساني سيئ للغاية وسط نقص كبير في الغذاء والدواء، وصعوبة تحرك الجهات الدولية الراغبة في المساعدة، فالآلاف محاصرون أو في طريق الهروب للالتحاق بمن نزح إلى مناطق آمنة في الداخل أو للدول المجاورة، ووحدها المفاوضات تستطيع حلحلة الواقع، ولا بد من الجلوس على طاولة واحدة، وحل الأزمة بطريقة تضمن أمن السكان وإنهاء الحرب في أسرع وقت، ولعل «مجموعة أصدقاء السودان» التي تضم الإمارات والولايات المتحدة ودولاً عربية وأوروبية، تنجح في دفع الأطراف لوقف القتال، وتمرير المساعدات الإنسانية، والعمل على الالتزام بالاتفاق على حماية المدنيين، ودعم بعثة الأمم المتحدة، والعمل على الحفاظ على المؤسسات الوطنية.

عن "الاتحاد" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية