محاكمة زعيم ميليشيات الحوثي والسفير الإيراني... هل تجد أصداء دولية؟

أعلنت النيابة العسكرية اليمنية أنها ستحاكم سفير إيران في صنعاء بتهم تتعلق "بجرائم حرب"، على خلفية دعمه لميليشيات الحوثي الإرهابية، إلى جانب محاكمة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

وكانت المحكمة العسكرية قد عقدت الإثنين الماضي جلستها العلنية الخامسة في القضية الجنائية الرابعة للعام الحالي، ضد زعيم ميليشيات الحوثي الانقلابية عبد الملك بدر الدين الحوثي و174 قيادياً آخرين في جماعته، وفق ما أوردت "أندبندنت" العربية.

وبحسب بيان القوات المسلحة، استمعت المحكمة إلى شهادات ذوي عدد من ضحايا الجرائم والانتهاكات الحوثية، التي اشتملت على إنشاء تنظيم إرهابي مسلح، ومهاجمة القوات المسلحة، والاستيلاء على أسلحة وممتلكات الدولة، والهجوم على مقر رئيس الجمهورية في قصر المعاشيق، وزراعة الألغام، وغيرها.

النيابة العسكرية اليمنية تعلن أنها ستحاكم سفير إيران في صنعاء بتهم تتعلق بجرائم حرب

وقال رئيس النيابة العسكرية اللواء عبد الله الحاضري، في تصريح صحفي: إنّ اللجنة المشكلة للدفاع عن المتهمين "تتكون من 5 محامين، عينتهم نقابة المحامين في محافظة مأرب".

وطالبت لجنة الادعاء، بحسب الحاضري، بإنزال أشد العقوبات على المدانين، بتهمة الانقلاب على الحكومة الشرعية ورئيسها عبد ربه منصور هادي، مؤكداً أنه "من الصعب توقع العقوبة المحتملة على المتهمين، وطالبنا بأن تكون رادعة".

وتُعدّ المحاكمة العسكرية، التي بدأتها الحكومة الشرعية في تموز (يوليو) الماضي، الأولى من نوعها منذ بداية الانقلاب الحوثي في 21 أيلول (سبتمبر) 2014.

وشهدت الجلسة طرح كثير من الملفات، كان أبرزها تقديم المدعي العام العسكري أدلة تثبت إرسال الحرس الثوري حسن أيرلو سفيراً لإيران، وشدد المدعي العام العسكري أنه: "عدو حربي وصل إلى صنعاء (التي تسيطر عليها جماعة الحوثي) لإدارة العمليات العسكرية بصورة مباشرة ضد الجيش والشعب اليمني"، بحسب بيان المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.

وأشار المدعي العام العسكري، في الجلسة ذاتها، إلى أنّ النيابة تعمل على ضم السفير أيرلو إلى قائمة المتهمين في الجلسة المقبلة، المقرر عقدها في الـ14 من الشهر الحالي.

وفي سياق متصل، قال اللواء الحاضري: "ثبت لدينا من خلال التحقيقات أنّ حسن أيرلو سيقود العمليات العسكرية مع الحوثيين ضد الجيش الوطني.

المحكمة العسكرية تعقد جلستها الخامسة في القضية الجنائية ضد عبد الملك الحوثي و174 قيادياً من جماعته

في غضون ذلك، كانت وسائل الإعلام الدولية قد ضجت باتهامات في جميع الاتجاهات تدور حول كيفية وصول السفير الإيراني إلى صنعاء، في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد بيان رسمي للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، عبر وكالة أنباء فارس.

وقال زادة: "السفير الإيراني الجديد في اليمن وصل إلى صنعاء، ووصفه بأنه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوق العادة ومطلق الصلاحية".

وجاء رد الحكومة اليمنية عبر وزير الإعلام، معمر الإرياني، الذي قال: إنّ "إرسال طهران أحد ضباط قاسم سليماني حاكماً عسكرياً إيرانياً لصنعاء، إضافة إلى تصريحاتها الأخيرة عن نيتها بيع السلاح للحوثيين، يكشفان عن معالم المرحلة المقبلة"، مؤكداً أنّ أيرلو "مرشد ديني وقائد للتدريب على الأسلحة المضادة للطائرات سابقاً في عام 1999".

وكان محمد علي الحوثي، عضو ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، قد نفى في تصريحات صحافية تهريب السفير الإيراني، مشيراً عبر لقاء تلفزيوني بُث على قناة "الميادين" إلى أنه "بالنسبة إلى السفير ووصوله وكيفية عمله، فإنه لم يأتِ حديثاً".

ونفى مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن ارتباطه بأيّ دور في نقل السفير الإيراني إلى صنعاء.

من جهة أخرى، حظر موقع "تويتر" حساب السفير الإيراني لدى جماعة الحوثي في مطلع الأسبوع الحالي، إثر تغريدة أشاد فيها بشعبية الجماعة التي تؤهل شرعيتها في البلاد، عقب حضوره مناسبة دينية في صنعاء، وهو الأمر الذي دفع موقع التواصل إلى إغلاق حساب أيرلو، قبل أن يلجأ الأخير إلى إنشاء حساب جديد، للرد فيه على سياسة "تويتر"، في تغريدة قال فيها: "للأسف الشديد، جرى تعليق حسابي الأول من دون أي مبرر، ومن دون أي خطأ ارتكبته".

هذا، وكانت المحكمة العسكرية في محافظة مأرب مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) قد كشفت عن عزمها إدراج السفير الإيراني المعيّن في صنعاء حسن أيرلو ضمن قوائم القيادات الحوثية المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الشعب اليمني.

وذكرت نيابة المحكمة العسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة أنها بصدد استكمال الإجراءات اللازمة لتقديم المدعو حسن إدريس أيرلو ضمن قائمة المتهمين في الجلسة القادمة لارتباطه العضوي ما بين الحوثيين والنظام الإيراني.