مساعدات الإمارات لمحاربة "كورونا"

سلطان حميد الجسمي

لم تبق سوى أشهر قليلة لكي يكمل العالم عاماً من اجتياح وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد  19)، والذي أرعب البشرية تاركاً خلفه ضحايا بالملايين، وقد تعدت الإصابات 54 مليون مصاب و1.3 مليون ضحية غدر بهم هذا الفيروس، ولم يكتف بأنه سلب الأرواح فقط؛ بل جعل بين البشر فوارق ومسافات، وألزم البشرية بالمكوث في المنازل، وألبس الناس الكمامات في أغلب الأماكن، وطرد الكثير منهم من أعمالهم، وكبّد الدول خسائر اقتصادية كبيرة، وأضعف كثيراً من المؤسسات الطبية التي نهش فيها، وجعلها تحت تهديد النقص الحاد للمواد الرئيسية اللازمة لمحاربة الوباء؛ بل إن بعض هذه المؤسسات الطبية والمستشفيات نفد منها المخزون الطبي بالكامل، ولم تعد تستطيع استقبال المرضى والمصابين، إلا أنها وجدت الأيدي البيضاء من دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تتخلّ عن البشر، انطلاقاً من دورها الإنساني المشهود له على مستوى العالم أجمع. 

فقد أرسلت دولة الإمارات إلى يومنا هذا 1412 طناً من المساعدات الطبية لمحاربة «كوفيد  19» إلى أكثر من 118 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر من 1.4 مليون عامل في القطاع الصحي.

إن دولة الإمارات حريصة على استمرار تقديم الدعم والمساعدات للدول لمحاربة جائحة كورونا من خلال المساعدات الطبية العاجلة التي تقدمها بشكل يومي، والتي شكلت جسراً جوياً وبحرياً وبرياً لنقل المساعدات والمعدات الطبية إلى الدول المتضررة، ولم تفرق بين الدول الصديقة أو غيرها.

 ومن الدول التي استفادت من ذلك، والتي كانت من أكثرها تضرراً من الوباء، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أرسلت لها أكثر من طائرة محملة بالإمدادات الطبية العاجلة دون النظر إلى موقفها السياسي أو تدخلها في شؤون الدول، وهذا الموقف النبيل الذي قامت به دولة الإمارات يهدف إلى إنقاذ أرواح الشعب الإيراني. 

وكذلك أرسلت المساعدات إلى دول عدة متقدمة في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا التي تعتبر من الدول المتقدمة في المجال الطبي، ولكن في جائحة كورونا تأثر كثير من الأنظمة والمؤسسات الطبية، ووجدت أيدي الخير لدولة الإمارات في مقدمة الدول التي تقدم لها المساعدات العاجلة الطبية، فجائحة كورونا أصابت الدول المتقدمة قبل الدول الفقيرة، وفشلت بعض الحكومات في التغلب على الجائحة، ولكن استقوت على مواجهة الوباء بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي تؤمن بأن البشرية تستحق السعادة والاستقرار والحياة الكريمة، وكانت حاضرة مستعدة لتلبية نداء كل الدول المستغيثة.

إن موقف دولة الإمارات ثابت في تقديم يد العون والمساعدة للدول المتضررة حول العالم لمحاربة جائحة كورونا، وتؤكد من خلال هذه المبادرات الإنسانية العظيمة، أنها أرض خير لكل البشر.

عن "الخليج" الإماراتية