ناشطون: أكبر واجهة إخوانية في الجزائر ليست على ما يرام

ناشطون: "أكبر واجهة إخوانية في الجزائر ليست على ما يرام"

ناشطون: أكبر واجهة إخوانية في الجزائر ليست على ما يرام


25/06/2023

شدّد ناشطون في حركة (السلم) الجزائرية (أكبر واجهة إخوانية محلياً) على أنّ الحزب المتأسّس عام 1990 "ليس على ما يُرام"، وأتى ذلك رداً على تأكيد زعامات (السلم)، "الصحة الجيّدة للتشكيلة التي مُنيت بخيبات عديدة في سائر الاستحقاقات الانتخابية منذ أزيد من عقد.

تزامناً مع إحياء الذكرى الـ (20) لرحيل المؤسّس محفوظ نحناح (1942 ـ 2003)، أشار عبد العالي حساني شريف رئيس (السلم) إلى استمرار تموقع تشكيلته كـ "مدرسة الوسطية والاعتدال"، ووصفها بـ "وقف الجزائر والأمّة، والبديل المتمسك بالثوابت الوطنية والمُدافع عن الحريات والمُناصر لقضايا الأمّة وعلى رأسها القضية المركزية فلسـطين، والذي ينشد جزائر قوية ونامية ومزدهرة".

وفي تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على "تويتر" أبرز حساني "التزام كل أبناء وبنات الحركة بإحياء مآثر الرجل واستذكار نهجه ومنهاجه وارتباط بقيم ومبادئ فكرية وسياسية ثبّتها في اجتهاده وأرساها في مقاربته، وأثرى بها القاموس الفكري والسياسي في عهده وتمثلها في سلوكه ومعاملاته، وجعلنا جميعاً من الثابتين على العهد، العاملين على النهج، الصادقين على الدرب".

الوهن والملل وحبّ الذات

لم يُبدِ سايح خديم المناضل في (السلم) اقتناعاً كبيراً بكلام حساني، وكتب محتداً: "يا سيادة الرئيس، حركتنا ليست على أحسن ما يُرام، لقد أصاب أفرادها الوهن والملل وحبّ الذات، أين الشفافية، والشورقراطية التي ظل شيخنا الغالي، رحمه الله وقدّس الله ثراه، يتغنى بها طول حياته؟".

وفي هجوم واضح على عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لـ (السلم)، قال خديم: "أنا أحمّل المسؤولية للذي كان قبلك، حيث فبرك المؤتمر في الوقت الذي كان يضرب بنا المثل في عهد الزعماء الروحانيين للحركة، حسبنا الله ونعم الوكيل، الله أكبر، ولله الحمد".

يافطة إحياء الذكرى الـ 20 لرحيل محفوظ نحناح مؤسس السلم

بدوره، أيّد الناشط لزهر لوراد كلام سايح خديم، قائلاً: "الحركة للحضيض والانحدار، وضعف عملها الإصلاحي بسبب مهادنتها وخوفها من النظام الفاسد، وبسبب مصالح شخصية، حسبنا الله، ونعم الوكيل".

من جانبه، ركّز الناشط رابح حريزي على وجوب المراجعة، موضحاً: "لا للكولسة داخل الحركة، يجب أن تعيدوا حساباتكم التنظيمية قبل السياسية، تمعنوا جيّداً في أسباب الوضع الكارثي الذي آلت إليه الحركة".

وأضاف حريزي: "الاختلاف في الرأي لا يعني الإقصاء والتهميش، بحجة المتساقطين على طريق الدعوة"، وعلّق إياد أريجو المكنّى "أبو آلاء" ساخراً: "النجاح الدائم... (30) مليون من أجل رفع الأيدي"، رداً على تباهي (السلم) بأداء نوابها في الجمعية الوطنية (البرلمان)، وقيامهم بتزكية كل مشروعات السلطة.   

وفي أعقاب الزيارة التي قام بها رئيس (السلم) رفقة قيادات الحزب، والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سامي أبو زهري، غرّد الناشط منصور العربي موقناً: "لو علم أبو زهري أنّكم تتاجرون بقضية فلسطين، لتبرّأ منكم".

الوزن الاجتماعي صار أقلّ

في مقاربته لخطّ وراهن أتباع الإخوان بالجزائر، قال الخبير السياسي هيثم رباني: "هذه سياسة (حمس)، تمارس السياسة مثل أيّ حزب سياسي آخر، كلهم يمارسون الكولسة، غير أنّ الذي يختلف هو أنّه في زمن الشيخ نحناح كان اتجاه الإسلاميين عموماً هو الدعوة الإسلامية في المساجد والجامعات وغيرهما".

وتابع رباني: "كان وزنهم الاجتماعي أكبر ممّا هو عليه الآن، إلّا أنّ ضغط القدرة الاقتصادية والحكمية للدولة والآلة الإدارية أكبر ممّا يتحمله الإسلاميون الراغبون في الإصلاح من الداخل".

ورأى رباني أنّ "الناقد لما يُسمّى بكولسة السلم ينقسم إلى قسمين: خصم سياسي غير إسلامي أو حتى إسلامي، أو ناقد شعبي لا يرى فائدة في مشاركة الإسلاميين في أوساخ السياسة".

في المقابل، ذهب المحلل محمد لامين لوبادي إلى أنّه: "لا يجدر بنا إخضاع طروحات الإسلاميين لمحاكمة البناء والترابط المنطقي المبرر، ذلك أنّ طروحاتهم الفكرية هي بمثابة تعبير مستمر عن فانتازم ممارسة الحكم، كما أنّهم يمارسون التغليط المتعمد في جزئية مقاربتهم لمفهوم الديمقراطية واعتبارها غاية ومكسباً رئيسياً، حيث إنّهم يعتبرون الديمقراطية، والمشاركة في الانتخابات على وجه التحديد، أنّها قشّة النجاة التي يتمسكون بها للبقاء في ساحة الممارسة السياسية المعاصرة، ولهذا يدافعون عن التعددية والانتخابات".

أشار عبد العالي حساني شريف رئيس (السلم) إلى استمرار تموقع تشكيلته كمدرسة الوسطية والاعتدال

 من جهته، تساءل الإعلامي مصطفى فتحي بشأن "عدم تعديل السلم وباقي الواجهات الإسلامية في الجزائر لمساراتها"، واستدلّ بطرح البرلماني الإسلامي السابق عدّة فلاحي الذي ثمّن مراجعات الجماعات الإسلامية المسلحة والمتطرفة في كل من مصر وليبيا وتونس والسعودية، على نقيض التنظيمات السياسية الإسلامية الجزائرية التي ما تزال ترى أنّه من العيب الحديث عن مراجعات لبرنامجها السياسي، وخصوصاً تلك التنظيمات التي شهدت إخفاقات متتالية إلى حدّ نفور الأمّة منها.

لا تقدّم إلى الأمام

أورد عدّة فلاحي: "الأحزاب الإسلامية في الجزائر كثيراً ما تفتخر بانتصارات حزب العدالة والتنمية التركي، لكنّها لا تتقدم خطوة إلى الأمام للاستفادة من تجربة الحزب المذكور، وإن كانت أوضاعه مختلفة عن وضع الأحزاب الإسلامية بالجزائر، ولكن بالتأكيد أنّ الأتراك أعطوا للتكوين وللكفاءة والخبرة التي لها علاقة بتسيير مؤسسات الدولة الدرجة الرفيعة، أمّا عندنا، فما يزال من يحفظ ألفية ابن مالك والأجرومية والمتون والحواشي، هو القدوة والمقدم على غيره في القيادة.

وأوضح فلاحي أنّ "مشكلة الإسلاميين هي أنّهم أصيبوا؛ إمّا بقيادة مطعون في مصداقيتها، وإمّا برداءة جمود البعض الآخر، وطرف آخر معجب بنفسه لا يرى الحق إلّا في جانبه، أمّا غيره، فهم في ضلال مبين، وتلك هي المشكلة".

وعليه، يتصور عدّة فلاحي الذي كان أول من تمرّد على قيادة حركة الإصلاح الإخوانية، أنّ "التنظيمات الإسلامية التي أخفقت في تحقيق أهدافها التي رسمتها لبرامجها فشلت في أداء رسالتها، وعادت عبئاً على المناضلين وعلى المجتمع والدولة، فالواجب الأخلاقي والشرعي والقانوني يوجب حلها، وأنا هنا أتحمل مسؤولية دعوة قيادة النهضة للتفكير في هذا الخيار، أمّا الأحزاب الأخرى، فأعتقد أنّها مطالبة كذلك بالتفكير في هذا الأمر، إذا أرادت أن تدخل التاريخ بشرف، فالمعركة معركة حياة أو موت، ولا توجد منطقة وسطى بين ذلك، أمّا أنّ ذلك قد يكون قطعاً للطريق على من يحملون لواء المشروع الإسلامي في الجزائر، فأعتقد أنّ التيار الوطني بالجزائر هو من كان وراء الصحوة الإسلامية بالجزائر، ثم جاء الإسلاميون ليدمروا كل ما تم بناؤه، إمّا بتعصبهم وغرورهم، وإمّا بغبائهم وتخلفهم، فأيّ طريق هذا الذي نقطعه عليهم، وهم الذي ضيعوا الطريق بعدما أشعلوا الحريق؟"

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية