نظام خامنئي يدمر البيئة.. حقائق مروعة تهدد الحياة في إيران

نظام خامنئي يدمر البيئة.. حقائق مروعة تهدد الحياة في إيران


28/09/2020

انتهاكات حقوق الإنسان، وفساد على مستوى النظام، خلقت حياة بائسة يعيشها الشعب الإيراني، حتى أن الخراب وصل إلى القطاع البيئي في البلاد.

وزارة الخارجية الأميركية، أفردت الفصل الثامن من تقرير خاص عن إيران، لتوثيق الممارسات والانتهاكات بحق المواطنين والدولة ذاتها، ودورها في عدم استقرار الشرق الأوسط، لتكشف فيه سياسات طهران البيئية.

تقرير التنمية البشرية الصادر في 2019 كان قد أظهر أن إيران جاءت في المرتبة الثالثة بين أسوأ الدول في التحديات البيئية، ويكشف سياسة يتبعها قادة النظام في إيران تدفع البلاد نحو "أزمة بيئية متفشية".

نيكهانغ كوثر، إيراني متخصص في الجيولوجيا يعيش في المنفى، قال "عندما يفقد الناس أراضيهم فهم يفقدون كل شيء"، مضيفا أن "أزمة المياه حقيقية تقضي على البلاد، وسياسات زراعية سيئة وحوكمة سيئة في قطاع المياه".

وأشار إلى أن إيران أشبه "بقنبلة موقوتة" من الناحية البيئية، خاصة في ظل محدودية "الوصول إلى مياه الشرب"، وجودة الهواء السيئة.

وفي ظل جائحة كورونا، فإن آلاف الإيرانيين سيعانون بشكل كبير، خاصة في ظل الأمراض التنفسية المتفشية بسبب التلوث في الهواء، وتسارع أزمة المياه، خاصة مع ارتفاع الاستخدام بنسبة 40 في المئة.

اهتمام معدوم

أحد العلماء الإيرانيين، قال إن الأشخاص في قمة النظام غير أكفاء، وفاسدون بحيث لا يمكنهم الاهتمام على الإطلاق بالقضايا الحساسة والمهمة.

ورغم تلوث الهواء في العاصمة طهران، إلا أن النظام فشل في الاهتمام بهذا الأمر الذي يقتل آلاف الإيرانيين كل عام، فيما تقوم بإنفاق مليارات الدولارات خارج البلاد في "مغامرات الحرس الثوري الإيراني" في المنطقة".

وفي حال تحرك نشطاء البيئة للحديث عن أية قضية تتعلق بالتلوث، فإنهم يتعرضون للمضايقة والاعتقال، وبعضهم يموت في "ظروف غامضة".

نقص حاد في المياه

وبعيدا عن تلوث الهواء، والقضايا البيئة المختلفة، إلا أن مسألة محدودية الوصول للمياه هي أكثر ما يشغل بال الشعب، وفق ما نقل تقرير الخارجية عن تقرير للأمم المتحدة.

ويشير تقرير الأمم المتحدة، إلى أن نقص المياه يشكل معضلة في إيران، وأن النظام فشل في تنفيذ سياسيات مائية سليمة، والتي تسببت بنضوب المياه الجوفية، ناهيك عن الإفراط في بناء السدود.

إدارة أزمات القضايا البيئة في إيران كانت قد أشارت إلى أن أزمة المياه تؤثر على 96 في المئة من السكان.

ورغم التصريحات الرسمية من أعلى المستويات حول الأزمات البيئة، إلا أنها لا تزال تشكل عاملا مفاجئا وصادما لهم عند الحديث عنها، رغم أن وزير الزراعة الإيرانية السابق، عيسى كالنتاري، كان قد صرح بأن عدم حل أزمة المياه في السنوات الـ 25 المقبلة، ستعني هجرة 50 مليون إيراني من أماكن سكنهم، وحتى الآن تشير الأرقام إلى هجرة 16 مليون شخص من الريف إلى المدن، خاصة وأن أكثر الأماكن تأثرا هي حيث تعيش الأقليات.

قبل عام 1979 كان لدى إيران 7 سدود، ولكنها حاليا تمتلك 600 سد، والتي لا يعرف كم تم الإنفاق عليها خاصة وأن التعاقدات تتم مع شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني، مثل شركة "خاتم الأنبياء" والتي بنت 62 سدا.

سوء التخطيط في بناء السدود، تسبب في تفاقم الأزمات في سنوات الجفاف، والتي دفعت بالعديد من المجتمعات المهمشة التي تعيش معتمدة على هذه المصادر لتصبح على الحافة.

بحيرة أورميا، في شمال غرب إيران، تمثل نموذجا واضحا على سوء الإدارة، والتي تقلصت وانحسرت لأقل من 20 في المئة من حجمها الطبيعي، وذلك بسبب السدود التي بنيت حولها، في مشاريع يستفيد منها مقاولون يتبعون الحرس الثوري.

تلوث الهواء

وتعتبر طهران من المناطق الأكثر تلوثا في الهواء على مستوى العالم، وأغلقت السلطات الإيرانية المدارس في طهران أكثر من مرة خاصة بعد أن أصبحت مستويات التلوث "غير صحية بالنسبة للمجموعات الحساسة"، حيث يخيم الضباب الدخاني على المدينة لعدة أيام.

وتتجاوز مستويات التلوث في طهران بست أضعاف الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والبالغ 25 ميكروغراما للمتر المكعب، حيث وصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 145 ميكروغراما لكل متر مكعب في بعض الأيام من العام الماضي.

والقسم الأكبر من التلوث بالمدينة سببه المركبات الثقيلة والدراجات البخارية ومصافي النفط ومحطات الطاقة، بحسب تقرير للبنك الدولي صدر في 2018.

ويتسبب تلوث الهواء بوفاة نحو 30 ألف شخص كل عام في المدن الإيرانية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق هذا العام، نقلا عن مسؤول في وزارة الصحة.

وبدلا من الالتفات للمشاكل البيئة في إيران، فإن النظام أعلن نيته لنقل العاصمة من طهران إلى موقع آخر، وهو أمر سيبقى الحرس الثوري منخرط فيه.

رأسا على عقب

فساد النظام الذي يحكم طهران، والسياسات البيئة السيئة، قلبت حياة وسبل عيش الإيرانيين رأسا على عقب.

خلال الفترة الماضية، اندلعت احتجاجات في أصفهان وخوزستان حيث تضررت هذه المناطق بشكل كبير، خاصة بعد تحويل المياه التي تمر بالمنطقة، وتسببت في جفاف حوص نهر زيانده رود، والذي حرم مليوني مزارع من أراضيهم.

احتجاجات المزارعين في 2018 قمعها النظام، وقتل خمسة أشخاص على الأقل.

أما منطقة خوزستان، وهي منطقة غنية بالنفط وتضم عددا كبيرا من السكان العرب، ولكنها أصبحت تعاني من التصحر بسبب النفايات الصناعة والإفراط في مشاريع السدود في المنطقة، والتي استفاد منها مقاولي الحرس الثوري الإيراني.

المئات في هذه المنطقة كانوا قد خرجوا للشوارع للاحتجاج على استغلال النظام لأراضيهم ومياههم، والتي أيضا قابلها النظام بالقمع وقتل متظاهرين.

استهداف الناشطين

وتزايد وعي الإيرانيين بالمشاكل البيئة، وظهرت بعض الأصوات المعارضة والتي تنادي بحماية البيئة، وهو ما دفع النظام للتعامل معهم كعادته، بالقمع والاعتقال والسجن.

في 2018 اعتقلت السلطات الإيرانية، كافوس سيد إمامي، هو إيراني كندي، وأستاذ جامعي بتهم تتعلق بالجاسوسية للولايات المتحدة وإسرائيل، والسبب الحقيقي هو دفاعه عن البيئة في البلاد، وهو ما تسبب بوفاته بظروف غامضة، حيث زعمت السلطات في حينها أنه انتحر.

وفي مايو من العام ذاته ألقت السلطات الإيرانية القبض على 40 شخصا من النشطاء دعاة حماية البيئة، وبعضهم لا يزال محتجزا، وتوفي بعضهم في الحجز، وحكم على عدد منهم بالسجن 10 سنوات.

عن "الحرة"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية