هددوه بقتل أطفاله واغتصاب زوجته... متظاهر إيراني يروي تفاصيل اعتقاله وتعذيبه

يواصل هاشتاغ "مهسا أميني" الانتشار على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقتلها، بعد تجاوزه (80) مليوناً، في هذه الأثناء تواصل إيران معاملة المتظاهرين السلميين بوحشية، وتحاول منع وصول الإيرانيين إلى شبكة الإنترنت العالمية، رغم أنّ مؤشرات هشاشة نظام الجمهورية الإسلامية أكبر بكثير ممّا كانت عليه في الأسابيع التي سبقت الثورات في مصر وتونس عام 2010".

فرهاد يبلغ من العمر (29) عاماً، وهو أب لطفلين، تحدث مع شبكة CNN عن اعتقاله وتعذيبه على يد قوات الحرس الثوري الإيراني، وعن تعرّضه للتهديد بقتل أطفاله واغتصاب زوجته.

فرهاد: سُحبت من المنزل منتصف الليل، وأخذت إلى غرفة التعذيب، وقد تعرّضت لمدة (16) يوماً من الرعب للضرب

وقال فرهاد: إنّه تم اعتقاله هذا الشهر، وعانى (4) أيام من التعذيب على يد قوات الحرس الثوري الإيراني، وأنّه أجبر على التوقيع على اعتراف يقول إنّه دُفع من قبل حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل لـ "خلق الفوضى" في إيران.

وبحسب موقع شبكة CNN، فإنّ المتظاهر أصيب بندوب، وبدأ يتعافى، ولكن ما لا يظهر قد لا يشفى أبداً، وقال: "في الوقت الحاضر لا أنام كثيراً، وأرى كوابيس في معظم الأوقات، وفي منامي أرى أنّ هناك شخصاً ما يتبعني في الظلام، وأنا وحيد ولا أحد يساعدني".

المتظاهر الإيراني: في الوقت الحاضر لا أنام كثيراً، وأرى كوابيس في معظم الأوقات

وقال: إنّ السلطات ما تزال تلاحقه، مضيفاً: "تلقيت مكالمة هاتفية من رقم غير معروف لأنّني نشط على تويتر، لقد هددني وهدد عائلتي قائلاً: إذا لم أتوقف، فسوف يعتقلونني، وأنّني أعرف ما ينتظرني".

فرهاد روى لشبكة CNN أنّه شاهد العديد من أصدقائه وهم يسقطون في الشارع حينها، وبعد أسابيع جاءت السلطات إليه، وقال إنّه سُحب من منزله في منتصف الليل، وأُخذ إلى ما وصفه بأنّه "غرفة التعذيب" للنظام، وقد تعرّض لمدة (16) يوماً من الرعب للضرب الذي جعل التعرف عليه أمراً غير ممكن.

وقد راجعت CNN بعض الصور المروعة لإصابات فرهاد، وخضع للعديد من العمليات الجراحية التي رمّمت فكّه مرة أخرى. ولكنّ السلطات الإيرانية لم تتركه وشأنه، لقد قال إنّهم جمّدوا حسابه المصرفي في بعض الأوقات، واتصلوا مهددين بقتل أطفاله واغتصاب زوجته.

متظاهر إيراني يتعرَّض للتهديد بقتل أطفاله واغتصاب عائلته من قبل الحرس الثوري الإيراني

وتعيش إيران منذ أيلول (سبتمبر) 2022، عقبَ مقتل الشابة الإيرانية من أصل كردي مهسا أميني بعد تعرّضها للضرب المبرح أثناء احتجازها واعتقالها من قِبل شرطة الأخلاق التابعة للحكومة الإيرانيّة، تعيش مظاهرات واسعة تعارض النظام.

الاحتجاجات بدأت في مدينة سقز مسقط رأس مهسا، وامتدت إلى مدن أخرى؛ على رأسها سنندج، وديواندره بانه وبيجار الواقعة كلّها في محافظة كردستان، قبلَ أن تتوسَّع مناطق التظاهرات لتشمل أغلب المدن الإيرانية، بما في ذلك العاصمة طهران ومدينة مشهد و‌أصفهان و‌كرمان و‌شيراز و‌تبريز و‌رشت و‌ساري و‌كرج و‌أراك، فضلاً عن مدينة عيلام والعديد من المدن الأخرى.

هذا، وتُعتبر الاحتجاجات التي اندلعت في إيران مؤخراً الأحدث ضمن سلسلة احتجاجات شهدتها البلاد خلال الأشهر والأعوام الماضية، فقد تعرّضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى الأعوام الـ (5) الأخيرة إلى تسونامي من الاحتجاجات، بما في ذلك انتفاضات مناهضة للنظام في جميع أنحاء البلاد وآلاف الاحتجاجات الاجتماعية.