هل الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة بسبب إيران ووكلائها؟

هل الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة بسبب إيران ووكلائها؟

هل الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة بسبب إيران ووكلائها؟


08/01/2024

من المرجح أن تزيد الانفجارات واستهداف وكلاء إيران في الشرق الأوسط احتمالية حرب إقليمية شاملة تشمل إيران وإسرائيل وحزب الله وحماس، خصوصاً أنّه ما يزال من غير المؤكّد مَن المسؤول عن الانفجارين اللذين أسفرا عن مقتل وإصابة أكثر من (100) شخص في مدينة كرمان الإيرانية يوم الأربعاء الماضي، برغم تبنّي تنظيم (داعش) للعملية.

 الانفجارات التي ألقى نائب الرئيس الإيراني باللوم فيها على إسرائيل، جاءت بعد يوم من غارة جوية إسرائيلية بطائرة بدون طيار أدت إلى مقتل مسؤول كبير في حماس في العاصمة اللبنانية بيروت، ممّا أدى إلى تصعيد التوترات مع حزب الله، الذي تعهّد زعيمه "بالرّد والعقاب".

 جمال عبدي، رئيس (المجلس الوطني الإيراني الأمريكي)، وصف الانفجارات بأنّها "أحدث تذكير صارخ بأنّ الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل ما تزال على موقفها"، فهل باتت المنطقة على شفا حرب إقليمية شاملة؟ تساؤل أجابت عنه قراءة تحليلية للكاتب رامز الحمصي، بعنوان "الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة بسبب إيران ووكلائها"، نشرها موقع (الحل نت).

 مؤشرات على هجوم مخطّط له

بحسب ما جاء في التحليل، فإنّ سلسلة من الأحداث تشير إلى أنّ هناك تحرّكاً إقليمياً ضد إيران ووكلائها في المنطقة، لا سيّما بعد أن تصاعدت أعمال هذه الميليشيات منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كان أبرزها تصاعد عمليات تهريب المخدرات في المنطقة، واستهداف قواعد (التحالف الدولي) في العراق وسوريا، وقرصنة السفن في البحر الأحمر من قِبل جماعة الحوثي.

سلسلة من الأحداث تشير إلى أنّ هناك تحرّكاً إقليمياً ضد إيران ووكلائها في المنطقة

 أحداث استدعت تدخّلاً دولياً صارماً ضد هذه الميليشيات، فقد كثّف الجيش الأردني حملته على تجّار المخدرات بعد اشتباكات استمرت وقتاً طويلاً الشهر الماضي مع عشرات المتسلّلين من سوريا المرتبطين بفصائل متحالفة مع إيران، كانوا يحملون كميات كبيرة وعبروا الحدود ومعهم أسلحة ومتفجرات.

 بعدها بساعات قتل الجيش الأمريكي بغارة جوية في العراق القيادي مشتاق طالب السعيدي، من حركة "النجباء" التي يموّلها الحرس الثوري الإيراني، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية:  إنّه كان ضالعاً في التخطيط لشنّ هجمات ضد القوات الأمريكية.

نائب الرئيس التنفيذي لمعهد (كوينسي) تريتا فارسي حذّر من أنّ هذه لحظة خطيرة للغاية، إذ تبدو الحرب على مستوى المنطقة أكثر احتمالاً يوماً بعد يوم

 

 وقُبيل الهجوم الأمريكي بحوالي (24) ساعة، ضربت انفجارات الأربعاء في إيران بالقرب من قبر قاسم سليماني، الجنرال الإيراني البارز الذي قُتل عام 2020 بغارة أمريكية بطائرة بدون طيار، بينما كان الناس يتجمعون لإحياء ذكرى اغتياله، وقُتل ما لا يقلّ عن (84) شخصاً.

 كذلك أكدت حركة حماس أنّ (3) صواريخ قتلت صالح العاروري نائب الأمين العام لحركة حماس، ومسؤولي كتائب "القسام" سمير فنيدي أبو عامر، وعزام الأقرع أبو عمار، وهذه ثاني أقوى عملية إسرائيلية داخل لبنان بعد شهر واحد من استهداف ‏خلية قيادة أقوى فرقة في حزب الله المسماة "الرضوان" في جنوب لبنان، والتي قُتل فيها عباس المعروف باسم "سراج"، نجل رئيس كتلة حزب الله، النائب محمد رعد، وأيضاً القائد الكبير في "فرقة الرضوان"، خليل جواد شحيمي، ومعهم ملاك حولا وأبو حسين شقرا ومحمد شري، ممّا يشير إلى تعرّض نخبة الحزب لاستهداف واختراق في صفوفه.

 ويبدو أنّ مقتل رضي موسوي يمثّل ضربة موجعة لإيران، نظراً لكونه من أقدم القادة بالحرس، ولكونه رفيق درب قاسم سليماني من طرف آخر، فطبقاً لوسائل إعلام إيرانية فإنّ موسوي يُعتبر أعلى رتبة في فيلق القدس يُقتل خارج إيران بعد مقتل سليماني، بحسب ما جاء في المقال التحليلي.

ماذا ستفعل إيران؟

في إجابة عن هذا السؤال، أشار كاتب المقال إلى أنّ نائب الرئيس التنفيذي لمعهد (كوينسي) تريتا فارسي، حذّر من أنّ هذه لحظة خطيرة للغاية، مشيراً إلى تفجيرات إيران، والضربة الإسرائيلية بطائرة بدون طيار في بيروت، واغتيال إسرائيل لمسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني، إذ تبدو الحرب على مستوى المنطقة أكثر احتمالاً يوماً بعد يوم.

 أمّا الاختراق الأكبر، فكان استهداف القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، الذي قُتل يوم الإثنين الماضي 25 كانون الأول (ديسمبر) بغارة إسرائيلية في منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق، والذي كان يُعهَد إليه ملفّ دعم ونقل الأسلحة إلى "المقاومة" في لبنان وسوريا.

 هذه الاحتمالات تعززها تصرفات النظام الإيراني الأخيرة، الذي قرّر وفق وكالة (تسنيم) الإيرانية نشر سفينة (البرز) الحربية الإيرانية في البحر الأحمر، والتي دخلت عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن الممر المائي المهم عالمياً.

 دخول الأسطول البحري الحربي الإيراني، جاء بعد أن شكّلت الولايات المتحدة في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الماضي قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات للبحر الأحمر في أعقاب موجة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار شنّها المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن على السفن التجارية، ممّا دفع شركات الشحن إلى تعليق رحلاتها.

قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس: إنّ بريطانيا مستعدة لاتخاذ إجراء مباشر ضد الحوثيين، لردع التهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة

 

 ووفقاً للغرفة الدولية للشحن، فإنّ 12% من التجارة العالمية تمرّ عبر البحر الأحمر، الذي يوفّر طريقاً مختصراً في أفريقيا عبر قناة السويس. ويأتي خبر البارجة الإيرانية بعد يوم من إطلاق مروحيات تابعة للبحرية الأمريكية النار على المتمردين الحوثيين الذين كانوا يحاولون الصعود على متن سفينة شحن قبالة اليمن، حيث أبلغ المتمردون عن مقتل (10) مقاتلين.

 من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الإثنين الماضي: إنّ بريطانيا مستعدة لاتخاذ إجراء مباشر ضد الحوثيين، لردع التهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة في البحر الأحمر. وتتّهم الولايات المتحدة إيران بالتورط بشكل عميق في هجمات الحوثيين، فيما تنفي طهران هذه الاتهامات، قائلة إنّ المتمردين الحوثيين يتصرفون من تلقاء أنفسهم.

خطر نشوب حرب إقليمية

المقال استند في ذلك على تصريح للأدميرال المتقاعد والقائد السابق لـ "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، جيمس ستافريديس، الذي قال: إنّ فُرص نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط ارتفعت من 15% إلى 30%، ولفت إلى أنّ اتساع رقعة الحرب أمرٌ ما يزال منخفضاً نسبياً، لكنّه أكد على أنّه بات أعلى من ذي قبل بشكل غير مريح.

 ووفق حديث العقيد المتقاعد والخبير العسكري ميخائيل خودارينوك لـ (الحل نت)، فإنّ الاشتباك وخوض معركة مع إسرائيل، التي يُفترض أنّها تمتلك قدرة نووية، سيشكل تحدياً هائلاً لإيران، حيث سيُجبرها ذلك على مواجهة تدخل الولايات المتحدة، الدولة النووية.

 وتسعى طهران لتجنّب التورط في صراع إقليمي، حتى عند مواجهة وكلائها مع إسرائيل والولايات المتحدة، نتيجة "للأضرار الهائلة" التي قد تتسبب فيها للأمن الإيراني.

وخلص المقال إلى أنّ طهران إذا اتخذت القرار الخطير بتصعيد الوضع، فمن المرجّح أن تكون المعركة حرباً بالوكالة، وعلى الرغم من أنّ إيران ستبذل كل ما في وسعها لدعم حزب الله والجماعات الأخرى بالأسلحة والأموال والأفراد؛ إلا أنّ إيران تكره المخاطرة بأصولها العسكرية في قتال خارج الأراضي الإيرانية.

مواضيع ذات صلة:

روسيا وإيران في قمة حرب غزة: تمارين سياسية لمرحلة إقليمية جديدة

الحوثيون يثيرون القلق العالمي... خطة إيرانية جديدة




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية