هل تدخل قطر على خط المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟

هل تدخل قطر على خط المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟


02/02/2022

أبدت قطر استعدادها للدخول على خط الملف النووي الإيراني للعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن، وسط تجاذبات بين الطرفين، في وقت يستذكر العالم فيه الكوارث التي صاحبت انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بعد الاتفاق الذي عُقد بين واشنطن وطالبان بوساطة الدوحة، والجرائم التي ارتكبتها الحركة المتشددة، دون مراعاة الضمانات التي مُنحت للدوحة وللمجتمع الدولي.

وعرضت قطر لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر، خاصّة فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الذي يتفاوض الطرفان بشأنه في فيينا، في محادثات غير مباشرة وصلت على الأرجح إلى نهاياتها من دون أن يتوصلا إلى صيغة توافقية تعيد إنعاش اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.

قطر تعرض لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر، خاصّة فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الذي يتفاوض الطرفان بشأنه في فيينا

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريح لشبكة الجزيرة أمس: "إنّ بلاده تستغلّ القنوات المفتوحة مع واشنطن وطهران بهدف تقريب وجهات النظر".

وجاءت تصريحات الوزير القطري بعد اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الملحّة.

وكان بايدن قد وعد بجعل قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، في تصنيف يجعل الدوحة من أهمّ الشركاء، ويتيح لها لعب دور إقليمي، وهو ما تطمح إليه.

وقد زار وزير الخارجية القطري إيران قبل أيام من زيارة الشيخ تميم لواشنطن، ممّا يؤكد أنّ قطر تستعد للعب دور في المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الاتفاق النووي.

الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: بلاده تستغل القنوات المفتوحة مع واشنطن وطهران بهدف تقريب وجهات النظر

وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع إيران، تعززت خاصّة خلال الأزمة الخليجية (2017)، بعد إعلان كلٍّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر دبلوماسياً واقتصادياً، وهي الأزمة التي انتهت بمصالحة خليجية في قمّة العلا في كانون الثاني (يناير) 2020.

وترتبط قطر بعلاقات وثيقة أيضاً مع الولايات المتحدة، تعززت خاصّة من خلال استضافة الدوحة لمفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان، وانتهت باتفاق يضمن مغادرة آمنة للقوات الأمريكية لأفغانستان، وذلك قبل الانسحاب الأمريكي الفوضوي وسيطرة الحركة المتشددة على السلطة بعد (20) عاماً من حرب دامية، ممّا اعتبر مؤشراً على الفشل الذريع في الاتفاق الذي مهّد لسيطرة طالبان على الحكم.

وتعتقد قطر الإمارة الخليجية الغنية بالغاز أنّه يمكنها لعب دور مفصلي في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران وحلحلة الأزمة الراهنة، بينما تجري مفاوضات في فيينا لإنعاش  الاتفاق النووي للعام 2015.

والمفاوضات النووية عالقة حالياً في مسائل خلافية، تتعلق بالضمانات الأمريكية، وبرفع العقوبات الأمريكية والدولية عن إيران، وهي نقاط مفصلية قد تتدخل فيها الدوحة لجهة تليين مواقف الجانبين.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية