هل تستغل تركيا أفغانستان للبقاء في ليبيا؟

هل تستغل تركيا أفغانستان للبقاء في ليبيا؟


27/06/2021

تراوغ تركيا كالمعتاد في ملف استمرارها في أفغانستان نزولاً عند رغبة الولايات المتحدة لتأمين بعض المواقع الحيوية وفي مقدمتها مطار كابول، فبعدما ترددت أنباء عن محاولات تركيا استغلال الملف من أجل رفع العقوبات الأمريكية الخاصة بصفقة إس 400، طفا على السطح مؤخراً الملف الليبي.

وربطت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية بين تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قبل أيام حول رفض إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان في حديثه مع الصحفيين في البرلمان التركي، وبين دعوات واشنطن للجانب التركي بالعمل على تأمين المطار.

وبحسب ما أورده موقع أحوال  تركية، فقد مثل تصريح أكار المفاجئ تغيراً في المواقف التركية التي أكدت نيتها حماية المطار، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي جو بايدن  ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في جولة المباحثات في بروكسال إثر اجتماع قادة الناتو.

أعضاء من وزارة الدفاع التركية سيستقبلون الوفد الأمريكي لبحث "كل التفاصيل المتعلقة بمواصلة عمل" مطار حميد كرزاي الدولي في كابول

وأوضحت مصادر رسمية تركية أنّ أعضاء من وزارة الدفاع التركية سيستقبلون الوفد الأمريكي لبحث "كل التفاصيل المتعلقة بمواصلة عمل مطار حميد كرزاي الدولي في كابول".

ورغم أنّ أردوغان أكد حينها أنّ بلاده مستعدة لتولي حماية مطار كابول، إذا ما قدمت الولايات المتحدة الدعم المالي والدبلوماسي واللوجستي المناسب، لكن يبدو أنّ تركيا أعادت النظر في موقفها، وخاصة أنها تتعرض لضغوط من أجل سحب قواتها من ليبيا، إثر عقد مؤتمر برلين 2.

ويرى مراقبون أنّ الولايات المتحدة تريد التعويل على تركيا، التي تملك بالفعل 500 جندي في أفغانستان، على إدارة أمن مطار كابل باعتبارها جزءاً من الناتو، وهو ما دفع الأتراك لاستغلال الضغوط التي تتعرض لها القوات الأمريكية في أفغانستان مع تصاعد هجمات حركة طالبان لفرض الشروط وسياسة المقايضة.

وليست هذه المرة الأولى التي تستغل فيها تركيا مسألة الضغوط المفروضة على الولايات المتحدة في أفغانستان للمقايضة، فقد أفادت تقارير بأنّ استحواذ تركيا على نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع إس-400 من المرجح أن يكون إحدى أوراق المساومة.

وتعتبر تركيا أنّ تواجد قواتها في ليبيا أمر محوري لا يمكن التفريط فيه، وخاصة أنها تملك مصالح اقتصادية مهمة، إضافة إلى إصرارها على المضي قدماً في اعتماد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين أردوغان ورئيس حكومة الوفاق السابقة فائز السراج عام 2019.

وقد سعت تركيا في حواراتها مع الحكومة الانتقالية في ليبيا إلى إبقاء قواتها، وأشارت تقارير إعلامية ليبية إلى أنّ وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو دعا ممثلي الحكومة الليبية في مؤتمر برلين إلى الدفاع عن التواجد العسكري التركي في بلادهم، باعتباره جزءاً من قوى تأمين الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية