هل تغير أمريكا وأوروبا موقفها من الاتفاق النووي الإيراني؟

هل تغير أمريكا وأوروبا موقفها من الاتفاق النووي الإيراني؟


14/12/2021

عكست تصريحات أمريكية وأوروبية تغييراً في المواقف بما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، والتي طرأت بعد فشل مفاوضات فيينا.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم أنّ الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني، في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: "قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية"، مردّداً الملاحظات التي أبداها في اليوم السابق الأوروبيون المشاركون في المفاوضات مع طهران.

أنتوني بلينكن: الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني في حال فشلت مفاوضات فيينا

وأضاف: أنّه "ما لم يحصل تقدّم سريع، فإنّ الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً"، في تصريح يذكّر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.

وشدّد على أنّ "ما نراه حتى الآن هو أنّ إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة إلى اتفاق العام 2015".

واعتبر أنّ الدبلوماسية ما تزال "حتى اليوم" تُعتبر "الخيار الأفضل"، وأضاف: "لكنّنا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا".

وفي سياق متصل، قال مسؤولون دبلوماسيون من الدول الأوروبية الـ3 ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، المشاركة في مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران: إنّها أبدت مواقف جديدة تتعارض مع الاتفاق المبرم في عام 2015، وفق ما نقلت "بي بي سي".

دبلوماسيون من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا: إيران أبدت مواقف جديدة تتعارض مع الاتفاق المبرم في عام 2015

وعبّروا عن خشيتهم من احتمال أن يصبح الاتفاق النووي مع إيران مجرّد "إطار فارغ" لا معنى له، بالنظر إلى الوتيرة الإيرانية في تسريع برنامجها النووي.

ويأتي هذا التحذير بعدما اتهمت الدول الغربية طهران بالتراجع عن الموقف الذي كانت تحمله في وقت سابق هذا العام.

وقال المسؤولون الدبلوماسيون في بيان: إنّهم "يضيعون وقتاً ثميناً في محادثات فيينا؛ لأنّ إيران تثير مواقف جديدة لا تتفق مع خطة العمل المشتركة الشاملة، أو تتجاوز ما تنصّ عليه".

وأضافوا: "لقد خضنا ساعات طويلة من التفاوض، وقد ضغطت جميع الوفود على إيران لتكون عقلانية".

وخلص البيان إلى القول: "هذا أمر محبط؛ لأنّ الخطوط العريضة لاتفاق شامل وعادل يسمح بإزالة جميع العقوبات المرتبطة بخطة العمل المشتركة الشاملة، ويعالج مخاوفنا بشأن منع انتشار (الأسلحة النووية)؛ كانت واضحة للعيان منذ الصيف الماضي".

وقد بدأت الجولة الجديدة للمفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الكبرى في فيينا، في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بهدف إحياء الاتفاق النووي، الذي تمّ التوصل إليه عام 2015.

وجاءت هذه الجولة الجديدة بعد توقف في المفاوضات دام (5) أشهر، وبمشاركة من الدول التي ما زالت أطرافاً في الاتفاق، الذي انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً.

ويشارك دبلوماسيون من إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، الدول الموقعة على اتفاق خطة العمل المشتركة الشاملة، في المحادثات الحالية.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد سحب بلاده من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

لكن بعد تولي إدارة الرئيس جو بايدن، أعلنت واشنطن استعدادها للانضمام إلى الاتفاق من جديد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية