هل كشف طارق رمضان الوجه الحقيقي للإخوان في أوروبا؟.. صحيفة فرنسية تجيب

هل كشف طارق رمضان الوجه الحقيقي للإخوان في أوروبا؟.. صحيفة فرنسية تجيب


10/09/2019

تناولت مؤسسات إعلامية عالمية قضية المفكر الاسلامي، طارق رمضان، على اعتبار أنّه ساهم في كشف الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف في العديد من الدول "تنظيماً إرهابياً".

واعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أنّ قضايا، حفيد مؤسس الإخوان، الأخلاقية، كشفت "ازدواجية خطاب عناصر تنظيم الإخوان في أوروبا، التي ترتدي في العلن قناع الوعاظ، لكن في السر لا تتورع عن ارتكاب المحرمات".

وقالت الصحيفة الفرنسية، في تقرير حمل عنوان: "قضية طارق رمضان: جدل سياسي لاتهامات جنائية"، إنّ رمضان "صعد في التسعينيات، بفضل الدعم القطري وفرضه على جامعة أكسفورد البريطانية، إلى أن كشف وجهه الحقيقي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعدما رفعت ضده 5 قضايا اغتصاب في فرنسا وسويسرا".

"ليبراسيون": قضايا رمضان كشفت ازدواجية خطاب التنظيم الذي يرتدي قناع الوعاظ في العلن ويرتكب المحرمات في السر

وأضافت الصحيفة الفرنسية: منذ انطلاق حملة "أنا أيضاً" لكشف المغتصبين والمتحرشين، كشف النقاب عن ممارسات رمضان تجاه ضحاياه اللواتي تقدمن بشكاوى ضده.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ قضية الداعية الإسلامي تخطت النطاق القضائي لكونها كشفت عن الوجه الحقيقي للخطاب المزدوج للإخوان في أوروبا.

وتجمع قطر وحفيد مؤسس الإخوان علاقات وثيقة؛ حيث يدير "مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق" في الدوحة، كما أنّ الدوحة اشترطت على جامعة "أكسفورد" تولّيه منصب رئيس "مركز أكسفورد للعلوم الإسلامية المعاصرة" الذي تموله قطر.

وفي تقرير سابق لمجلة "لوبوان" الفرنسية، تحت عنوان "كيف دفع طارق رمضان أتعاب محامي النجوم؟" قالت المجلة: "إن رمضان وكَّل محامياً شهيراً يدعى مارك بونان، أحد أهم وأغلى المحامين في جنيف سعراً"، وتساءلت المجلة: "هل أتعاب المحاماة إهداء من داعميه؟ وذلك كون دخل رمضان الوحيد هو التدريس في جامعة أكسفورد".

وولد رمضان في جنيف عام 1962 من أسرة مصرية، هاجرت عائلته عام 1954 إلى سويسرا، والدته وفاء حسن البنا، ابنة مؤسس تنظيم الإخوان في مصر، ودرس رمضان الآداب والفلسفة، وعمل مدرساً في مدرسة في جنيف من عام 1984 حتى 2004.

وعادت "ليبراسيون" لتقول إنّ رمضان أقام في مصر بضع سنوات لتحسين لغته العربية وتعلّم العلوم الإسلامية، لتأهيل نفسه في الساحة الإسلامية الفرنسية، معتمداً على أصوله كونه حفيد مؤسس الإخوان، وعلاقاته بشبكات الإخوان في أوروبا مثل؛ اتحاد الشبان المسلمين، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الدعم القطري لرمضان كان نقطة تحول في حياة حفيد مؤسس الإخوان، ورمضان كان بمثابة الواجهة القطرية لمشروعاتها في أوروبا فيما يتعلق بتمويل المساجد والمراكز الإسلامية.

هذه الحقائق كشف عنها كتاب "أوراق قطر" للصحفيَّين الفرنسيين؛ جورج مالبرنو وكريستيان شينو، بنشر وثائق تشير إلى تحويلات مالية من قطر باسم طارق رمضان لتمويل مشروعات في أوروبا، رغم النفي القطري المستمر لصلتها بتمويل الإخوان في أوروبا.

وفي عام 2016، وسط جدل حول مسألة تجريد المتطرفين من حاملي الجنسية المزدوجة في فرنسا، لاسيما بعد أحداث هجمات باريس الدامية عام 2015، أعلن طارق رمضان عزمه التقدم بطلب للحصول على الجنسية الفرنسية، تاركاً الشكوك حول طموحاته السياسية، ليمثل أحد أقطاب الإسلام السياسي في فرنسا ولكن تم رفض طلبه.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لحفيد مؤسس الإخوان، الذي اعترف صراحة بإقامته علاقات خارج نطاق الزواج بعدما كانت له آراء متشددة حول احتشام المرأة واندماجها في المجتمع الأوروبي، كشفت الناشطة النسوية هيندا عياري الوجه الحقيقي لرمضان في كتاب "أردت أن أكون حرة".

وتقدمت عياري بشكوى رسمية ضده في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، في وقائع تعود لعام 2012، والضحية الثانية لرمضان أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية لقب "كريستيل" في وقائع تعود لعام 2009.

وبعد هاتين القضيتين، احتجزت السلطات الفرنسية رمضان في شباط (فبراير) 2018، وخلال هذه الفترة تقدمت سيدتان أخريان بشكوى ضده في فرنسا بينهما؛ السيدة منية رجوبي في آذار (مارس) 2018، وسيدة أخرى الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة الفرنسية "ليبراسيون"، عن مصدر قريب من الملف، بجامعة أكسفورد البريطانية، قوله إنّ: "بريطانيا صمَّت أذنها أمام شهادات المشتكيات التي تدين طارق رمضان"، معرباً عن أسفه من صمت السلطات البريطانية عن جرائم رمضان وعدم فصله من الجامعة والاكتفاء بمنحه إجازة مفتوحة، متسائلاً: "هل السلطات القطرية لها يد في ذلك؟".

الصفحة الرئيسية