هل يسمح برفع الأعلام الإسرائيلية في مونديال قطر؟

هل يسمح برفع الأعلام الإسرائيلية في مونديال قطر؟


15/06/2022

فاضل المناصفة

بضعة أشهر تفصلنا عن المونديال الكروي الذي سيكون موعدا استثنائيا، كونه ينظم لأول مرة من تاريخ اللعبة في دولة عربية، ومن المؤكد أن قطر ستكون أمام رهان كبير لإنجاح هذا الحدث العالمي، الذي من المرجح أن يمتزج بشيء من المسائل السياسية التي من شأنها أن تعكر صفو التظاهرة، خاصة إذا استمرت الحرب في أوكرانيا إلى ذلك الحين. ستكون هناك محاولة لاحتواء الشعارات السياسية الداعمة لفلاديمير بوتين التي قد يحملها المشجعون الروس أو غيرهم، مما سيشكل حتما تحديا أمنيا كبيرا، خاصة فيما يخص تأمين الجماهير الإسرائيلية التي ستكون حاضرة بكثرة، في الدولة التي تقيم اتصالات مع إسرائيل، ولكنها لا تعترف بشكل رسمي بوجود تطبيع دبلوماسي معها.

وعلى عكس توصية مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل الذي حذر المشجعين الإسرائيليين من السفر إلى قطر لحضور المونديال، خرج وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مؤخرا بتغريده يتحدث فيها عن ”إنجاز سياسي يملأ قلوب الجماهير”، مؤكدا وجود المشجعين الإسرائيليين في مونديال الدوحة، ولكن من دون تأكيد أو نفي لموضوع الجسر الجوي الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام العبرية والذي قد يربط تل أبيب بالدوحة. وإن كانت قطر لم تعلق رسميا على تغريدة يائير إلا أنها لن تجد ما تقوله ولن تستطيع رفض حضور المشجعين الإسرائيليين لأنها وببساطة قد وافقت على ذلك قبل تقديمها لملف تنظيم المونديال كـ”تحصيل حاصل” على اعتبار أن إسرائيل معترف بها من طرف الفيفا.

مسألة حضور مشجعين إسرائيليين بجواز سفر إسرائيلي لم تكن أبدا محل شك وليست صلب الموضوع، ولكن هذا الحضور سيسيل العرق البارد للجنة المنظمة ودولة قطر تحديدا، فرفع الأعلام الإسرائيلية داخل الملاعب وخارجها قد يتسبب في مصادمات بين الإسرائيليين والقطريين غير المعترفين بإسرائيل أو الفلسطينيين المقيمين في قطر وغيرهم من العرب، وهنا قد تضطر قطر إلى منع رفع العلم الإسرائيلي أو حتى الفلسطيني على حد سواء وكي لا تمتزج السياسية بالرياضة وتفسد العرس الكروي أو تمنح الفرصة للإعلام المعادي لقطر بوصف تنظيمها للمونديال بالفاشل.

ستصطدم قطر أيضا بأجندة إسرائيل التي لن تتوانى عن تمرير رسائل سياسية خلال هذا الحدث العالمي، وغالبا ستلعب هذه الأخيرة على وتر التطبيع مع العرب وستحشد الآلة الإعلامية لخدمة هذا الملف؛ ولا أستبعد أن تكون هناك صور بين علم إسرائيل وأعلام بلدان عربية غير مطبعة إلى جانبه في قلب قطر، الإسرائيليون يتقنون فن اللعب على الصورة، وستحاول إسرائيل أن تبعث برسالة للجماهير العربية مفادها أن السلام ممكن وأن الرياضة تمكنت من أن تتجاوز الخلافات السياسية، وأن الشباب العربي منفتحون على فكرة السلام مع الإسرائيليين وأن وجود الإسرائيليين في بلد عربي، لم يطبّع مع إسرائيل رسميا، شيء يبعث على التفاؤل في مستقبل العلاقات مع قطر وجيرانها المترددين. وهنا سيجد قادة حماس المقيمون في قطر أنفسهم مجبرين على تفادي التعليق على حضور مشجعي كيان لا يعترفون به على أرض قطر التي تستضيف تلك القيادات وتدعم غزة ماديا ومعنويا، تفاديا للإحراج.

مونديال قطر لن يخلو من المتاعب لقناة الجزيرة التي ستضع خطة محكمة من أجل تفادي إظهار علم إسرائيل من قلب الدوحة خلال تغطيتها الإخبارية للمونديال، حفاظا على ما تبقى من مصداقيتها وصورة قطر في عيون العرب والغزيين تحديدا، ومن المرجّح أنها ستتفادى نقل أيّ خبر تصعيد إسرائيلي داخل فلسطين أثناء المونديال تفاديا لوقوع عمليات انتقامية ضد إسرائيليين في عقر دارها.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية