هل يُسقط أتراك الشتات أردوغان؟

هل يُسقط أتراك الشتات أردوغان؟


20/01/2021

رجّح عدد من وسائل الإعلام الأوروبية أن يطرأ تغيير كبير على نظرة الأتراك في أوروبا إلى نظام حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان، على خلفية الانتهاكات الإنسانية في تركيا وخارجها.

 وتوقعت صحيفة (دياسبورا ديلي) البريطانية أن يلعب أتراك ألمانيا، الذين يتجاوز عددهم 3 ملايين شخص، دوراً كبيراً في إسقاط الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، بعد انقلابهم عليه في الفترة الأخيرة بسبب سياسته القمعية التي يتبعها في الداخل والخارج.

والتصريحات المفاجئة لرئيس حركة ميلي غوروش في أوروبا ضدّ أردوغان تكشف عن تغير كبير في توجهات الأتراك في أوروبا، فقد أيد حكم القانون في بلاده، وانتقد لغة أردوغان المستقطبة التي عفى عليها الزمن، على حدّ قوله.

 

أتراك ألمانيا الذين يتجاوز عددهم 3 ملايين سيلعبون دوراً كبيراً في إسقاط أردوغان في الانتخابات المقبلة

وكان أردوغان قد حظي بدعم كبير بنسبة 65% من الشتات التركي في ألمانيا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي جرت صيف 2018، وهو ما أسهم في فوزه، إذ حصل حينها على نسبة تأييد متواضعة 52% داخل تركيا (42% لحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البرلمانية)، ممّا جعله بحاجة ماسّة لأصوات الأتراك في أوروبا الذين تمّ استقطابهم برسائل دينية متشددة، على الرغم من منع دول الاتحاد الأوروبي لمسؤولي حزب العدالة ورجال أردوغان من إقامة تجمّعات انتخابية لمخاطبة الجاليات التركية في دول الاتحاد قبيل انطلاق الانتخابات.

وتُعدّ حركة ميلي غوروش، التي تأسست عام 1969 أكبر منظمة تركية في أوروبا، ويقع مقرّها في مدينة كولونيا الألمانية، وتُدير أكثر من 500 مسجد، ولديها تأثير كبير في الشتات التركي، لذا فإنّ أي تغيير في موقفها السياسي، الذي كان يدعم أردوغان، قد يطيح به في الانتخابات الرئاسة القادمة، وذلك لصالح أتباع مخلصين كرئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض (ديفا) علي باباجان، أحد أبرز المنشقين عن حزب أردوغان، والذي سبق أن شغل منصب وزير الاقتصاد ونائب رئيس الوزراء التركي.

وفي سياق متصل، واصلت شنّ هجومها على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان وحليفه دولت باهجه لي، بسبب مساعيهم لقمع المعارضين.

المعارضة التركية تواصل شنّ هجومها على نظام أردوغان وحليفه دولت باهجه لي بسبب قمع المعارضين

وقد دعا نائب رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" مصطفى يَنَرْ أوغلو كافة السياسيين للوقوف ضدّ الاعتداءات على السياسيين والصحفيين واستهدافهم في الفترة الأخيرة.

جاء ذلك بحسب تصريحات صحفية أدلى بها يَنَرْ أوغلو، ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.

وقال ينر أوغلو: "رغم أنه من الصعب أن نلتقي على أرضية مشتركة، لكن لنقف على الأقلّ ضد العنف".

وأشار إلى أنّ "الديمقراطية تختنق تحت المناخ السياسي المستقطب الذي أوجده خطاب الكراهية".

بدوره، انتقد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أنغين آلطاي، تصريحات دولت باهجه لي، رئيس حزب الحركة القومية، حليف أردوغان، حول الهجوم الذي طال سلجوق أوزداغ نائب أحمد داود أوغلو رئيس "حزب المستقبل" التركي المعارض واثنين من الصحفيين، الجمعة الماضية.

وكان باهجه لي قد قال حول حادث الاعتداء على أوزداغ: إنّ "هناك مؤامرة أمريكية ينفذها أحزاب معارضة وصحفيون مأجورون لتشويه صورة القوميين وإسقاط تحالف أردوغان السياسي".

وشهد يوم الجمعة 3 اعتداءات على: أوزداغ، وصحفي بجريدة "يني جاغ"، ومقدّم أحد البرامج التلفزيونية.

وقد تسبب الحادث في ردود فعل غاضبة من كافة الأحزاب السياسية التي أدانت سياسات أردوغان القمعية لمنع أصوات المعارضة في البلاد من التصدي له.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية