هيئة تحرير الشام تتفسخ.. والسبب الجواسيس والاختراق

هيئة تحرير الشام تتفسخ.. والسبب الجواسيس والاختراق

هيئة تحرير الشام تتفسخ.. والسبب الجواسيس والاختراق


29/08/2023

اعتقلت هيئة تحرير الشام، بعد ضغوط من تيار كبير مناوئ لزعيمها أبي محمد الجولاني، الرجل الثاني فيها، وهو أبو مارية القحطاني، بتهمة التعاون مع التحالف، والتجسس لحساب قوى خارجية، والتخلص من القيادات بالاغتيال، إضافةً إلى تهمة تتعلق بالسعي للإطاحة بقيادة هيئة تحرير الشام "بالتنسيق مع دولة غربية".

الطريق للوصول إلى الجواسيس

رأى أبو محمد الجولاني، المنقلب دائماً على أفكاره والتنظيمات التي اتبعها، أن ينشق أوّلاً عن (داعش)، ثم أن ينسلخ عن (القاعدة) ويفك الارتباط معها، وأن ينسجم مع اتفاق أستانة، ويبدأ في الظهور العلني ليقدم نفسه كحاكم محلي وليس كأمير حرب، وكان عليه أن يقدم عربون ذلك، وقد استجاب بسرعة فتخلص من كبار معاونيه، مثل أحمد سلامة مبروك، وطارد وسجن قيادات القاعدة وجماعة حرّاس الدين المرتبطين بالظواهري، مثل أبي همام السوري، وسامي العريدي، بل قتل العديد منهم، مثل: "أبو مريم الجزائري" الشرعي السابق في تنظيم القاعدة، والقيادي العسكري في جماعة (جند الله) جابر الأذري، وعدد من "المهاجرين" من جنسيات عدة، والمئات في سجن "تلعادة"، الذين قتل أغلبهم ووضعهم في مقابر جماعية، وآخرون من قيادات جيش الإسلام في الغوطة وقادة أحرار الشام، تم اتهامه هو ومعاونيه بالإبلاغ عن مكانهم لطائرات التحالف.

الصراع قائم والاتهامات متوالية ولن تتوقف

شكّل الجولاني حكومة إنقاذ في الأماكن التي يسيطر عليها، والتي يطلقون عليها (الأماكن المحررة)، وتحديداً في إدلب، وأجبر الفصائل على الاندماج في الهيئة، أو حلّ نفسها وتسليم سلاحها، حتى أصبحت هيئته تضم: لواء الحق، جبهة أنصار الدين، كتيبة الشهيد محمد العصفورة، كتائب الخطاب، كتيبة طالبان، كتيبة رياح الجنة، سرية الأقصى، كتيبة قوافل الشهداء، كتيبة الرشيد، كتائب الصحابة، كتيبة صقور العز، كتيبة أسود الرحمن، جماعة فرسان السنّة، كتيبة مجاهدون أشداء، لواء التمكين، كتيبة حذيفة بن اليمان، كتيبة آساد الخلافة، كتيبة فرسان الشام، لواء أسود الرحمن، كتيبة الجهاد في سبيل الله، لواء القادسية، كتيبة أسود الجبل، كتيبة فراس أبو أيمن، كتيبة محمد ياسين نجار، كتيبة الفاروق، كتيبة شهداء الوسطاني، كتيبة المقداد بن عمرو، كتيبة الشيلكا، سرية آساد التوحيد، كتيبة أحرار الجنوب، كتيبة أبو جاسم حوير، كتيبة أحفاد بني أمية، كتيبة الشهيد عبد السلام، كتيبة التوحيد والجهاد، سرية أسامة بن زيد، كتيبة فرسان الخلافة، كتيبة أنصار بانياس، جبهة شهداء الشام، كتيبة الشهيد إبراهيم قباني، كتيبة التوحيد، كتائب أنصار الشام، لواء سرايا النصر، كتيبة الشهيد أبو أسيد، كتيبة شهداء صوران، كتيبة النصر، كتيبة العقاب، كتيبة أبو محمد الحموي، كتيبة أشبال السنّة، كتائب السيف العمري، غرفة عمليات الراشدين، كتيبة الصديق أبو بكر، كتيبة سعد بن معاذ، كتيبة الدبابات، كتيبة صيانة الدبابات، كتيبة الصاعقة (سرمدا)، كتيبة الناصر لدين الله، كتائب حماة السنّة، كتيبة أبو طلحة الأنصاري، كتيبة المهاجرين في سبيل الله، كتيبة نور الإسلام، لواء ثوار الشام، كتيبة محمد رسول الله، كتيبة الصِدّيق، الكتلة العسكرية الفوج الأول، سرية الفاروق عمر، كتيبة مفيد أعور، كتيبة الشهيد عمر جعلوك، كتيبة الشهيد فياض، كتيبة سعد بن معاذ، جيش الفاروق، جماعة بيت المقدس، الكتيبة الثامنة، لواء أجناد الشام، كتائب أبو عمارة، كتيبة القسام، لواء الفتح، كتائب بن تيمية، لواء أسود الإسلام، أجناد الشام.

الهيئة تتخلص من كل العناصر المهاجرة وفق خطة محكمة، سيتم بموجبها العفو عن الجولاني، وتقديمه كقائد محلي في أيّ اتفاق مقبل

ومع المظاهرات التي تحدث بشكل شبه يومي في إدلب، ومع عمليات القتل والخطف والتي كان آخرها القبض على القاعدي أبو شعيب المصري، والمحامي عصام الخطيب، ثم الاتهامات للهيئة بأنّها تتخلص من كل العناصر المهاجرة وفق خطة محكمة، سيتم بموجبها العفو عن الجولاني، وتقديمه كقائد محلي في أيّ اتفاق مقبل، جرت خلافات كثيرة تم بموجبها الكشف عن شبكة تجسس واسعة داخل الهيئة تعمل لصالح دول غربية، واتهامات للرجل الثاني أبو مارية القحطاني بالمسؤولية عنها.

الاتهامات التي وجهت من خصوم "أبو ماريا القحطاني" له، بعد اعتقاله، تشمل المسؤولية عن إدارة شبكة تجسس داخل الهيئة تضم العشرات من القيادات والكوادر تعمل لصالح "دول خارجية"، إضافةً إلى تهمة تتعلق بالسعي للإطاحة بقيادة هيئة تحرير الشام "بالتنسيق مع دولة غربية"، وبعد ضغوط وافق الجولاني على القبض على ذراعه اليمنى، وأصدرت الهيئة بياناً هونت فيه من أمر القبض، وقالت: إنّ الرجل قام ببعض الإجراءات غير المقصودة، إلّا أنّ آخرين من قيادات التيار الجهادي رأوا أنّ حجم الاتهامات الموجهة للقحطاني قد تؤدي إلى سيناريو اعتاد الجولاني على كتابته وتنفيذه مع "رفقاء دربه" منذ عام 2013، وهو التخلص منهم عن طريق (قصف، اغتيال، حادثة).

مقدمات لسقوط القحطاني

تروي صفحة (مزمجر الشام) القريبة من القاعدة مقدمات اعتقال القحطاني، قبل أعوام حينما أعلن القائد العسكري العام لتنظيم القاعدة في سوريا "أبو الهمام السوري" انشقاقه عن جبهة النصرة بعد خطوة الجولاني حينها بفك الارتباط، ثم تعرضه لعدة محاولات اغتيال من قبل طائرات التحالف، والبعض من تلك المحاولات كانت في مخبأ لا يُستخدم فيه أيّ من وسائل الاتصال، أو المركبات، الأمر الذي أثبت بشكل قاطع عمق الاختراق الموجود داخل التنظيم، ولإخفاء الحقيقة أخفى الجولاني والقحطاني الأمر باتهام أبو عبد الله الفرنسي بالعمالة للتحالف، وإشاعة خبر محاكمته، ومن ثم إعدامه، ليتبين فيما بعد أنّه على قيد الحياة.

شكّل الجولاني حكومة إنقاذ في الأماكن التي يسيطر عليها

ومن الأدلة الواضحة أيضاً على حجم الاختراق القديم والكبير في صفوف الهيئة حادثة مقتل قادة "كتائب الفتح"، وهم من أبرز الشخصيات التي انشقت عن الهيئة، وتم قتلهم جميعاً بغارة جوية أمريكية، بعد حديثهم عن تورط قادة كبار في الهيئة بالعمالة للخارج، كأبي طلحة الحديدي، وحمود السحارة.

في التطورات التي جرت مؤخراً، بلغ عدد المعتقلين بتهمة العمالة داخل الهيئة أكثر من (130) شخصاً، بينهم قياديون وإعلاميون وكوادر، وجلّهم من جهاز الأمن العام التابع لها، وحكومة الإنقاذ الموالية، وهذا بعد ضغوط من اللوبي المناوئ للقحطاني، وأبرز قادته: أنس خطاب (أبو أحمد حدود) وهو نائب الجولاني، والمسؤول الأمني العام، وأبو ماجد الشامي: عديل الجولاني الثاني، وأبو حفص بنش وشقيقه المغيرة، وهما من أبرز القادة أصحاب النفوذ المالي والعسكري في الهيئة.

القيادي أبو حمزة الكردي: إنّ عدداً ممّن تم القبض عليهم بتهمة العمالة قد تمّت تصفيتهم بالفعل داخل السجن، والمسؤول عن التحقيق في هذه القضية هو "أبو محمد منظمات" وهو عديل "أبو أحمد حدود"

أمّا اللوبي الموالي للقحطاني والمساند له، فأبرز قادته: أبو أحمد زكور، مسؤول ملف الشمال في الهيئة، والقيادي في جيش حلب، ومظهر الويس عضو مجلس القضاء والمجلس الشرعي، وزيد العطار مسؤول المكتب السياسي، وأبو محجن الحسكاوي مسؤول منطقة إدلب.

يقول القيادي أبو حمزة الكردي في صفحته بـ (تليغرام): إنّ عدداً ممّن تم القبض عليهم بتهمة العمالة قد تمّت تصفيتهم بالفعل داخل السجن، وإنّ المسؤول عن التحقيق في هذه القضية هو "أبو محمد منظمات" - من بلدة كرناز- وهو عديل "أبو أحمد حدود".

وأضاف الكردي بقوله: أصبح حديث البعض، منذ افتضاح شبكة العملاء، أنّ الأمر لا يعدو كونه صراعاً بين تيارين داخل الهيئة، وبالطبع لا يمكننا نفي هذا الأمر، ولكن ما نود تأكيده هو أنّه لولا توفّر الأدلة الدامغة والقرائن الواضحة، لما تمكن أحد التيارين من فضح أوراق الطرف الآخر، واعتقال بعض أفراده بهذا الشكل، خاصة في ظل وجود الجولاني الذي يعمل على إيجاد تيارات متعددة متصارعة ليظل هو دائماً الممسك بزمام الأمور.

وقد دعا تنظيم القاعدة في بيان له باسم "نحن أولياء الدم" لمحاكمة علنية ومستقلة للخلايا المتورطة "بالعمالة للتحالف" داخل هيئة تحرير الشام، وخصّص العدد الأخير من مجلته (البلاغ) لتفسير معنى الجاسوسية.

ويظل الصراع قائماً، والاتهامات متوالية، ولن تتوقف، ويظل الشعب السوري أسير فئات ضالة ينزف دماً ودمعاً، وينتظر يوم الخلاص من الكذابين والمفترين.

مواضيع ذات صلة:

أبو محمد الجولاني وأمريكا... خارطة جديدة للتحالفات

"دويلة" الجولاني ومسار التقارب بين دمشق وأنقرة!



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية