22 متحفاً في متحف "الشندغة" في دبي تروي تاريخ الإمارات وعطورها وأزياءها ونباتاتها ...

22 متحفاً في متحف "الشندغة" في دبي تروي تاريخ الإمارات وعطورها وأزياءها ونباتاتها ...

22 متحفاً في متحف "الشندغة" في دبي تروي تاريخ الإمارات وعطورها وأزياءها ونباتاتها ...


25/04/2023

ربيع دمج

يُعتبر حالة فريدة من بين المتاحف العربية التقليدية، فهو يجمع 22 متحفاً متنوعاً يختلف الواحد منها عن الآخر. مجموعة بيوت تراثية بُنيت من الطين تحوّلت إلى صرح ثقافي يجسّد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والثقافية لأهل الإمارات السابقين.

"الشندغة" هو المتحف الذي يحمل اسم المنطقة الأقدم في دبي، وتحديداً ما يُعرف بـ"بور دبي"، الواقعة على ضفة بحر الخليج والتي كانت قبل التسعينات من القرن الماضي مساكن للمواطنين، كذلك للوافدين من آسيا، لا سيّما الجالية الهندية التي تعتبر من أوائل الجاليات التي وصلت إلى الإمارات العربية المتحدة في القرن الماضي.

اللافت هو أن كل منزل من المنازل الـ22 يحمل عنواناً يروي قصة الحياة في دبي القديمة، من بينها منزل الشيخ سعيد بن خليفة آل مكتوم (جد حاكم دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم)، الذي تحوّل إلى متحف مجاني يدخله الزوار ليكشتفوا كيف كانت حياة الشيخ وعائلته.

متحف العطور 

في جولة داخل الأزقة التي تربط البيوت التراثية بعضها ببعض، شرح حنيف البلوشي، وهو أحد المرشدين في المتحف، خاصية كل منزل أو متحف، لكن قد تكون متاحف العطور أو الأزياء أو الحيوانات من أكثر المنازل غرابة للسياح، كونها تتضمن فكرة جديدة مختلفة عن المتاحف السائدة في الشرق الأوسط.

...

تكمن أهمية "متحف العطور" في أنه يرصد تاريخياً علاقة أهل الخليج، والإماراتيين بخاصة، بعطر دهن العود، وتسنح الفرصة للزائر بأن يتعرف إلى أنواع عدة من العود، كدهن العود الإندونيسي والهندي، ومسحوق المسك الأبيض الصناعي والطبيعي، وكذلك الأسود الطبيعي، إذ يعيش الزاور تجربة استنشاق هذه العطور بما فيها أيضاً دهن الورد الطبيعي والصناعي والياس، كما المحلب والفل والأشنة، وهي من الفطريات التي تنمو في المناطق الرطبة في الإمارات.

كذلك تتوفر عطور الخزامى التي تنمو أزهارها في صحراء الإمارات الشمالية إلى جانب العنبر بكل أنواعه، ودهن الزعفران، ويبرز العطر المستخرج من نبتة الكافور الذي يستخدم في غسل جثمان الميت، ولهذا العطر أهمية دينية.

متحفا النباتات والحيوانات 

في "بيت النباتات والحيوانات" ينتقل الزائر إلى عالم آخر بواسطة الشاشات التي تستعرض بالفيديو والصور الحياة البيئية في الإمارات القديمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فمن خلال الرسومات والتقنيات المتقدمة تُعرض كل الأنواع من اللافقاريات وأكثر من 3 آلاف نوع من الحشرات، ومئتي نوع من قشريات الأجنحة، و30 نوعاً من اليعسوبيات، مروراً بالزواحف وعشرات الأنواع منها، كذلك 448 نوعاً من الطيور، فضلاً عن أكثر من 800 نوع من النباتات موزّعة في البيئات المتنوعة.

إلى جانب هذا المنزل يركن متحف "المياه" الذي يروي قصة المياه النادرة في الإمارات، ويشرح هذا المتحف موقع أكثر الآبار في دبي، المبنية منها والمتوفرة في العوير والسطوة (منطقتان في شمال دبي)، ما شجع على الاستقرار بقربها. 

...

وتروي القصص المكتوبة داخل هذا المنزل عن المطر الذي يأتي نادراً في الشتاء  فكان سبباً وجيهاً للاحتفال به، ليدخل المطر في الأغاني الشعبية والأمثال والأشعار في دبي؛ وشكل هذا كله جزءاً أصيلاً من التراث الإماراتي، بسبب صعوبة الوصول إلى المياه وتحديد مواقع وجوده.

أما "متحف الجمال" فيرصد الملابس المصنوعة من أقمشة محددة، والتي كانت تختلف  بين أهل الساحل وأهل الجبل الذين استوجبت حركتهم الدائمة بين الأودية ملابس بسيطة وأقمشة متينة. 

ويظهر المتحف نماذج ملابس أهل الجبال الفضفاضة لتسهيل الحركة والعمل، والتي يصبغ معظمها ويعطر بأزهار نباتات مختلفة، فيما تحتوي ملابس سكان البادية على طبقات خفيفة عدة لتوفير الحماية، فضلاً عن تميزها بالمتانة والجودة، بينما تحبس بعض ثيابهم الهواء وتخلق نسمات التهوية في الصيف، ومنها ما يحفظ الحرارة في البرد.

أما ملابس النساء الميسورات فتتميز بالأقمشة الحريرية والقطنية المزخرفة والمستوردة غالباً من الهند ودول أخرى، فيما ملابس الشيوخ تتسم بالعقال المقصب لأنه يقصب بخيوط ذهبية أو فضية، فضلاً عن الدقلة الفاخرة أي المعطف الذي يُلبس فوق الكندورة وتحت البشت، ويرتديها ذوو المكانة العالية، لا سيما في فصل الشتاء.

وتبرز بيوت أخرى كل منها متحف خاص بحد ذاته يروي فصلاً من فصول الحياة وجوانبها المتعددة في دبي، منها "متحف التجارة والتنقل" وأيضاً "بيت ملتقى التواصل"، وهو مبنى يتألف من طبقة واحدة، كان داراً للضيافة بُني في أربعينات القرن العشرين، بناه الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، الذي كان حاكماً لدبي (1912 - 1958)، و"بيت الفنون التراثية" وغيرها من البيوت التي تستدعي السياح لزيارتها كونها تختلف تماماً عن الصورة النمطية لدبي الموجودة في ذهن السياح، بخاصة العرب، حيث تمتزج هذه المنازل والأحياء الهادئة مع الحياة العصرية للإمارة، ما يخلق نوعاً من التناقض الجمالي في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن بلدية المنطقة تستعد لإحياء أعياد الفطر ضمن أجواء مختلفة ومتميّزة، تتداخل فيها العادات والتقاليد والمأكولات الإماراتية إلى جانب العروض الموسيقية والفنية الخاصة بالثقافة الإماراتية.

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية