5 لاءات و3 ضرورات: بعد دعمها إسرائيل... واشنطن تناور لحفظ ماء وجهها في الشرق الأوسط؟

بعد الدعم المطلق لإسرائيل... واشنطن تناور لحفظ ماء وجهها في الشرق الأوسط؟

5 لاءات و3 ضرورات: بعد دعمها إسرائيل... واشنطن تناور لحفظ ماء وجهها في الشرق الأوسط؟


14/11/2023

بعد الضغط الشعبي والرسمي على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بما يتعلق بدعم ومساندة العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، والمجازر التي ترتكبها يومياً بحق المدنيين بالأسلحة التي حصلت عليها تل أبيب من واشنطن، وجد البيت الأبيض نفسه في مأزق، يحاول الخروج منه عبر تصريحات داعمة لوقف إطلاق النار، أو تتعلق بالهدن الإنسانية المؤقتة، أو حتى المشاركة في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، ويقدّم المخططات لما بعد الحرب، رغم أنّها لم تُحسم، وتتكبد دولة الاحتلال يومياً خسائر كبرى في قطاع غزة، دون تسجيل أيّ انتصارات تُذكر، وهو ما يدفعها لارتكاب مجازر بحق الأطفال والنساء.

وفي سياق مواقف إدارة بايدن لتهدئة الشارع الأمريكي، قدّم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال تواجده في طوكيو، ما وصفتها صحيفة (وول ستريت جورنال) بـ "اللاءات الـ (5): "لا للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، لا لاستخدام غزة منصة للإرهاب، لا لإعادة احتلال غزة بعد انتهاء الصراع، لا لحصار غزة، لا لتقليص أراضي غزة".

وأضافت الصحيفة أنّ بايدن أتبع "لاءاته" الـ (5) بـ (3) "ضرورات": "الطريق إلى السلام يجب أن يشمل أصوات الشعب الفلسطيني...، ويجب أن يشمل حكماً بقيادة فلسطينية وقطاع غزة موحد مع الضفة الغربية... ويجب أن يؤدي إلى عيش الإسرائيليين والفلسطينيين جنباً إلى جنب في دولهم الخاصة، مع التمتع بمعايير متساوية من الأمن والحرية والفرص والكرامة".

وحول آخر تطورات المواقف الأمريكية ضد العدوان الإسرائيلي، قالت شبكة (سي.إن.إن) أمس: إنّ وزير الخارجية الأمريكي اعترف بوجود خلافات داخل الوزارة حول نهج إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس.

بلينكن: لا للتهجير القسري للفلسطينيين، ولا لاستخدام غزة منصة للإرهاب، ولا لإعادة احتلالها، ولا لحصارها، ولا لتقليص أراضيها

ونقلت الشبكة عن بلينكن قوله في رسالة بالبريد الإلكتروني وجّهها لموظفي وزارة الخارجية: "بعض العاملين بالوزارة ربما يختلفون مع النهج الذي نتبعه، أو لديهم آراء بشأن ما يمكن تحسينه".

وأضاف: "كثير من المدنيين الفلسطينيين لاقوا حتفهم، ومن الممكن وينبغي فعل ما هو أكثر بكثير للحدّ من معاناتهم". ومضى قائلاً: "نؤمن بإدارة يقودها الفلسطينيون في غزة وتوحيدها مع الضفة الغربية"، وأضاف: "يجب دعم إعادة إعمار غزة بآلية مستدامة".

وزير الخارجية الأمريكي يعترف بوجود خلافات داخل الوزارة حول نهج إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس

وفي السياق، كشف موقع (أكسيوس) أمس تفاصيل مذكرة داخلية وقّعها موظفون في وزارة الخارجية الأمريكية تدعو إدارة الرئيس جو بايدن إلى تغيير سياستها إزاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وتقول إنّ إسرائيل ترتكب "جرائم حرب".

وقال موقع (أكسيوس): إنّ المذكرة المكونة من (5) صفحات، التي وقّعها نحو (100) موظف في وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تدعو كبار المسؤولين إلى إعادة تقييم سياستهم تجاه إسرائيل، وتطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

وبدون تقديم مثال محدد، تتهم المذكرة بايدن "بنشر معلومات مضللة في خطابه الذي ألقاه في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي"، وانتقدته كذلك لـ "تشكيكه في عدد قتلى الحرب في غزة". وكان الرئيس الأمريكي قد قال في 27 من الشهر الماضي: إنّه "لا يثق" في الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة في غزة، لكنّه قال أيضاً: إنّه "متأكد من مقتل أبرياء" هناك.

وأوصى الموظفون "بشدة بأن تدعو (الإدارة الأمريكية) إلى إطلاق سراح الرهائن لدى حماس وإسرائيل"، مشيرين إلى "آلاف" الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، ومن بينهم من لم توجه إليهم تهم".

مذكرة داخلية وقّعها موظفون في وزارة الخارجية تدعو إدارة بايدن إلى تغيير سياستها إزاء الحرب بين إسرائيل وحماس، وتقول إنّ إسرائيل ترتكب "جرائم حرب"

وتقول المذكرة، وفق موقع (أكسيوس): إنّ الإجراءت التي اتخذتها إسرائيل في أعقاب الهجوم، وتشمل قطع الكهرباء وتقييد المساعدات وشنّ هجمات أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، "تشكل جميعها جرائم حرب و/أو جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".

وفي سياق متصل، كشفت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن تلقي إدارة بايدن تحذيرات حادة من الدبلوماسيين الأمريكيين في العالم العربي بأنّ دعمها القوي لحملة إسرائيل العسكرية المدمرة والدموية على قطاع غزة تفقدها الرأي العام العربي لعقود قادمة.

أمريكا بالتعاون مع قطر تقودان عدة مفاوضات تتعلق بالإفراج عن عدد من الأطفال والنساء لدى الطرفين

 وأوضح التقرير أنّ هذه البرقية تؤكد المخاوف العميقة بين المسؤولين الأمريكيين بشأن الغضب المتنامي ضد الولايات المتحدة، والذي بدأ بعد بدء إسرائيل حربها على غزة.

وجاء فى برقية تم إرسالها من السفارة الأمريكية في عُمان الأربعاء الماضي: إنّنا نخسر بشدة فى معركة الرسائل، مستشهدة بمحادثات تم إجراؤها مع مجموعة واسعة من المصادر الموثوق بها والعقليات الفائقة.

المذكرة تتهم بايدن بنشر معلومات مضللة في خطابه الذي ألقاه في 10 تشرين الأول الماضي، وانتقدته كذلك لتشكيكه في عدد قتلى العدوان على غزة

وحذرت البرقية من أنّ الدعم الأمريكي القوي لما تقوم به إسرائيل، ينظر إليه كمسؤولية مادية ومعنوية، فيما يعتبرونه جرائم حرب محتملة.

وتمّت كتابة البرقية من ثاني أرفع مسؤول أمريكي في مسقط، وتمّ إرسالها إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية وإف بي آي، من بين وكالات أخرى. ورغم أنّها مجرد برقية واحدة من سفارة إقليمية، إلا أنّها تقدم لمحطة خاصة عن القلق بشأن الموجة العدائية المتنامية ضد أمريكا التي تكتسح الشرق الأوسط.

ونقلت برقية أخرى من السفارة الأمريكية بالقاهرة إلى واشنطن تعليقاً فى إحدى الصحف القومية جاء فيه أنّ قسوة الرئيس بايدن وتجاهله للفلسطينيين تجاوزت كل الرؤساء الأمريكيين السابقين.

وأشار تقرير (سي إن إن) إلى أنّ الرئيس بايدن تعرض لضغوط متنامية في الداخل والخارج بسبب دعمه لإسرائيل، في ظل صور الدمار في غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة فى المنطقة. 

يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه إدارة بايدن الدعم المطلق لإسرائيل، وتفرض سرية على الأسلحة التي ترسلها إلى تل أبيب، بل تسعى لتجنب إبلاغ الكونجرس بمساعداتها العسكرية للدولة العبرية.

تحذيرات من الدبلوماسيين الأمريكيين لبايدن بأنّ دعمه القوي لحملة إسرائيل العسكرية المدمرة والدموية على قطاع غزة تفقد أمريكا الرأي العام العربي لعقود قادمة.

وقالت صحيفة (واشنطن بوست): إنّ بايدن يواجه ضغوطاً متزايدة من حلفائه فى الكونجرس للكشف علناً عن حجم الأسلحة الأمريكية التي يتم نقلها إلى إسرائيل، في الوقت الذي يثير فيه ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إدانة دولية، ويؤرق الديمقراطيين بشكل متزايد.

وفي سياق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، كشف مسؤول أمريكي بارز في تصريحات لموقع NBC News عن تفاصيل مقترح التبادل.

من المنتظر أن يزور ماكجورك أيضاً كلاً من الأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين

وزعمت صحيفة (نيويورك تايمز) أنّ هناك مقترحين ضمن المفاوضات بين حماس وإسرائيل تتم بوساطة قطرية، بينما أشارت (سي إن إن) إلى أنّ الاتفاق يتضمّن وقفاً قصيراً للمواجهات، وإطلاق سراح الأسرى بشكل تدريجي، على أن تُمنح الأولوية للنساء والأطفال.

من جانبه، أفاد مسؤول أمريكي، رفض الإفصاح عن اسمه، أنّ حماس ستفرج عن نحو (80) طفلاً وامرأة، على أن تفرج إسرائيل عن النساء والأطفال الفلسطينيين داخل سجونها.

وأكد المسؤول أنّه تم بحث المقترح، لكنّه غير نهائي بعد، مفيداً أنّ واشنطن تطرح كل الخيارات للإفراج عن الأسرى.

على الصعيد الآخر، أعلن موقع Walla العبري أنّ منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك سيزور إسرائيل اليوم من أجل اتفاق الإفراج عن الأسرى الذي تتولى الولايات المتحدة الوساطة به.

ومن المنتظر أن يزور ماكجورك أيضاً كلاً من الأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين.

هذا، ويُعتقد أنّ عدد الأسرى في قبضة حماس يبلغ نحو (240) أسيراً، من بينهم حاملو جنسيات مزدوجة.

ودافع مسؤول بالبيت الأبيض عن هذه المساعي، وقال: إنّها ستمكّن وزارة الخارجية من  تقديم المساعدات الطارئة على الفور لإسرائيل، بدلاً من الانتظار لأكثر من أسبوعين للحصول على موافقة الكونجرس.

ورفض ميكس، الذي يُعدّ من الأنصار الأقوياء لمساعدة إسرائيل، فكرة أنّ الكونجرس لا يمكنه أن يدعم المساعدات الأمريكية بشكل سريع بما يكفي. وهو ليس الوحيد بين الديمقراطيين الذين يتساءلون عن محاولة الإدارة لتشكيل الشفافية نفسها التي تقدمها فيما يتعلق بتقديم الدعم لأوكرانيا.

وقالت النائبة كوري بوش: إنّه في الوقت الذي يقتل فيه آلاف المدنيين بأسلحة تقدمها الحكومة الأمريكية، فإنّ الشعب الأمريكي يستحق أن يعرف بشكل كامل ما يتم تقديمه للدول الأخرى، بما فيها إسرائيل، من أموال ضرائبهم.

وتابعت: إنّ إدارة بايدن ينبغي أن تقدّم الشفافية نفسها حول الأسلحة التي تقدمها لإسرائيل، مثلما تفعل بالنسبة إلى أوكرانيا والدول الأخرى.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: محاولات المتاجرة بالقضية الفلسطينية

"هولوكوست غزة"... فظائع في مجمع الشفاء وإسرائيل تواصل جرائمها

كيف أسقطت حرب غزة ادعاءات المظلومية التاريخية لدى إسرائيل؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية