وفاة جون ماكين.. ما لا تعرفه عن السيناتور الأمريكي

وفاة جون ماكين.. ما لا تعرفه عن السيناتور الأمريكي


26/08/2018

توفّي السيناتور الجمهوري، جون ماكين، فجر اليوم، عن عمر يناهز 81 عاماً، في إحدى المستشفيات بأمريكا، وفق ما أعلن مكتبه في بيان رسمي.

السيناتور الأمريكي جون ماكين توفَّى عن عمر يناهز 81 عاماً إثر إصابته بسرطان في الدماغ

وكانت أسرة ماكين قد قررت، أول من أمس، وقف علاجه لسرطان الدماغ، الذي يكافحه منذ أكثر من عام، في إعلان أثار موجة نادرة من التعاطف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تكريماً لبطل حرب فيتنام والخبير السياسي البارز في الحزب الجمهوري.

 من هو جون ماكين؟

ماكين شخصية تعدّ إحدى أهم الشخصيات السياسية وأكثرها نفوذاً في الكونغرس الأمريكي.

انخرط في أكاديمية القوات البحرية الأمريكية، في حزيران (يونيو) 1954، وخدم في القوات البحرية حتى العام 1981، وكان طياراً على قاذفة قنابل في حرب فيتنام، وانتخب ممثلاً عن ولاية أريزونا بالكونغرس العام 1982، وأصبح نائباً عن الولاية العام 1986.

السيناتور ماكين؛ عُرف بمواقفه المناوئة وهجومه اللاذع على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسياساته الخارجية، خصوصاً فيما يتعلق بروسيا، ووصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ "القاتل"، إلى جانب مواقفه من إيران والبرنامج النووي وملف الحرب السورية، ومطالباته بإرسال قوات أمريكية، والتدخل برياً لحلّ الأزمة.

ماكين عُرف بمواقفه المناوئة وهجومه اللاذع على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووصف بوتين بـ "القاتل"

أمضى جون ماكين، أكثر من 5 أعوام من عمره أسير حرب، وأكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي ممثلاً عن ولاية أريزونا، اشتهر خلالها بتمرّده وبأنه لا يلتزم دوماً بخطّ الحزب الجمهوري.

كان طالباً جامحاً؛ بل ومولعاً بالتشاجر في المدرسة الداخلية التي التحق بها في منطقة واشنطن، واقتفى ماكين خطوات أبيه وجده، وهما من كبار ضباط البحرية الأمريكية؛ حيث واصل التمرّد على اللوائح، وتخرّج ضمن أواخر الدفعة، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

أسقطت النيران المعادية طائرة ماكين خلال مهمة قتالية فوق فيتنام العام 1967، وأمضى 5 أعوام ونصف العام في الأسر، منها عامان في الحبس الانفرادي، وتعرض مراراً للضرب والتعذيب، ما ألحق به عاهة مستديمة.

 وفي مجلس الشيوخ الأمريكي؛ كان منتقداً لأساليب الاستجواب القاسية، مثل: أسلوب محاكاة الغرق للمشتبه بهم في أعمال إرهابية

من بين الأوسمة التي تقلدها ماكين؛ 3 من ميداليات النجمة البرونزية، ونال وسام القلب الأرجواني مرتين، ووسام الاستحقاق مرتين، ووسام النجمة الفضية، وصليب الطيران المتميز.

عمل لحساب موزع للبيرة في أريزونا، هو والد زوجته الثانية سيندي، عندما انخرط في العمل السياسي عام 1982، فاز في انتخابات مجلس النواب، وفي 1986 فاز بمقعد في مجلس الشيوخ، وظلّ محتفظاً به لــ 6 دورات.

في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2000، تصدّر السباق على منافسه جورج دبليو بوش في الجولة الأولى، لكنه لم يحقق نتائج طيبة في التصفيات اللاحقة، وفي نهاية المطاف سلم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة، وبعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008، خسر ماكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما، الذي حصل على 53% من الأصوات، مقابل 46% لمنافسه.

في الكونغرس؛ كان ماكين محافظاً مؤيداً لمجتمع الأعمال، ومن دعاة سياسات السوق الحرة ومعارضي الإجهاض، لكنّه صوّت ضدّ الأغلبية الجمهورية في مشروعات قوانين عدة، كان لها صدى واسع، وبعد تبرئة ساحته في فضيحة تبرعات انتخابية في الثمانينيات، سعى لإصلاح قواعد تمويل الحملات الانتخابية.

في 2017؛ أثناء جراحة في أريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لماكين، اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ، وبعد أقل من أسبوعين عاد مكين إلى واشنطن، وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما، وأمضى ماكين معظم وقته لاحقاً في أريزونا، حيث خضع للعلاج والرعاية.

كان ماكين منتقداً بارزاً للرئيس دونالد ترامب، وبعد أن انتقد الخطاب العنيف لترامب تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى ترامب استخفافه بالتاريخ العسكري لماكين قائلاً: "إنه يفضّل الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر". ومن منطلق الولاء للحزب، أيّد ماكين ترامب لاحقاً، عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، لكنّ ماكين سحب تأييده في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء، وظلّ ماكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية