الانتخابات البلدية التركية نهاية حقبة وميلاد علمانية جديدة

الانتخابات البلدية التركية نهاية حقبة وميلاد علمانية جديدة

الانتخابات البلدية التركية نهاية حقبة وميلاد علمانية جديدة


04/04/2024

زهير عثمان حمد

أن تأثير النموذج التركي على تحولات الحركات الإسلامية في العالم العربي ، ولاسيما السُّنِّية منها ، كان واضحًا. وحزب العدالة والتنمية في تركيا ، مع المحاولة بالاقتداء بتجربته ظل سجال طويل بين قيادات الاحزاب الاسلامية العربية وهو الحزب الذي نجح في الحكم وتحقيق إنجازات اقتصادية وديمقراطية ، أثر على قرارات وخيارات هذه الحركات. لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الظروف والتحديات تختلف بين دول العالم العربي ، ولذلك يجب تقدير الفروق والتعامل مع الواقع المحلي لكل دولة. هذا يشمل الاستفادة من التجربة التركية بحذر وفهم عميق للسياق السياسي والاجتماعي في كل دولة عربية. في النهاية ، يبقى الاستقرار والتعاون المشترك هما المفتاح لتحقيق التطور والتقدم في المنطقة , ولكن يبقي الاهم هل من الممكن أن يقبل العامة في الدول الاسلامية التجربة التركية

خارطة الاجزاب الاسلامية التركية , لقد شهدت تركيا تطورًا للحركات الإسلامية على مر العقود ، وهذه الحركات تشكل جزءًا من السياق السياسي والاجتماعي في البلاد. إليك نظرة عامة على بعض الحركات الإسلامية الموجودة في تركيا: حزب العدالة والتنمية (AKP): يعتبر حزب العدالة والتنمية أحد أبرز الحركات الإسلامية في تركيا. تأسس في عام 2001م وحكم البلاد منذ ذلك الحين. يرتبط بالرئيس رجب طيب أردوغان ويتبنى منهجًا إسلاميًا محافظًا. حزب الرفاه (RP): تأسس في الثمانينيات وكان أول حزب إسلامي يحكم تركيا. تم حله في عام 1998م بسبب اتهامات بالتطرف الديني.

الجماعات الصوفية تركيا تضم العديد من الجماعات الصوفية التي تمارس الصلاة والذكر والتصوف تلعب دورًا هامًا في الحياة الدينية والاجتماعية والجماعات الطلابية والشبابية هناك جماعات إسلامية تستهدف الشباب والطلاب في الجامعات والمدارس. تسعى لنشر الوعي الديني والمشاركة السياسية
الجماعات الخيرية والتنموية تعمل على تقديم الخدمات الاجتماعية والتنموية للمجتمع ترتبط بالقيم الإسلامية وتسعى لتحقيق العدالة والتنمية

أقول أن تركيا تشهد تنوعًا في الحركات الإسلامية ، وتلعب دورًا مهمًا في الحياة الدينية والسياسية في البلاد .1234 ,حزب العدالة والتنمية (AKP) في تركيا يتبنى مجموعة من الأهداف والرؤى التي تشكل أساسًا لسياسته وتوجهاته. إليك نظرة عامة على بعض هذه الأهداف والرؤى: التنمية الاقتصادية والاجتماعية: يهدف الحزب إلى تحقيق التنمية الشاملة في تركيا من خلال دعم الاقتصاد وتعزيز البنية التحتية. ويسعى لتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل للمواطنين. الديمقراطية وحقوق الإنسان: يروج لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية. يعمل على تعزيز المشاركة المدنية وتعزيز الحوار السياسي. العلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي: يسعى لتعزيز العلاقات مع دول العالم والتعاون الإقليمي ويؤكد على دور تركيا كجسر بين الشرق والغرب وهنا يكون الاستقرار والأمن في مقدمة الاوليات يعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الوطني. يواجه التحديات الأمنية ويسعى للتصدي للتهديدات وكذلك مسالة التعليم والثقافة ويركز يركز على تطوير التعليم وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية , يروج للقيم الإسلامية والتراث الثقافي وتركيا تحظى بأهمية استراتيجية في العديد من المجالات وهذا يجعلها محط اهتمام العديد من الدول. إليك بعض القضايا المشتركة التي قد تجعل دولًا مهتمة بالتعامل مع نظرائها في تركيا ولا ننسي القضايا الإقليمية والأمنية ومنها أن تركيا تقع في منطقة حساسة جغرافيًا ، وهذا يجعلها شريكًا مهمًا في قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا , القضايا المشتركة تشمل مكافحة الإرهاب ، والأزمات الإنسانية ، والهجرة، والتهديدات الإقليمية

التجارة والاقتصاد , وتركيا تعتبر جسرًا بين أوروبا وآسيا ، وهذا يجعلها مركزًا للتجارة والاستثمار , والقضايا المشتركة تشمل التعاون الاقتصادي ، وتبادل البضائع ، وتطوير البنية التحتية , والطاقة والبنية التحتية , وتركيا تلعب دورًا مهمًا في نقل الطاقة من منطقة البحر الأسود إلى أوروبا. القضايا المشتركة تشمل تطوير مشاريع البنية التحتية ، وتنمية مصادر الطاقة المتجددة الثقافة والتعليم , تركيا لديها تراث ثقافي غني ومتنوع ومن القضايا المشتركة تشمل تبادل الخبرات الثقافية ، وتعزيز التعليم والبحث العلمي , في النهاية، تركيا تسعى لتعزيز التعاون مع دول العالم من خلال العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف

وبعد الهزيمة التاريخية لحزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية، هناك توقعات متعددة من مراكز الأبحاث السياسية حول ما يمكن أن يحدث على الصعيد السياسي داخل تركيا , وتمثل هذه النتيجة أسوأ هزيمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقدين في السلطة ، وقد تكون مؤشرا على تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلاد. وفي كلمة ألقاها بعد منتصف الليل ، وصف أردوغان نتيجة الانتخابات بأنها “نقطة تحول”

وقال إمام أوغلو في كلمة لأنصاره في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي “من لا يفهمون رسالة الشعب سيخسرون في نهاية المطاف”، وهتف بعض أنصاره مطالبين أردوغان بالاستقالة! , والتغيير في المشهد السياسي يعتبر هذا الهزيمة أسوأ هزيمة انتخابية لأردوغان منذ توليه السلطة في عام 2002م , قد تكون مؤشرًا على تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلاد , تعزيز دور المعارضة تعزز نتائج الانتخابات دور المعارضة وتؤكد أنها لا تزال تمثل قوة سياسية. وتعزز مكانة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو باعتباره أهم منافس للرئيس في المستقبل بالتأكيد سوف يكون لها تأثير على الاستقرار السياسي وقد يؤدي هذا الهزيمة إلى تعقيد العلاقات السياسية داخل البلاد , وقد يكون هناك تحديات أكبر في تشكيل الحكومة واتخاذ القرارات السياسية , تأثير على الاقتصاد والسياسة الخارجية: من الممكن أن تؤثر هذه الهزيمة على الاستقرار الاقتصادي والعلاقات الخارجية وقد يكون له تأثير على السياسة الخارجية لتركيا وعلاقاتها مع دول أخرى

بعد الهزيمة التاريخية لحزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية، هناك توقعات متعددة من مراكز الأبحاث السياسية حول ما يمكن أن يحدث على الصعيد السياسي داخل تركيا وكما فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري بالانتخابات البلدية في أنقرة ، إلى جانب فوز الحزب بتسعة مقاعد أخرى لرؤساء البلديات في مدن كبرى على مستوى البلاد

وقال محللون إن أداء أردوغان وحزب العدالة والتنمية ، اللذين يحكمان تركيا منذ أكثر من عقدين ، كان أسوأ مما توقعته استطلاعات الرأي بسبب ارتفاع معدل التضخم وسخط الناخبين الإسلاميين ، إلى جانب القبول الذي يحظى به إمام أوغلو في إسطنبول. وقال إمام أوغلو (53 عاما) ، وهو رجل أعمال سابق دخل مجال العمل السياسي في 2008م ويعتبره محللون الآن منافسا رئاسيا محتملا “التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”. وفي العاصمة أنقرة، تجمع الآلاف ليلا وهم يلوحون بأعلام حزب الشعب الجمهوري انتظارا لخطاب سيلقيه رئيس البلدية منصور ياواش ، الذي تغلب على منافسه من حزب العدالة والتنمية في ضربة أخرى لأردوغان. ونظم أردوغان حملة انتخابية قوية قبل الانتخابات البلدية ، التي وصفها محللون بأنها مقياس لحجم الدعم الذي يحظى به الرئيس إلى جانب قدرة المعارضة على الاستمرار. وقد يشير الأداء المخيب للآمال للرئيس إلى تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلد صاحب الاقتصاد الناشئ الكبير.

تغيير في المشهد السياسي لا أحد يعرف ماهي خطط المعارضة بعد فوزها بالانتخابات البلدية , وقال محللون إن سبب عزوف الناخبين عن تأييد حزب العدالة والتنمية هذه المرة يعود إلى الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى ما يقرب من 70 بالمئة وتباطؤ النمو بسبب سياسة التشديد النقدي. وقال هاكان أكباس، وهو مستشار كبير في مجموعة أولبرايت ستونبريدج “كان الاقتصاد هو العامل الحاسم… لقد طالب الشعب التركي بالتغيير ط، وأصبح إمام أوغلو الآن الغريم الأساسي للرئيس أردوغان”. وقالت مجموعات مؤيدة لإمام أوغلو أمام مبنى بلدية إسطنبول إنهم يريدون رؤيته يخوض الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان في المستقبل. وقالت إسراء ، وهي ربة منزل “نحن سعداء للغاية. أحبه كثيرا. ونود أن نراه رئيسا”. وأدى تزايد الدعم الشعبي لحزب الرفاه الجديد الإسلامي ، الذي اتخذ موقفا أكثر تشددا من موقف أردوغان ضد إسرائيل بسبب الصراع في غزة ، إلى إضعاف الدعم الموجه لحزب العدالة والتنمية. وانتزع الحزب الفوز في مدينة شانلي أورفا من أحد المرشحين الحاليين لحزب العدالة والتنمية في جنوب شرق البلاد

وأعيد انتخاب إمام أوغلو على الرغم من انهيار تحالف المعارضة الذي فشل في الإطاحة بأردوغان العام الماضي. وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019م. وقدم حزبهم ، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب ، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول. لكن النتائج أشارت إلى أن العديد من الأكراد وضعوا الولاء للحزب جانبا وصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى

وفي جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية ، أكد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب قوته وفاز بالانتخابات في عشر بلديات. وفي أعقاب الانتخابات السابقة ، استبدلت الدولة رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد بأمناء معينين بسبب صلاتهم المزعومة بمسلحين.

واندلعت أعمال عنف في وقت سابق من يوم الأحد واشتبكت مجموعات مع بعضها في جنوب شرق البلاد ببنادق وعصي وحجارة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن مرشحا قُتل وأصيب أربعة في اشتباكات

وأفادت وكالة ديميرورين للأنباء بأن شخصا قُتل بالرصاص وأصيب آخرون خلال الليل قبل الانتخابات في بورصة وقد يكون له تأثير على السياسة الخارجية لتركيا وعلاقاتها مع دول أخرى , واعتبر مراقبون أن الهزيمة التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التركية تعد أكبر نكسة له ولزعيمه رجب طيب أردوغان بعد أكثر من عقدين في السلطة. فيما عززت هذه الانتخابات مكانة القيادي في حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو بعد فوزه بولاية ثانية على رأس بلدية إسطنبول ما يجعله أهم منافس محتمل لأردوغان في الانتخابات الرئاسية بعد أربع سنوات

ولا أحد يعلم هل هي نهاية حقبة العدالة والتنمية وميلاد علمانية جديدة بقيادة مختلفة تفهمت الوضع الدولي والسياسي للداخل التركي .

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية