خامنئي وهنية.. ماذا يريدان؟

خامنئي وهنية.. ماذا يريدان؟

خامنئي وهنية.. ماذا يريدان؟


04/04/2024

عبدالرحمن جعفر الكناني

حركة "حماس" بقيادة إسماعيل هنية وضعت القضية الفلسطينية ورقة "رابحة" بيد ولاية الفقيه تستثمرها كما تشاء في إثارة العبث والفوضى في الشرق الأوسط في مسار تنفيذ إستراتيجيتها التوسعية اليائسة.

دخول إسماعيل هنية على رأس وفد "حمساوي" حفاة الأقدام إلى حضرة علي خامنئي دون اعتبار لهيبة وفد رسمي مستقل، لا يلتزم بما يلتزم به الأتباع المؤمنون جهلا بقدسية المكان وألوهية من يقيم فيه، دخول أعلن على الملأ تبعية حركة حماس لـ "حضانة ولاية الفقيه" مجردة من إستقلاليتها، متخلية عن سيادة الهوية الفلسطينية، وإن كانت لا تمثل فلسطين رسميا فممثلها الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها عربيا ودوليا ولها تمثيل رسمي في هيئة الأمم المتحدة ومعظم دول العالم.

اشتدت الأوضاع تأزما بعد دخول "حفاة الأقدام" حضرة "الولي الفقيه"، حماس لم تعد تتحدث إلا عن ضمان ما تريد جنيه من مكاسب جراء مذابح الدم في غزة وطمر وجودها تحت ركامات الخراب، إسماعيل هنية يقف متفاخرا بقوله: "إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها"!

وكأن ذبح 35 ألف فلسطيني في غزة بين امرأة وطفل وشيخ وشاب، وإعاقة أكثر من 70 ألف مواطن، وتجويع مليوني ونصف المليون ممن تبقى حد اللحظة على قيد الحياة، وجعل القطاع غير قابل للحياة الإنسانية ليس هدفا إسرائيليا كان بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة يسعيان إليه سعيا.

تصعيد إعلامي خبيث تشنه قيادات حماس لتجييش الشارع العربي وبث الفتنة التي تهدد أمن واستقرار الأردن وإشعال حرب أهلية في الضفة الغربية وتوسيع دائرة الصراع مع السلطة التشريعية الفلسطينية تنفيذا لإملاءات المرشد علي خامئني التي ألزم حفاة الأقدام بتنفيذها حرفيا.

يعتقد إسماعيل هنية أنه يمتلك شرط الزعامة وله قدرة التأثير على الشعب العربي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب حين يدعوه إلى التظاهر في كل مكان، لكنه ما درى أن الوعي العربي بلغ ذروته، ولم يعد يرى فيه سوى تابعا لـ "ولاية الفقيه" الذي يهدد الوجود العربي غير آبه بمذابح الدم العربي المسال في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن.

كشف الشعب العربي زيف لعبة مزايدات إيران وحماس وما يصبوان إليه عبر محاولات انتزاع مفاتيح القرار الفلسطيني والتستر بمعاداة إسرائيل:

حماس لاهم لها الآن إلا ضمان بقائها حاكما أوحدا لقطاع غزة، والإبقاء على غزة قاعدة مناورة متقدمة لإيران في صراع مزعوم مع إسرائيل يجبر واشنطن وتل أبيب على التفاوض معها ونزع اعترافهما بمناطق نفوذها وإعادة تأهيلها باعتبارها قوة إقليمية مهيمنة في الشرق الأوسط وشريكا لهما.

إيران بعثت برسائل تتضمن طموحاتها بأشكال مختلفة، وقدمت مختلف أوجه العون لأميركا في احتلال العراق وأفغانستان، وإسرائيل في ضرب المفاعل النووي العراقي على سبيل المثال باعترافها الرسمي.

تاريخ سياسي معاصر حافل بتلاقي "الأضداد" وتعاونهم، تسعى إيران في حرب غزة لإحيائه، حين أذنت لوزير خارجيتها الأسبق محمد جواد ظريف بدعوة واشنطن للتفاوض مع طهران حول مستقبل غزة كما تفاوضت معها في اتمام عمليتي غزو العراق وأفغانستان.

ذلك التفاوض الإيراني - الأميركي أنتهى بأن وهبت واشنطن العراق لـ "ولاية الفقيه". فما الهبة التي تنتظرها طهران من التفاوض حول غزة التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها تحت راية "مقاومة حماس"؟

عن "ميدل إيست أونلاين"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية