مساعٍ "مشبوهة" لفتح الطرقات بين الحوثي والإصلاح... اليمن المرتهن لدى "إخوة الدم"

مساعٍ "مشبوهة" لفتح الطرقات بين الحوثي والإصلاح... اليمن المرتهن لدى "إخوة الدم"

مساعٍ "مشبوهة" لفتح الطرقات بين الحوثي والإصلاح... اليمن المرتهن لدى "إخوة الدم"


15/04/2024

ما زالت جماعة الإخوان في اليمن، وذراعها السياسية حزب (الإصلاح)، تمارس عدة أدوار مشبوهة لتعقيد الأزمات، وإطالة أمد الحرب، فضلاً عن صلات خفية وبراغماتية تجري بينهم وبين الحوثي. وثمة تقاطعات تجري بين جناحي الإسلام السياسي في نسختيه السنّي والشيعي باليمن رغم تباينهما الظاهري عقائدياً. 

غزة وتنسيق المصالح بين قوى الإسلام السياسي

ومنذ اندلاع الحرب في غزة تسارعت عملية ووتيرة التفاهمات بين ممثلي الحوثي والإصلاح، الأمر الذي جرى تحت مظلة دعم حماس بعد الهجمات التي شنتها الأخيرة ضد إسرائيل، والتقى ممثلون من الطرفين في مكتب حماس بصنعاء برعاية ممثل الأخيرة معاذ أبو شمالة، الذي اعتبر أنّ هذا اللقاء المشترك يعكس "تطلعات الأمة للوحدة والسير نحو هدفها الأساسي ومؤازرتها في معركتها الراهنة"، موضحاً أنّ "صورة الوحدة في الوفد المشترك ترفع معنويات شعبنا وعزيمته في المعركة ضد العدو الصهيوني".

ونقلت وكالة (سبأ) للأنباء اليمنية عن أبو شمالة قوله: إنّ "عملية طوفان الأقصى جعلت العدو الصهيوني في حالة إرباك، وكشفت ضعفه أمام إرادة المقاومة الفلسطينية، ممّا جعل أمريكا تتدخل بقوتها العسكرية وبوارجها الحربية ومواقفها السياسية لدعم هذا الكيان الغاصب"، لافتاً إلى أنّ "المقاومة اليوم في أفضل حال، وما يزال لديها الكثير من الخيارات الموجعة للعدو في حال استمر في مجازره وسعيه لاجتياح غزة، وهناك مفاجآت". كما أشاد بالاصطفاف العسكري والسياسي لما يُسمّى بـ "محور المقاومة" وقال: إنّ "التحرك الوقائي والمناوشات من قبل محور المقاومة وتحديداً بجنوب لبنان وشمال فلسطين يساهم في إرباك العدو الصهيوني ويخفف الضغط على قطاع غزة". وتابع: "العدو يخشى من تطور الأوضاع في شمال فلسطين وجنوب لبنان إلى الدخول في حرب".

شيار خليل: "إنّ سجل جرائم الإخوان باليمن يتجاوز القتل والنهب وفرض الإتاوات على المدنيين إلى تهيئة الإجواء لحساب الحوثي"

وثمّن مواقف القيادي الحوثي عبد الملك بدر الدين الحوثي، ودعمه أو بالأحرى تنسيقه مع "محور المقاومة في المعركة"، مؤكداً أنّه "أهمّ مواقف محور المقاومة على مستوى المنطقة".

وقد سبق للمجلس الانتقالي الجنوبي أن كشف عن ملابسات ما جرى بين الحوثي والإصلاح، وخبيئة الأهداف التي تخفيها تلك اللقاءات، وهي متمثلة في تبادل الأسرى بمنطقة البيضاء؛ حيث إنّ لدى الحزب الإخواني قيادات جهادية ولديها ارتباطات بتنظيم القاعدة الإرهابي يتعين الإفراج عنهم مقابل تحرير أسرى حوثيين. 

التواصل بين الحوثي وإخوان اليمن... ما القصة؟

وبحسب مصدر سياسي يمني، فإنّ التواصل بين الإخوان والحوثي مستمر منذ فترة، وقد سبق اندلاع الحرب في غزة، ويقول: إنّ "عرّاب هذا التواصل قيادي بالإصلاح هو فتحي العزب"، ويقيم في صنعاء، لافتاً لـ (حفريات) إلى أنّ ثمة عناصر وشخصيات من السلاليين في حزب (الإصلاح) يتماهون مع أبناء عمومتهم الإماميين في صنعاء، ويعملون حتى اللحظة فيما يخدم مشروع الحوثي.

ويقول المصدر الذي فضل عدم ذكر هويته: "نلاحظ ذلك من خلال بعض المواقف المتماهية مع الحوثي، وإن حاولوا أن يعارضوه في بعض المواقف الأخرى، وتكشف صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي هذا التماهي، وأحياناً الشغب والضجيج الإعلامي الذي يمارسونه للتغطية على جرائم الحوثي".

 

منذ اندلاع الحرب في غزة تسارعت عملية ووتيرة التفاهمات بين ممثلي الحوثي وحزب الإصلاح، الأمر الذي جرى تحت مظلة دعم حماس بعد الهجمات التي شنتها الأخيرة ضد إسرائيل.

 

وقبل أيام ذكرت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية، عن مصادر لم تسمّها، أنّ "جماعة الحوثي تواصل ممارساتها العدائية وتفاقم معاناة ملايين اليمنيين عبر إصرارها على إغلاق الطرق الرئيسية، الأمر الذي أدى إلى إعاقة حركة تنقل الجماهير والبضائع بين المحافظات المختلفة. وقالت: إنّ "جهود وساطة فتح الطرق المغلقة منذ أكثر من (10) أعوام توقفت؛ بسبب تعنت جماعة الحوثي التي وضعت شروطاً تعجيزية لفتح طريق مأرب نهم صنعاء".

وكشف القيادي بحزب (الإصلاح) عبود الشريف أنّ أبناء قبيلة جهم أكدوا "أنّهم سيوقعون وثيقة فيما بينهم على فتح خط صرواح، وبشروط ووجوه بينهما، على أن تسحب قوات الشرعية وقوات الحوثيين من صرواح، وأن تكون هناك نقطة عسكرية للشرعية في الطلعة الحمراء، ونقطة للحوثيين في أسفل حباب، ويعود النازحون الذين عند الحوثيين والذين عند الشرعية إلى صرواح".

وتابع: "لا يدخل صرواح غير آل جهم، ويمنع دخول صنعاء على المنتمين للشرعية، ويمنع دخول مأرب على المنتمين للحوثيين، وتأمين الخط من نقطة الشرعية إلى نقطة الحوثيين على آل جهم، ويسمح لجميع أبناء الشعب اليمني بالمرور ذهاباً وإياباً". موضحاً أنّه ما يزال في انتظار "الموافقة من سلطتي مأرب وصنعاء". 

وتشير صحيفة (العرب) اللندنية إلى أنّ فتح الطرقات الرابطة بين مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق نفوذ حزب (الإصلاح) أصبح محوراً رئيسياً للتواصل بين الطرفين، في وقت تتحدث فيه مصادر سياسية عن قيام أطراف إقليمية برعاية مباحثات بينهما تتعلق بمسائل أكثر أهمية تتصل بترتيبات تنفيذ خارطة الطريق التي أعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن التوصّل إليها ضمن مراحل إطلاق مسار سياسي لإنهاء الصراع اليمني سلمياً.

وتابع: ما أحرج حزب (الإصلاح) هو تسرّب خبر قيام ممثلين له بمباحثات في إيران بشأن التصالح مع الحوثيين، قالت المصادر إنّها جرت برعاية كلّ من قطر وسلطنة عُمان. وأوكل الحزب لأحد قيادييه نفي الخبر، وقام بشنّ هجوم عنيف على الحوثيين اتهمهم فيه بعرقلة أيّ جهود للسلام، وبالاستعداد لاستئناف القتال على الجبهات الهادئة منذ قرابة عامين".

وقد نفى رئيس الدائرة الإعلامية في حزب (الإصلاح) علي الجرادي وجود أيّ لقاءات أو اتصالات من قبل حزب (الإصلاح) مع الحوثيين بصورة منفردة. وقال في منشور على منصّة (إكس): "‏حزب الإصلاح جزء من مؤسسات الشرعية اليمنية، وضمن مكوناتها السياسية وأحزاب التحالف الوطني وقواها السياسية والميدانية، ولديه رؤية سلام معلنة وواضحة تقوم على مخرجات الحوار الوطني والتوافقات السياسية والقرارات الدولية".

واتهم الحوثيين بـ "تحشيد مقاتليهم على جبهات مأرب وشبوة والساحل الغربي"، وقال: إنّ حديثهم عن السلام "مجرد تكتيك"، و"لذلك يلجؤون إلى الحروب...، وكلما هدأت موجة قتال، أشعلوا موجة جديدة". وتابع: "الذي يرفض فتح طريق للمسافر، ويرفض صرف راتب موظف منذ (9) أعوام، ويحشد الأطفال لجبهات القتال، ويُخرج الأكاديميين والباحثين لدورات القتال، هو أبعد ما يكون عن السلام".

وفي حديثه لـ (حفريات) يقول الصحفي المختص في قضايا الإسلام السياسي شيار خليل: إنّ سجل جرائم الإخوان باليمن يتجاوز القتل والنهب وفرض الإتاوات على المدنيين إلى "تهيئة الإجواء لحساب الحوثي وتبادل المصالح معهم للارتزاق من الحرب والفوضى"، لافتاً إلى عدة مساعٍ تخريبية يقوم بها قادة الإصلاح وبالتحالف مع الحوثي، وآخرهم رئيس الحزب الإخواني بمأرب مبخوت عبود الشريف. 

وتابع: "يسعى عبود الشريف إلى طرح مبادرة "مشبوهة"، ظاهرها إحداث انفراجة إثر فتح الطريق الواصل بين مأرب وصنعاء، لكنّ باطنها هو وجود تفاهمات خفية مع الحوثي وآخرين لفرض السيطرة بين الطرفين، وإدارة مناطق النفوذ، واقتسام المصالح لفرض أجندة الإرهاب والابتزاز، كما يجري في مناطق سيطرة الطرفين". 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية