أردوغان يعود إلى "خصوم الماضي" بسياسة جديدة

أردوغان يعود إلى "خصوم الماضي" بسياسة جديدة

أردوغان يعود إلى "خصوم الماضي" بسياسة جديدة


21/09/2023

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ في تنفيذ نهج جديد في سياسة بلاده الخارجية، وقرر العودة إلى "خصوم الماضي"، وتجلى ذلك في لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على هامش مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويرى خبراء أن الرئيس التركي منذ فوزه بالرئاسة لفترة جديدة في نهاية مايو (آيار) الماضي، والسياسية الخارجية لتركيا تتغير تماماً، وتعود لفكرة الدبلوماسية الهادئة، التي تسعى لتحقيق المصالح المتبادلة بين الأطراف المختلفة.

تقارب متوقع

وقال الباحث المتخصص في الشأن التركي الدكتور سعيد كرم إن الاجتماع بين أردوغان ونتانياهو ليس لقاءاً استثنائياً، وإنما لقاء يحمل خصوصية محددة، ويأتي في سياق التقارب الذي حدث مؤخراً بين أنقرة وتل أبيب، وذلك بعد تسوية قضية السفينة مرمرة، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نهاية العام الماضي.

وأوضح كرم أن اللقاء يحمل دلالات كثيرة، وأول هذه الدلالات هو تأكيد حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية بينهما خلال الفترة المقبلة، والدلالة الثانية توظيف اجتماع الأمم المتحدة لتعزيز فرص مد خط الغاز المقترح لنقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر تركيا، ولكن لم يتم اكتمال المشروع بسبب الخلافات التي نشبت بين الجانبين، ويمكن الاتجاه لاستثمار هذا اللقاء لتجاوز تلك العقبات.

وتسلم أردوغان في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أوراق اعتماد إيريت ليليان، سفيرة إسرائيل الجديدة لدى تركيا، بعد فترة من توتر العلاقات بين البلدين.

تسوية القضية الفلسطينية

الأمر الآخر الذي أشار له الباحث في الشأن التركي الدكتور كرم سعيد هو رغبة أردوغان في تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وتصدير صورة ذهنية للعالم العربي أنه يعمل ويتبنى سياسة بعيدة عن الصدامية، وتعتمد على فكرة الوساطة والدبلوماسية الهادئة لوقف النزاع بين فلسطين وإسرائيل.
وأشار سعيد إلى أن تركيا تبنت خطاباً متشدداً تجاه العنصرية الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، وفي ضوء ما حدث يريد أردوغان توجيه رسالة إلى إسرائيل أنه سيتبنى سياسة هادئة فيما يتعلق القضية الفلسطينية.
وأوضح كرم أنه في المقابل سيعمل نتانياهو على استغلال هذا اللقاء للتحايل على ما حدث في قضية التعديلات القضائية، وأن حكومته قادرة على تبني سياسة خارجية ناجحة.

وبعد توتر دام سنوات، بدأت تركيا وإسرائيل في تحسين العلاقات في نهاية العام الماضي، عبر زيارات رفيعة المستوى شملت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ لأنقرة.

وبعد فوز نتانياهو بالانتخابات الأخيرة، اتفق نتانياهو وأردوغان على "العمل سوياً لإرساء حقبة جديدة في العلاقات"، على أساس احترام المصالح المشتركة.

وتوترت العلاقات بين إسرائيل وتركيا، الدولتين اللتين كانتا حليفتين إقليميين مقربين لأكثر من عقد، حيث طردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب غارة إسرائيلية عام 2010 على سفينة مساعدات متجهة إلى غزة، ما أسفر عن مقتل 10 مواطنين أتراك.

واستأنف الجانبان العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، لكن بعد ذلك بعامين استدعت تركيا سفيرها من إسرائيل، وطردت المبعوث الإسرائيلي عندما قتلت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين، الذين شاركوا في احتجاجات في قطاع غزة.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية