أسرار مسيّرة حزب الله: الإرهاب الطائر يعصف بالمنطقة

أسرار مسيّرة حزب الله: الإرهاب الطائر يعصف بالمنطقة


08/01/2022

الذين أطلقوا على طائرات "الدرون" المسيّرة التي يستعملها حزب الله بأنها "إرهاب طائر" كانوا على حق، فالحزب يتوسع في حركته العسكرية والجاسوسية، بحيث أصبح يهدد لا الدولة اللبنانية فحسب، بل الإقليم بأكمله، بسبب سياساته التوسعية الاستفزازية وتدخلاته في إسناد مشاريع انقلابية، ودعم الطغاة ضد شعوبهم.

ميليشيات حزب الله بدأت بحفر أقبية في قاعدة يتمركز فيها خبراء وعناصر تابعون لها في سوريا، كما عمد حزب الله إلى إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في أقبية

إسرائيل التي أسقطت طائرة مسيّرة، وأعلنت عن ذلك مؤخراً، أعربت محافل أمنية رفيعة فيها عن قلقها العارم من التطوّر الكبير الذي يشهده حزب الله في مسألة الطائرات بدون طيّار، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ هذه الطائرات ستكون من أهّم الأسلحة في الحرب القادمة التي قد تندلِع بين حزب الله وإسرائيل، كما أفاد تقريرنشره موقع "رأي اليوم" المقرب من حزب الله، وما يعرف بـ"محور المقاومة والممانعة".

جمع المعلومات الاستخباريّة

ونقل الموقع عن خبير الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، عاموس هارئيل، قوله إنّ استخدام الطائرات المُسيّرة هدفه الأساسيّ جمع المعلومات الاستخباريّة، وأيضاً تنفيذ عمليات عسكريّة تتطلّب الدقّة، وأنه في الاحتكاك اليوميّ بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ يقوم حزب الله باستخدام الطائرات بدون طيّار لمهمّات جمع معلوماتٍ تكتيكيّة، أيْ جمع المعلومات للتحضير لتنفيذ عمليات عسكريّة دقيقة ضد إسرائيل.

إقرأ أيضاً: خطاب نصرالله... مرافعة دفاعية بلا أدلة

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أنه أسقط مؤخراً مسيّرة تابعة لحزب الله، كانت تحوي صوراً سرية يبدو أنها للقوات الخاصة التابعة للحزب خلال تمرين خاص بتشغيل طائرات مسيّرة

أحد مشغّلي حزب الله كما كشفت الطائرة المسيّرة التي أسقطتها إسرائيل

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تمكنت قوات جيش الدفاع، في الأشهر الأخيرة، من إسقاط مسيرة لحزب الله الإرهابي عبرت الحدود تجاه السيادة الإسرائيلية واستخدمت لغايات استخباراتية وجمع معلومات"، معلناً أنّ "المسيّرة احتوت على صور من تمرين لقوة عسكرية تابعة للحزب تتدرب على تقنية استخدام الطائرات المسيّرة، أظهرت صور مشغليها من عناصر الحزب".

وسُجل ارتفاع في عدد مسيّرات حزب الله التي أسقطتها القوات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، حيث تفيد مصادر إلى أنّ الحزب يمتلك الكثير منها.

2000 طائرة مسيّرة

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنّ حزب الله "يمتلك حوالي 2000 طائرة من دون طيار، بعضها مطور في إيران وبعضها الآخر صنّعها الحزب بنفسه".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الحزب يستخدم هذه الطائرات منذ تسعينات القرن الماضي، واستخدم بعضها في سوريا، وضد إسرائيل".

وأكدت أنه "حتى قبل الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان في عام 2006، سبق للحزب إطلاق طائرات دون طيار باتجاه إسرائيل، فيما أطلق أثناء الحرب نفسها عدة طائرات ضاربة دون طيار باتجاه إسرائيل".

"جيروزاليم بوست": حزب الله يمتلك حوالي 2000 طائرة مسيّرة

كما سبق للحزب أن أطلق مثل هذه الطائرات في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2012، وصلت إلى منطقة النقب في الجنوب الإسرائيلي قبل أن تعترضها طائرات سلاح الجو الإسرائيل، بحسب الصحيفة الإسرائيلية التي لفتت إلى أنّ الحزب "امتلك 200 طائرة دون طيار إيرانية الصنع، حتى عام 2013، وبمرور الوقت، وبمساعدة إيرانية، زاد الحزب اللبناني أعداد هذه الطائرات بشكل كبير".

إقرأ أيضاً: حزب الله يبدد الأجواء الإيجابية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان.. ماذا فعل؟

وتوقعت أن يستخدم حزب الله هذه الطائرات "بشكل كاميكازي (انتحاري)، في هجمات على أهداف إستراتيجية تابعة للجيش الإسرائيلي".

وأكدت الصحيفة أنّ الحزب "نجح في تطوير نماذج مختلفة من الطائرات دون طيار، مثل "شاهد" و"صامد" و"مهاجر" (KAS-04) فضلاً عن امتلاكه العشرات من الطائرات المسيّرة المدنية الأصغر التي تصنعها الصين، ويمكن استخدامها في تصوير وحمل وإلقاء القنابل".

حزب الله نجح في تطوير نماذج مختلفة من الطائرات دون طيار، مثل "شاهد" و"صامد" و"مهاجر" (KAS-04) فضلاً عن امتلاكه العشرات من الطائرات المسيّرة المدنية الأصغر التي تصنعها الصين

وفي السياق ذاته، كانت مصادر إسرائيليّة أبلغت صحيفة (هآرتس) بأنّ حزب الله بواسطة هذه المُسيّرات بمُراقبة نشاط الجيش الإسرائيليّ على طول الحدود مع لبنان، وفي مُقدّمتها قوّة الجيش في الردّ على عمليات الحزب.

وحدة الرضوان

ولفتت المصادر إلى أنّ وحدة (الرضوان) التابعة للحزب، والتي تُعتبر من أهّم الوحدات النخبويّة في حزب الله وأكثرها سريّةً، بحسب "رأي اليوم" هي التي تقوم بمهمة تفعيل المُسيّرات، وأنّ نشاطها ازداد كثيراً في السنوات الأخيرة بعد إعادة أفرادها من سوريّة.

وأوضحت المصادر أيضاً أنّ حزب الله يستخدم اليوم طرق وأساليب حربيّة كان قد تعلّمها من الجيشيْن الروسيّ والإيرانيّ خلال مُشاركته في الحرب التي كانت دائرةً في سوريّة، لافتةً إلى أنّ الأطراف المُتحاربة في سوريّة استخدمت الطائرات بدون طيّار لإلقاء القنابل اليدويّة والمُتفجرّات من الجو.

إقرأ أيضاً: حزب الله إذ يساعد ماكرون كي يصبح "بطل لبنان الخارق"

وشدّدّ التلفزيون العبريّ شبه الرسميّ (كان) في تقاريره المُوسّعة عن الطائرات المُسيرّة على أنّ الصور التي تمّ عرضها تُعزز الإدراك الذي يفيد أننّا في المرّة القادمة سنُواجه على الحدود حزب الله مختلفاً تماماً، عن الذي عرفناه في العام 2006، على حدّ وصفه.

أحد عناصر حزب الله كما كشفت الطائرة المسيّرة التي أسقطتها إسرائيل

وتابع التلفزيون قائلاً: "سنُواجِه حزب الله مدرباً أكثر مع تجهيزات مختلفة" مُضيفاً أنّه في الواقع "لم يعد حزب الله منظمة بل جيشاً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى"، وفق التلفزيون الإسرائيلي.

وينظر إلى حزب الله على أنه يمثل حالة شاذة لا مثيل لها في العالم، فهو يعمل في دولة لها جيش، لكنّ جيشه أقوى من الجيش الرسمي، وهذا جزء من المخطط الإيراني للهيمنة على لبنان، والتوسع نحو سوريا واليمن والعراق وقطاع غزة.

إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية في سوريا

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ حزب الله بدأ بعمليات حفر وتوسعة لقاعدة عسكرية قديمة كانت تتخذها قوات النظام السوري سابقاً للتدريب على استخدام طيران الاستطلاع وتدريب عناصر المخابرات الجوية على الرمي، في منطقة تقع قرب بلدة خربة الورد بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، ويتواجد فيها الحزب منذ العام 2015.

وأفاد موقع "واللا" walla الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، بقصف العشرات من الأهداف التابعة لحزب الله.

وبحسب المعلومات، التي أوردها تلفزيون "الحدث"، فإنّ ميليشيات حزب الله بدأت بحفر أقبية ضمن القاعدة التي يتمركز بها خبراء وعناصر تابعون لها.

كما عمد حزب الله إلى إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في أقبية كان حفرها سابقاً خوفاً من استهدافها من قِبل إسرائيل.

إقرأ أيضاً : مؤتمر دولي مقبل يكشف أسرار علاقة حزب الله بعصابات أمريكا اللاتينية

وطرد عناصر الحزب الفلاحين الذين كانوا يترددون إلى أراضيهم الواقعة قرب القاعدة، خشية تصوير عمليات الحفر التي تجري على قدم وساق.

وفي سياق متصل، أفاد المرصد بأنّ شحنات من الأسلحة والذخائر وقطع لتصنيع الطائرات المسيّرة وصلت إلى مطار الديماس العسكري في ريف دمشق الغربي، بعد نقلها من مطار التيفور في ريف حمص، إذ بات مطار الديماس العسكري خاضعاً لسيطرة إيران وميليشياتها بشكل شبه كامل خلال الفترة الأخيرة.

كما كشف أنّ خبراء من الحرس الثوري الإيراني وبعض الخبراء التابعين لحزب الله ممن تدربوا في إيران، يتواجدون في المطار المذكور.

النشاط التخريبي في اليمن

النشاط التخريبي لحزب الله لا يقتصر على سوريا، فقد نشر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أواخر الشهر الماضي، أدلة مادية جديدة تؤكد تورط ميليشيات حزب الله، في التخطيط والدعم لميليشيات الحوثي.

وعرض المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي، مقاطع فيديو تؤكد وجود قادة من ميليشيات حزب الله في اليمن.

وفي أحد مقاطع الفيديو يظهر قيادي في ميليشيات الحزب، وهو يتحدث إلى القيادي في ميليشيات الحوثي ورئيس جهاز مخابراتها العسكري أبو علي الحاكم، بشأن السيطرة على محافظة الحديدة وسواحل البحر الأحمر غربي اليمن.

إقرأ أيضاً : ألمانيا تواصل ملاحقة كل ما يمت بصلة لحزب الله اللبناني

وفي مقطع آخر يظهر القيادي اللبناني يقوم بتركيب متفجرات في طائرة مسيّرة قبل إطلاقها نحو أهدافها، وذكر التحالف العربي أنّ الحادثة كانت في مطار صنعاء.

وقال القيادي إنّ سبب وصول القوات اليمنية إلى مطار الحديدة ومناطق أخرى في مدينة الحديدة كان بسبب "الخلافات بين القادة الحوثيين"، مضيفاً: "أنه لولا الهدنة التي حدثت برعاية الأمم المتحدة كانت الحديدة سقطت من أيدينا".

ويشير القيادي في حزب الله أثناء حديثه إلى أنّ "الحرب السورية قربت تنتهي، والمجاهدين (يقصد عناصر الحزب والجماعات الموالية لإيران) أغلبهم سيأتون إلى اليمن".

ويوضح القيادي في ميليشيات حزب الله أنّ البحر الأحمر هو طريق وصول الدعم، مضيفاً: "إذا خسرنا البحر سنخسر الدعم ولن يتمكن المجاهدون من الوصول إلينا، لقد بدأنا نرتب صفوفنا ونحشد المجاهدين إلينا".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية