إخوان اليمن يتلقون ضربة قاصمة... هل نجحت ألوية العمالقة في إقصائهم؟

إخوان اليمن يتلقون ضربة قاصمة... هل نجحت ألوية العمالقة في إقصائهم؟


31/05/2022

أثار تسلُّم قوات ألوية العمالقة الجنوبية مهام حماية شركة جنة هنت النفطية في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، الذي يُعدّ من أكبر الحقول، فرحة عارمة في أوساط الجنوبيين، كون هذا الأمر يحفظ ثروات الجنوب من أن تطالها عمليات سطو من قِبل الميليشيات الإخوانية.

وتسلّمت قوات اللواء السادس عمالقة مهام حماية الحقل النفطي من قوات اللواء (107) التابعة للميليشيات الإخوانية قبل يومين.

وأوضح اللواء، في بيان نشره في صفحته الرسمية على "فيسبوك" أمس، أنّ استلام قوات العمالقة مهام حماية القطاع جاء بموجب طلب محافظ شبوة إلى مجلس القيادة الرئاسي، الذي بدوره وجّه الحكومة وقيادة الأركان العامة بتشكيل لجنة استلام وتسليم بين قوات اللواء الخامس عمالقة، وقوات اللواء (107) مشاة الموالي لعلي محسن الأحمر وقيادات موالية لحزب الإصلاح.

وأضاف: إنّ "اللجنة المشكلة من قبل وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة أشرفت بمعية وكيل محافظة شبوة علي الحجري الحارثي على عملية الاستلام والتسليم".

وبحسب المكتب الإعلامي، فإنّ اللواء الخامس عمالقة استلم جميع المواقع العسكرية والنقاط الأمنية حول قطاع جنة هنت النفطي، بحضور مدير عام مديرية عسيلان ناصر القحيح الحارثي.

ونقل عن محافظ المحافظة قوله: إنّ "هناك استعدادات وتجهيزات نهائية لتشغيل حقل جنة النفطي، الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأشهر المقبلة".

اللواء الخامس عمالقة استلم جميع المواقع العسكرية والنقاط الأمنية حول قطاع جنة هنت النفطي

وبحسب المكتب الإعلامي، فإنّه من المتوقع أن ينتج قطاع جنة النفطي في المرحلة الأولى نحو (35) ألف برميل نفط يومياً.

وقد مثّلت هذه الخطوة نقلة نوعية في مسار تأمين حقول وآبار الجنوب، في خطوة يقول محللون إنّها الأولى من نوعها منذ شنّ الاحتلال الإخواني عدوانه الغاشم على الجنوب، وفق ما نقل موقع "يمن نيوز".

 

قوات اللواء (107) مشاة الموالي لعلي محسن الأحمر وقيادات موالية لحزب الإصلاح ترضخ لتوجيهات المجلس الرئاسي

 

مع الاحتفاء الجنوبي بهذه الخطوة المهمّة، أثير العديد من المطالب بأن يتم توسيع الأمر ليشمل كذلك كلّ المناطق في الجنوب، وتحديداً في حضرموت وشبوة، في ظل استمرار الميليشيات الإخوانية في جرائم السطو على نفط الجنوب، حسبما أورده موقع "اليمن العربي".

وبسط السيطرة الأمنية على آبار وحقول النفط الجنوبية من شأنه أن يتيح مجالاً آمناً وراسخاً لتقوية الوضع الاقتصادي في الجنوب من خلال جذب العديد من الاستثمارات، في ظل القدرات الاقتصادية والفرص الضخمة التي يملكها الجنوب، وتحسين المستوى المعيشي لسكان تلك المناطق.

توسيع دائرة حفظ الأمن في كلّ حقول النفط الممتدة في أرجاء الجنوب بشكل كامل أمرٌ من شأنه أن يبعث برسالة سياسية لأعداء الجنوب، بأنّه عازم على المحافظة على ثرواته والحيلولة دون مساعي الفصائل الإرهابية من أن تستهدف هذه الثروة الكبيرة.

يطالب سكان حضرموت منذ أشهر بضرورة خروج المنطقة الثانية، وتولي قوات من أبناء المحافظة تأمين حقول النفط

ووفقاً لموقع "الشمس نت" المحلي، فإنّ السيطرة الأمنية الجنوبية على حقول النفط ستكون بمثابة ضربة قاصمة لعلي محسن الأحمر الذي ظلّ لفترة طويلة يستهدف السيطرة على حقول النفط في الجنوب عبر إطلاق أذرعه لنهب وتهريب هذه الثروة، بما في ذلك إلى مناطق سيطرة الحوثيين ضمن التنسيق والتقارب المستمر بينهما.

 

استعدادات وتجهيزات نهائية تجري لتشغيل حقل جنة النفطي، الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأشهر المقبلة بقوة إنتاجية تقدّر بـ (35) ألف برميل نفط يومياً

 

وحسبما أوردت صحيفة العرب اللندنية، فإنّ الخطوة تأتي في سياق ترتيبات جديدة تستهدف المزيد من تمكين مجلس القيادة الرئاسي، وسحب البساط من تحت أقدام القوات الموالية لحزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، التي نجحت خلال الأعوام الماضية في فرض سيطرتها على معظم حقول النفط في جنوب البلاد، ممّا مكنها من الاستفادة سياسياً ومادياً من هذه الورقة.

وسيطرة ألوية العمالقة على حقول النفط في شبوة خطوة مهمّة في سياق تثبيت سلطة مجلس القيادة الرئاسي على موارد البلاد، خاصة أنّ المجلس يضع تحسين الوضع الاقتصادي في اليمن كإحدى أبرز أولوياته خلال المرحلة الحالية، وذلك لن يتحقق دون السيطرة الكاملة على موارد النفط والغاز.

مثّلت هذه الخطوة نقلة نوعية في مسار تأمين حقول وآبار الجنوب

وقد حذّر مراقبون من أنّ عملية بسط السيطرة على حقول النفط في جنوب البلاد قد تجابه بالمزيد من العمليات الأمنية التي تستهدف المدن الجنوبية؛ ذلك أنّ حزب الإصلاح لن يقبل بالتنازل أو التسليم بالواقع الجديد في الإقليم، لا سيّما أنّ خطوات تأمين المنشآت وحقول النفط لن تقف عند شبوة، بل ستطال محافظة حضرموت، حيث تسيطر المنطقة العسكرية الثانية التابعة للإخوان عليها، ممّا سيحرم الحزب من مصادر تمويل ضخمة.

ويطالب سكان حضرموت منذ أشهر بضرورة خروج المنطقة الثانية، وتولي قوات من أبناء المحافظة تأمين حقول النفط.

ويشير المراقبون إلى أنّ الترتيبات الجارية بشأن حماية المنشآت النفطية خطوة مهمة، وهي بكلّ تأكيد تحظى بغطاء داعم من قبل التحالف العربي، وأنّ أيّ خطوات من قبل القوات الموالية للإخوان لإعاقة سيطرة المجلس الرئاسي ستجابه بموقف حاسم من التحالف.

وكان اليمن يضخ حوالي (127) ألف برميل يومياً من النفط، لكنّ الحرب تسببت في تقلص إنتاج الطاقة ليصل إلى حوالي (60) ألف برميل يومياً.

وقد اضطرت عدّة شركات نفط عالمية إلى إيقاف نشاطها في اليمن إثر نشوب الصراع، قبل أن تعاود العمل في بعض المحافظات ومن بينها حضرموت.

 

مراقبون يُحذّرون من أنّ السيطرة على حقول النفط قد تجابه بالمزيد من العمليات الأمنية، حيث إنّ حزب الإصلاح لن يقبل بالتنازل أو التسليم بالواقع الجديد

 

هذا، وكانت ألوية العمالقة قد أعلنت في 10 كانون الثاني (يناير) الماضي تحرير كامل محافظة شبوة النفطية جنوب شرقي البلاد من جماعة الحوثي.

وتوجهت ألوية العمالقة في بيان صدر عنها آنذاك بالشكر للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد مارست جماعة الإخوان في شبوة قمع المعارضة بشتى السبل، وألقت بالشباب اليمني في غياهب المعتقلات والسجون السرّية التي شيدها الإخوان خارج إطار سلطة الدولة، ومضت الميليشيات في تنظيم عمليات خطف ممنهجة، وفق تقارير المنظمات المحلية والدولية، فعلى سبيل المثال، أعلنت منظمة فرونت لاين البريطانية المختصّة بحقوق الإنسان، في تقريرها الصادر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عن وقوع نحو (1200) جريمة انتهاك لحقوق المدنيين في محافظة شبوة، منذ آب (أغسطس) 2019، بالتزامن مع سيطرة الإخوان على المحافظة، في أعقاب انسحاب قوات النخبة الشبوانية، بالإضافة إلى تزايد وتيرة التواطؤ بين الإخوان وميليشيا الحوثي الانقلابية، التي أخذت صورة شبه علنيّة.

كلّ هذه الأسباب مجتمعة أدّت إلى انفجار الشارع اليمني بالغضب، لا سيّما في المناطق التي يسيطر عليها الإخوان، واندلعت في شبوة على وجه الخصوص احتجاجات غير مسبوقة، للمطالبة بإقالة المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو، الذي حمّله المتظاهرون المسؤولية عن تردّي أوضاع المحافظة، بالإضافة إلى تجاوزه اختصاصات عمله.

مواضيع ذات صلة:

قبل أيام من انتهاء الهدنة في اليمن.. ارتباك الحوثي وتراجع نفوذ الإخوان

اليمن بين تلغيم الأرض وتفخيخ العقل... ونيران الحوثي تمتد إلى المساجد

مجلس القيادة الرئاسي اليمني.. مهام ثقيلة في لحظة فارقة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية