مستغلين الحرب الإسرائيلية على غزة... الإخوان يعودون إلى الشارع الألماني

مستغلين الحرب الإسرائيلية على غزة... الإخوان يعودون إلى الشارع الألماني

مستغلين الحرب الإسرائيلية على غزة... الإخوان يعودون إلى الشارع الألماني


29/04/2024

 

استغلت جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا الحرب الإسرائيلية على غزة، والزخم المرافق للأحداث عالمياً، للعودة إلى الشارع الألماني، وممارسة نشاطاتها بكل حرية، ووصفت كل من يعارضها بأنّه مؤيد للإبادة الجماعية التي تحدث في القطاع. 

 

ووفق ما نقلت صحيفة (العين الإخبارية)، فقد خرج أكثر من (1000) شخص في مظاهرة مثيرة للجدل في مدينة هامبورغ وسط ألمانيا أول من أمس، رفعت شعارات جماعة الإخوان، مثل "الخلافة هي الحل"، متخفية خلف شعار دعم غزة.

 

وشارك المتظاهرون في المسيرة بحي سانت جورج في هامبورغ، احتجاجاً على "رهاب الإسلام في السياسة والإعلام"، وظهرت شعارات مثل "ألمانيا ديكتاتورية القيم"، و"الخلافة هي الحل؟ على الملصقات التي رفعها المشاركون.

 

وجرى تأمين المسيرة من قبل وحدة كبيرة من الشرطة، ولم تقع أيّ حوادث، وقدّرت الشرطة عدد المشاركين بـ (1100) شخص.

 

خرج أكثر من (1000) شخص في مظاهرة مثيرة للجدل في مدينة هامبورغ وسط ألمانيا، رفعت شعارات جماعة الإخوان.

 

 

اللافت هنا أنّ منظم هذه المظاهرة، التي تهز على ما يبدو الأوساط السياسية الألمانية، قريب من مجموعة "مسلم إنتراكتيف" النشطة على الإنترنت بالأساس، لكنّها تخرج بشكل منظم للغاية إلى الشوارع منذ أعوام قليلة، وفق المعلومات الواردة من مكتب حماية الدستور في هامبورغ.

 

وتعليقاً على ذلك قالت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيسر لصحيفة (تاغس شبيغل): إنّ "من الصعب تحمّل رؤية مثل هذه المظاهرة"، مضيفة: "من الجيد أنّ شرطة هامبورغ تصدت للمخالفات الجنائية بوحدة كبيرة".

 

كما علّق سياسيون آخرون على التجمع، ودعا عضو البرلمان عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كريستوف بلوس إلى حظر مجموعة "مسلم إنتراكتيف"، وكتب على منصة (إكس) أنّ التحالف الحاكم "يجب ألّا يستخف بالإسلام الراديكالي".

 

وكتب وزير الشؤون الاقتصادية في ولاية بافاريا الألمانية هوبرت أيوانغر على منصة (إكس): "يجب حلّ مثل هذا التجمع المناهض للدستور الذي يهدف إلى إلغاء الديمقراطية وحقوق الإنسان".

 

منظّم هذه المظاهرة التي تهز على ما يبدو الأوساط السياسية الألمانية قريب من مجموعة (مسلم إنتراكتيف) النشطة على الإنترنت بالأساس.

 

أمّا الصحفية الألمانية الأيزيدية والناشطة الحقوقية الألمانية دوزين تكال، فقد قالت: "هؤلاء الأشخاص لا يهتمون بغزة أو بمعاناة الفلسطينيين، إنّهم يحدثون شرخاً في مجتمعنا وديمقراطيتنا. يجب أن يتوقف هذا الأمر."

 

ويرتدي عناصر المجموعة عادة زيّاً موحداً؛ قبعات سوداء ذات نقش مميز، وقمصاناً تحمل الرمز نفسه واسم الحركة، وكلّها باللون الأسود.

 

وبدأت المجموعة الجديدة تنظيم نفسها في 2020، وأنتجت مقاطع فيديو شديدة الاحترافية، تستغل من خلالها مشاهد ووقائع ضد المسلمين، لحشد التأييد وجذب أعضاء جدد.

 

كما لعبت الحركة على وتر تزايد الهجمات والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا على وجه التحديد.

 

وينسب مكتب حماية الدستور، "الاستخبارات الداخلية"، المجموعة الجديدة إلى حزب التحرير المحظور في ألمانيا منذ عام 2003، المنبثق عن جماعة الإخوان.

 

وقال تقرير نشرته صحيفة (هامبورغر أبندبلات): إنّ زعيم المجموعة الشاب جو أدادي بواتينغ، الذي يطلق على نفسه اسم رحيم بواتينغ، البالغ من العمر (25) عاماً، يدرس ليكون مدرساً في جامعة هامبورغ، لكنّه مؤثر إسلاموي على (إنستغرام وتيك توك).

 

ويستهدف بواتينغ و(مسلم إتراكتيف)، "المسلم التفاعلي"، الشباب المسلم في ألمانيا على وجه التحديد، ويتناولان المشاكل اليومية مثل التمييز. ثم يقدمان الحل الذي يُفترض أن يكون بسيطاً بالاختيار بين اللغة الألمانية أو اللغات الإسلامية، والقرآن أو القانون الأساسي "الدستور".

 

مكتب حماية الدستور، "الاستخبارات الداخلية"، ينسب المجموعة الجديدة إلى حزب التحرير المحظور في ألمانيا منذ عام 2003، المنبثق عن جماعة الإخوان.

 

وفي سياق متصل، فإنّ تنظيم الإخوان يملك وجوداً قوياً في ألمانيا، وتُعدّ الجالية المسلمة الألمانية أهم منظمة لمؤيدي الجماعة في البلاد، وهناك أيضاً هياكل تنظيمية قريبة من تنظيم الإخوان على المستوى الأوروبي، وفق تقرير نشره مكتب حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا "غرب ألمانيا" الشهر الماضي.

 

وأكد أنّه "بالإضافة إلى الجالية المسلمة الألمانية (دي إم جي)، هناك العديد من المؤسسات والجمعيات الأخرى التي تُعدّ قريبة من إيديولوجية تنظيم الإخوان، على الرغم من أنّه ليس لديها أيّ علاقة تنظيمية أو على الأقل علاقة فضفاضة جداً بهياكل (دي إم جي).

 

وأضاف التقرير: أنّه "في ولاية شمال الراين وستفاليا يمكن رؤية نفوذ تنظيم الإخوان من بين أمور أخرى، في مسجد الرحمن في مونستر الذي يديره المركز الثقافي الإسلامي"، لافتاً إلى وجود (320) عنصراً قيادياً للتنظيم في الولاية.

 

التقرير وضع يديه على أنماط نشاط الإخوان، ففضلاً عن التنظيمات والمساجد يلجأ التنظيم إلى توسيع دائرة ظهوره على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الصفحات الناطقة بالألمانية، لتكثيف دوائر تأثيره، وتموّل أنشطته بالتبرعات وكذلك النشاط في قطاعات اقتصادية.

وعن أهداف التحركات الإخوانية في ألمانيا، قال التقرير: "هدف الممثلون المحليون لتنظيم الإخوان في البداية إلى دعم جهود الشبكة في الدول الإسلامية انطلاقاً من ألمانيا، فضلاً عن بناء النفوذ"، مضيفاً: "ولتحقيق هذه الأهداف ينتهج الإخوان نهجاً معتدلاً" في الظاهر.

 

التقرير ذكر أيضاً أنّ "تنظيم الإخوان هو أصل الإسلام السياسي الحديث، وهي إيديولوجية متطرفة يشار إليها أيضاً باسم الإسلاموية"، مضيفاً: "تسعى الجماعة إلى تحقيق هدف فرض نظام قائم على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية في الدول الإسلامية".

 

ووضع التقرير يده على تكتيكات جماعة الإخوان لتحقيق هدفها، وقال: "يقبل الإخوان الانخراط في نظام دستوري ديمقراطي علماني في أفضل الأحوال، كوسيلة لتنظيم الانتقال إلى نظامهم السياسي الخاص، ويتبعون استراتيجية الأسلمة من الأسفل، التي تخاطب في البداية الفرد، وتهدف إلى إحداث تغيير في الوعي".    

 

الاستخبارات: يهدف الممثلون المحليون لتنظيم الإخوان إلى دعم جهود الشبكة في الدول الإسلامية انطلاقاً من ألمانيا، فضلاً عن بناء النفوذ.

 

وأوضح التقرير: "ومن ثمّ يكون للأفراد الذين يتم تدريبهم بهذه الطريقة تأثير على المجتمع لضمان اقترابه من أفكار تنظيم الإخوان على المدى الطويل، أو على الأقل خلق مساحات معينة لفكر الحركة".

 

وقد فنّد مكتب حماية الدستور مزاعم تلك الجمعيات التابعة للتنظيم الإخواني على أنّها منظمات إسلامية دينية تدافع عن حق المسلمين في المشاركة بالمجتمع".

 

 وقال: "أفكار الإخوان تتعارض مع النظام الديمقراطي الليبرالي، وينبغي اعتبارها متطرفة"، وأضاف: "لذلك تخضع هياكل التنظيم في ألمانيا للمراقبة الاستخباراتية باعتبارها جهداً متطرفاً".

 

وحول تمويل الجماعة في ألمانيا أفرد (المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات) دراسة كاملة عن الموضوع، مؤكداً تزايد عدد قيادات جماعة الإخوان في ألمانيا، لتصل إلى (350) في بداية العام 2022. وتملك جماعة الإخوان المسلمين مواقع إلكترونية وظهوراً متزايداً على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الألمانية.

 

وكشفت الدراسة أنّ للإخوان الكثير من المنظمات في ألمانيا، كمنظمة الإغاثة الإسلامية، وجمعية إنسان، ومركز الثقافة والتعليم الإسلامي في برلين، ومركز اجتماعات وتدريب (النساء المسلمات) ومقره في كولونيا. 

 

مؤسسة (Europe Trust) تُعدّ الأداة المالية الرئيسية للإخوان المسلمين في أوروبا، ويُصنَّف أعضاؤها في ألمانيا على أنّهم من أتباع ما يُسمّى "الطيف الإسلامي".

 

 

أمّا عن مصادر تمويل الإخوان في ألمانيا، فقد قال المركز:  إنّ  مؤسسة (Europe Trust) تُعدّ الأداة المالية الرئيسية للإخوان المسلمين في أوروبا، ويصنَّف أعضاؤها في ألمانيا على أنّهم من أتباع ما يُسمّى "الطيف الإسلامي"، وهي جماعات من الإسلام السياسي تلتزم بالقانون ظاهرياً، ولكنّها تهدف إلى تأسيس مجتمع موازٍ من خلال اختراق مؤسسات المجتمع.

 

وتملك (Europe Trust) هيكلاً يشبه "المافيا"، وسط صعوبات في رصد تعاملاتها المالية، وتتخذ المنظمة من العمل الخيري والتنموي في أوروبا ستاراً لجمع التبرعات وتوفير الموارد لصالح اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، كما تمتلك أصولاً عقارية تزيد قيمتها على (8.5) ملايين جنيه إسترليني، وترسل إيرادات الإيجارات من ممتلكاتها إلى شبكة غير رسمية من المنظمات المرتبطة بالإخوان في جميع أنحاء القارة الأوروبية، لا سيّما ألمانيا، كما تموّل بعض القوى الإقليمية تنظيم الإخوان المسلمين في ألمانيا.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية