إخوان مصر ومعارضو الخارج.. هدير العودة يبتلع ورقة المناورة

إخوان مصر ومعارضو الخارج.. هدير العودة يبتلع ورقة المناورة

إخوان مصر ومعارضو الخارج.. هدير العودة يبتلع ورقة المناورة


16/02/2023

علي الحوفي

خسارات وصفعات متتالية تضرب الإخوان وترفع منسوب التصدع بجدران تنظيم إرهابي تتفاقم مصائبه بعودة معارضي الخارج إلى القاهرة.

ففي السابق، عول الإخوان على تلك الأصوات للترويج لانتقاداتهم للحكومة المصرية، ولكن مع عودتها إلى القاهرة ومشاركة البعض منهم في الحوار الوطني، تسقط مزاعم الإخوان بأنهم جزء من معارضة أوسع.

ومساء الأحد الماضي، عاد السياسي المعارض ممدوح حمزة إلى القاهرة، قادما إليها من لبنان بعد فترة غياب استمرت لـ 3 سنوات، حيث رحّب به مسؤولون أمنيون في مطار القاهرة، وأخبروه أن مصر ترحب به وبأبنائها المخلصين وتحتاج لجهودهم.

وتعد عودة المعارضين الليبراليين إلى مصر في إطار مبادرة مشروطة بعدم مخالفة الدستور، وألا تكون هناك أحكام عليهم أو متورطين في عنف، وألا يكونوا منتمين لجماعة إرهابية أو محظورة، كالإخوان والحركات المسلحة التابعة لها.

سقوط ورقة مناورة 

يرى الكاتب والباحث في الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، هشام النجار، أن هذا التطور يمثل خسارة فادحة للإخوان حيث كان من ضمن أهم أساليب الجماعة في اختراق المشهد السياسي وتحقيق مكاسب فيه التواري خلف مواءمات وتنسيق مع بعض الأجنحة الليبرالية واليسارية.

ويقول النجار في حديثه لــ"العين الإخبارية"، إن هذا أتاح لها في السابق مساحة لتخفي ماضيها العنيف المتطرف والإرهابي لتخفي حقيقة هويتها كتنظيم تكفيري مغلق لا يؤمن بالتنوع والتعددية ولا يحترم قيم الديمقراطية فضلا عن إخفاء حقيقة أهدافها المتعلقة بالانفراد بالحكم إلى الأبد.

ويضيف أن هذا "التنسيق والتقارب مع الماضي منحها فرصة للترويج لنفسها بزعم أنها كيان سياسي معارض يتحرك ضمن أجنحة أخرى ليبرالية ومدنية رغم أنها مجرد كيان تكفيري متطرف ينتهج التكفير والاغتيالات والإرهاب لتحقيق أهدافه.

وبحسب الخبير، فإنه "في ضوء ذلك، نجد أن انضمام معارضين سابقين للصف الوطني متبرئين من ماضي التقارب والتنسيق مع جماعة الإخوان من شأنه حرمان الجماعة من ورقة مناورة مهمة كانت تتغطى تحتها وتتستر بها، ولا شك بأن هذا التطور حال اكتماله يترك الجماعة وحيدة مكشوفة كجماعة تكفيرية إرهابية منبوذة".

المعارضة الحقيقية

ويتفق مع النجار، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، الدكتور عمرو عبدالمنعم، معتبرا أن المعارضة الحقيقية هي من توجد داخل البلاد، وليس خارجها.

ويقول عبد المنعم لـ"العين الإخبارية"، إن "بذل الجهود بنشر موضوعات تثير الجدل وتشهد اتفاق البعض واختلاف آخرين، فهذه هي القيمة الحقيقية"، مشيرا إلى أن "من يخرج إلى الخارج كان يحارب الاستعمار الأجنبي كما فعل مصطفى كامل لسماع صوته".

وبالنسبة للخبر، فإن "الإخوان ليسوا سوى جماعة تنفذ أجندات خارجية وتعبث بها مصالح دول إقليمية ما لبثت إلا أن تخلت عنها من أجل مصالحها الداخلية وهم الآن يدفعون الثمن بخسائر متتالية وآخرها عودة المعارضين".

وتابع أن مصر مواصلة في محاربة الإخوان بالفكر وتحتاج لمشروع قومي واضح يعمل على إرساء دعائم الفكرة الوطنية والقومية بكل طاقتها وإعلام يخدم على منجزات الدولة الحقيقية الموجودة على الأرض.

ضربة قوية

الأمر ذاته أكده عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، بالقول إنه بعد فشل دعوات التنظيم المتواصلة وانتهاء حجتهم بوفاة محمد مرسي الرئيس المعزول حاولوا اللعب على الاصطفاف الوطني مع الليبراليين وعودة 25 يناير.

ويقول الكتاتني في حديثه لــ"العين الإخبارية"، إن الإخوان حاولوا الزج بأنفسهم وسط القوى الثورية والمعارضة الداخلية بمصر من أجل إيجاد موطئ قدم لهم لمعارضة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كما حاولوا استغلال بعض الليبراليين منهم المهندس ممدوح حمزة والكاتب علاء الأسواني والمخرج خالد يوسف، ولكن بعودتهم إلى القاهرة شكلت ضربة قوية لهم.

وأوضح أن عودة المعارضة بعدم القبض عليهم في المطار واستقبالهم بطريقة جيدة يفند أكاذيب الإخوان بأنهم جزء من المعارضة خاصة أن من عادوا لم يرتكبوا جرائم ضد الشعب المصري ولم تتلوث أيديهم بالدماء كجماعة الإخوان.

عن "العين" الإخبارية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية