إسرائيل تهاجم الأزهر وتطالب بالتحرك ضده... ما التفاصيل؟

إسرائيل تهاجم الأزهر، وتطالب بالتحرك ضده... ما التفاصيل؟

إسرائيل تهاجم الأزهر وتطالب بالتحرك ضده... ما التفاصيل؟


02/11/2023

هاجم معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في تقرير له الأزهر متهماً إياه بـ"التطرف"، وذلك في تقرير أعده المستشرق أوفير وينتر، الذي يُعتبر الباحث الأول في المعهد، تحت عنوان: "من الإسلام المعتدل إلى الإسلام الراديكالي... الأزهر يقف إلى جانب حماس".

ودعا المعهد إلى التحرك لكبح جماح ما سمّاه "الخطاب الخطير للأزهر"، وكتب أوفير وينتر المحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب: "منذ الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كانت الإدانات من جانب رجال الدين في العالم العربي والإسلامي واضحة المعالم، وتوسعت الإدانات حتى صدرت من مؤسسة الأزهر في مصر، التي تعتبر مرجعية دينية سُنّية عريقة ومؤثرة، وتستفيد بحسب الدستور المصري من ميزانية الدولة".

الباحث الإسرائيلي تابع، بحسب ما أورد "مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا": "المؤسسة التي تصنفها مصر عادة منارة للاعتدال الديني وحاملة الراية الإيديولوجية للحرب ضد التطرف الإسلامي، انكشفت باعتبارها داعمة للتشدد، فمع اندلاع الحرب يقوم الأزهر بحملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي والإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب، وفي ظل الوضع المتفجر يجب على إسرائيل ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم لكبح هذا الخطاب الخطير".

تقرير إسرائيلي: المؤسسة التي تصنفها مصر عادة منارة للاعتدال الديني، وحاملة الراية الإيديولوجية للحرب ضد التطرف الإسلامي، انكشفت باعتبارها داعمة للتشدد.

كما أشار تقرير المعهد إلى أنّ "الأزهر مؤسسة إسلامية قديمة، تأسست في القاهرة عام 998 كأكاديمية للدراسات الإسلامية، وأمَّمها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1961"، لافتاً إلى أنّه منذ ذلك الحين أصبح الأزهر "أداة لإضفاء الشرعية الدينية على سياسات الأنظمة المتغيرة في مصر، ونشر الرسائل باسمها على الساحة الداخلية والخارجية، بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل".

وأضاف: "كان الأزهر يتمتع بمساحة ضيقة من الاستقلال، وكان يصطدم أحياناً مع الأنظمة، خاصة في القضايا الدينية والاجتماعية، فجامعة الأزهر هي واحدة من كبرى الجامعات في العالم".

وبحسب المعهد الإسرائيلي، فإنّه منذ بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي يتخذ الأزهر خطاً مزدوجاً: فمن ناحية يحارب الخطاب والإيديولوجية المتشددة لجماعة الإخوان المسلمين والمنظمات السلفية الجهادية مثل (داعش) التي تعرّض استقرار مصر للخطر، ونشر حكم الشريعة الإسلامية الذي ينص على حظر الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين؛ لأنّهم يهددون استقرار مصر الاجتماعي، وتشويه القرآن والسنَّة.

التقرير: كان الأزهر يتمتع بمساحة ضيقة من الاستقلال، وكان يصطدم أحياناً مع الأنظمة خاصة في القضايا الدينية والاجتماعية.

وأكمل: من ناحية أخرى ظل الأزهر يزرع باستمرار، منذ أكثر من عقد، خطاباً عدائياً تجاه إسرائيل، بينما يمنح الشرعية الأخلاقية والشرعية للنضال العنيف ضدها، وخصص جزءاً من الخطاب لدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد ما يسمّيه الأزهر "الكيان الصهيوني"، والتحذير من مخططاته المزعومة لتهويد فلسطين والاستيلاء على الأقصى، وفضح الجرائم ضد الفلسطينيين أمام الرأي العام العربي والدولي.

التقرير أشار إلى أنّه في أوقات التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين يتضمن الخطاب دعوة للعرب والمسلمين للوقوف في طليعة النضال ضد إسرائيل.

وحسب التقرير، فإنّ شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي يترأس الجامع منذ عام 2010، يعتبر الروح الحية وراء خط الجامع الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل، وأنّه كثيراً ما يردد رسالة مفادها أنّ "كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً"، أي إنّ وجود إسرائيل مؤقت، ومحكوم عليه بالانقراض.

واتهم التقرير الشيخ أحمد الطيب بأنّه يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، وهذا على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى إشادة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في كانون الأول (ديسمبر) 2017، بشيخ الأزهر، لرفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك مايك بنس، احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، نقلاً عن موقع (مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا).

التقرير أشار إلى أنّه في أوقات التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، يتضمن الخطاب دعوة للعرب والمسلمين للوقوف في طليعة النضال ضد إسرائيل.

وفي شباط (فبراير) 2019 استقبل الطيب وفداً من كبار مسؤولي حماس، بينهم هنية وصالح العاروري، الذين شكروه على تعبئة الأزهر لصالح الفلسطينيين. من جانبه أعرب الطيب عن أسفه؛ لأنّ الصراعات الداخلية تشغل المسلمين عن القضية الفلسطينية، وهو التوجه الذي "يخدم مصالح الاحتلال ويحقق أطماعه في ابتلاع فلسطين".

وقال المعهد إنّ الأزهر الشريف يتزعم حملة دعم لحركة حماس، حيث إنّه في أول رد لهجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الذي أدى إلى قتل أكثر من (1400) قتيل إسرائيلي، قال الأزهر: "نحيّي بكل فخر جهود المقاومة التي يبذلها الشعب الفلسطيني"، وأنّه بعد (4) أيام، تحدث الطيب مع هنية الذي سعى لحشد نفوذ الأزهر لإنهاء"العدوان الإسرائيلي على غزة"، وردَّ الطيب: "قلوبنا معكم، ونتألم من المجازر في غزة".

وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أنّه بعد (4) أيام نشر الأزهر رسالة أخرى أحادية الجانب باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، تحت عنوان "الاحتلال مصدر كل شر".

كما أنّ الأزهر، وفقاً للتقرير، قدّم الدعم الديني والمعنوي لأعمال حماس، وحرض أتباعها في الجمهور الفلسطيني والمصري والعالم السنّي ككل على مقاومة إسرائيل.

وقال المعهد موجهاً حديثه للنظام في مصر: "إنّ الرعاية الدينية والسياسية التي يقدمها الأزهر لعناصر المقاومة المسلحة في فلسطين بأفظع صورة تسبب ضرراً لتل أبيب لا يمكن إصلاحه، قد يصل إلى حدّ التحريض على حروب دينية من شأنها أن تعرض استقرار الشرق الأوسط للخطر، ويتطلب هذا السلوك إجراءات مضادة فورية من جانب إسرائيل والمجتمع الإقليمي والدولي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية