إلى متى سينتظر أردوغان اتصال بايدن؟.. هل سيستمر عزل تركيا؟

إلى متى سينتظر أردوغان اتصال بايدن؟.. هل سيستمر عزل تركيا؟


15/03/2021

فشلت جميع مساعي رجب طيب أردوغان السرّية والعلنية لكسب ودّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لم يُجرِ أيّ اتصال مع الرئيس التركي حتى اللحظة.

وقال مسؤول تركي، رفض ذكر اسمه، لوكالة "أسوشيتيد برس": إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزين؛ لأنّ نظيره الأمريكي جو بايدن لم يتصل به منذ تولّيه الرئاسة قبل شهرين.

ونشرت الوكالة تحليلاً تحت عنوان "اتصل بي"، في مواجهة قائمة طويلة من العقبات لإعادة العلاقات الأمريكية التركية، تحدثت خلاله عن العلاقات بين البلدين.

وجاء في التحليل أنّ الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب هاتف أردوغان بعد تولّيه المنصب ببضعة أيام، بينما تجاهل بايدن تماماً الاتصال بأردوغان، رغم مرور شهرين على تولّيه الرئاسة.

وأوضحت الوكالة أنّ أردوغان خفف من لهجته المعادية للغرب والولايات المتحدة، في جهوده لإعادة تأسيس علاقته المهتزة مع حلفاء الناتو؛ لأنه يريد إنهاء عزلته.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزين لأنّ نظيره الأمريكي جو بايدن لم يتصل به

 

وأكد التحليل أنّ العلاقات بين واشنطن وأنقرة تمرّ بحالة من التدهور، بسبب تبنّي كلتيهما وجهات نظر مختلفة تجاه عدد من قضايا المنطقة، منها "سوريا، وشرق المتوسط، ومنظومة صواريخ إس 400 الروسية".

وأشار التحليل إلى تصريحات جو بايدن عندما كان مرشحاً عن الحزب الديمقراطي للرئاسة، فقد انتقد الرئيس التركي أردوغان وسياساته الاستبدادية.

 

الإعلام الموالي لأردوغان يتحدث عن اتفاق وقّعته أنقرة مع إحدى شركات الترويج، لتحسين صورة أردوغان أمريكياً

 

وكان البيت الأبيض قد ذكر أنّ موعد اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره التركي رجب أردوغان لم يُحدّد بعد، في الوقت الذي كان فيه عدد من رؤساء الدول على رأس قائمة الاتصال لدى بايدن في الـ 45 يوماً الماضية.

في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكيردا حول سؤال بهذا الشأن: إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس رجب طيب أردوغان في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

هذا، وكشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير له قبل أيام قليلة من توليه الرسمي لمنصب الرئاسة بالبيت الأبيض، أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تجاهل طلباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان لإجراء مكالمة هاتفية بينهما.

وذكر الموقع نقلاً عن 3 مصادر مطلعة أنّ هذا التجاهل يمثل "ازدراء غير عادي لأردوغان"، مضيفاً أنّ "بايدن أصبح بعيداً عن الرئيس التركي، لكن هناك دلائل على أنّ كلا الجانبين سيسعى إلى تسوية العلاقة".

 

أردوغان خفف من لهجته المعادية للغرب والولايات المتحدة، في جهوده لإعادة تأسيس علاقته المهتزة مع حلفاء الناتو

 

وأشار التقرير إلى أنّ "مكتب أردوغان طلب مكالمة مع بايدن الشهر الماضي، ولكن بعد أسابيع لم يتم ترتيب أي محادثة"، معتبراً أنّ "قرار بايدن عدم التقاط الهاتف ليس مفاجئاً، بالنظر إلى تصريحاته في العام الماضي لصحيفة "نيويورك تايمز"، والتي قال فيها: إنّ واشنطن يجب أن تتخذ نهجاً مختلفاً تجاه أردوغان، وأن تدعم المعارضة التركية".

وكان أردوغان قد بعث برسالة تهنئة إلى بايدن، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قائلاً: "أعتقد أنّ التعاون القوي والتحالف بين بلدينا سيستمر في تقديم مساهمات حيوية للسلام العالمي في المستقبل، كما كان الحال حتى الآن".

 

جين بساكيردا: جو بايدن سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس أردوغان في الأسابيع أو الأشهر المقبلة

 

وفي السياق، قال جونول تول رئيس برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط، ومقرّه واشنطن: "إنّ هناك مشاكل جدية في العلاقات الثنائية، وأكد أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه أولويات مختلفة، مشيراً إلى قضايا مثل مكافحة كورونا، والقضية النووية لروسيا والصين وإيران".

وأضاف جونول تول في تصريح لموقع "يورو نيوز": إنّ "العلاقات بين البلدين في وضع إشكالي للغاية".

وقال رئيس معهد دراسات السياسة الخارجية آرون شتاين: إنّ هذه "لعبة روديو ثانية" للعديد من الأشخاص تحت إدارة بايدن، وأضاف: "أرى الناس يتعبون الآن، الجميع يرى أنّ الأمور لا تسير على ما يرام، ولكنّ الكرة في ملعب أنقرة".

من جهتها، قالت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي أبيجيل سبانبرغ لمجلة فورين بوليسي: "إنّ العلاقات بين البلدين تمرّ بفترة صعبة، حيث إنّ الولايات المتحدة لم تعد في وضع يسمح لها بذلك"، وقالت: "نعتمد على تركيا".

وكان أوّل اتصال بين واشنطن وأنقرة في بداية شباط (فبراير) الماضي بعد أن أدى بايدن اليمين في الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي.

 

قبل أيام قليلة من تولّيه الرسمي لمنصب الرئاسة بالبيت الأبيض، بايدن تجاهل طلباً من أردوغان لإجراء مكالمة هاتفية

 

وأجرى المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين محادثة هاتفية مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووفقاً للبيان الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة، في الاجتماع الذي استمرّ حوالي ساعة، نقل كالين تهانيه إلى سوليفان، الذي بدأ مهامّه للتو.

وجاء في البيان، الذي أدلى به البيت الأبيض بشأن الاتصال بين الرئيسين، أنه بالإضافة إلى توسيع التعاون، تمّ التأكيد على الديمقراطية وسيادة القانون.

اقرأ أيضاً: أوغلو يشن هجوماً حاداً على نظام أردوغان... ماذا قال؟

وفي السياق، تحدّث الإعلام الموالي لأردوغان عن اتفاق وقّعته أنقرة مع إحدى شركات الترويج بقيمة 750 ألف دولار لتحسين صورة أردوغان أمريكياً، وإقناع الإدارة الأمريكية بضرورة رفع الحظر المفروض على بيع طائرات "إف 35" لتركيا، وهو الحظر الذي فرضه الكونغرس الأمريكي في إطار مجموعة من العقوبات على أنقرة التي اشترت صواريخ "إس 400" الروسية.

يأتي كلّ ذلك مع التصريحات التي وردت عن أردوغان حول تأجيل نصب وتشغيل الصواريخ المذكورة، في محاولة منه لإقناع الرئيس بايدن بنيّته الصادقة للحوار والتعاون الإيجابي الفعّال والمثمر معه، فيما يتعلّق بمجمل القضايا التي تهمّ البلدين الشريكين في الحلف الأطلسي، الذي يوليه بايدن أهمية خاصّة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية