إيران تتوسع في سوريا... هذا ما فعلته في القطاعات العقارية والطبية والسياحية

إيران تتوسع في سوريا... هذا ما فعلته في القطاعات العقارية والطبية والسياحية


25/08/2022

توسعت دائرة نفوذ إيران في سوريا بشكل لافت في الآونة الأخيرة، مستغلة شبكات واسعة في مجالات كثيرة تجارية وعقارية وطبية ودينية.

واعتبر تقرير موسع نشره موقع "فرات بوست" حول تمدد النفوذ الإيراني في سوريا أنّ سيطرة طهران وميليشياتها على (3) قطاعات رئيسية هي الطبي والعقاري والسياحة الدينية، أصبحت تشكل أداة أساسية تستخدمها إيران في سياق تنفيذ مخططها الرامي إلى التغيير الديموغرافي.

ووفقاً للتقرير، فقد تركز الدور الإيراني في التوسع العقاري ضمن محافظتي دمشق وحمص، وتشهد المحافظتان نشاطات متصاعدة لأذرع إيران الاقتصادية بهدف التملك العقاري، بما يخدم خطة التغيير الديموغرافي التي تحقق مصالح طهران الكبرى.

إيران عبر سماسرة محليين تشتري العقارات والأراضي في دمشق وحمص ودير الزور، وفي المناطق الحدودية مع لبنان والعراق

وأشار التقرير إلى شبكة يقودها خالد أبو ياسر البكاري المقرب من قيادة "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، باعتبارها تلعب دوراً رئيسياً في تمكين أذرع طهران الاقتصادية من السيطرة على العقارات في دمشق وريفها. وبحسب التقرير فقد اشترى أشخاص يعملون تحت إمرة البكاري نحو (500) شقة ومحل تجاري في مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية، وتعود ملكية تلك المنازل والمحال في غالبها إلى أشخاص خارج سوريا.

وبات السماسرة الذين يعملون ضمن شبكة البكاري ينتشرون بقوة في مدن الغوطة الشرقية وبلداتها كافة، في ظل تصاعد حركة شراء العقارات في كل من بلدات سقبا وجسرين وكفربطنا والمليحة وزبدين وبيت سوا وحمورية، خلال الفترة الأخيرة.

وأشرفت شركة "مبنى عمران" وشركة "خاتم الأنبياء"، وهما شركتان إيرانيتان تُعتبران من أهمّ الأذرع الاقتصادية لإيران، على شراء نحو (70) دونماً، أي ما يعادل (70) ألف متر مربع من الأراضي الزراعية في الريف الشمالي الدمشقي، ضمن مناطق وادي بردى والحوش الواقعة قرب أوتوستراد دمشق – بيروت، الذي يُعدّ بمثابة خط النقل الأساسي لدى "حزب الله" بين سوريا ولبنان.

ويأتي مشروع شراء العقارات في هذه المناطق لاستكمال عمليات شراء أراضٍ زراعية ومنشآت من بينها منازل في منطقة الزبداني.  

وبالانتقال إلى محافظة حمص، فإنّ الشراهة العقارية لطهران تبرز بشكل واضح في المنطقة الحدودية مع لبنان المجاور، ونتيجة "حالة الدمار وسوء الوضع الاقتصادي اللذين يجعلان من عمليات البيع لـ "وكلاء إيران" أمراً سهلاً، أصبحت إيران تتملك أكثر من (600) عقار زراعي، و(150) منزلاً وشقة في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان".

إيران تسيطر على القطاع الطبي في حمص ودير الزور، ربما بسبب حاجتها إلى المستشفيات في منطقة تتعرض فيها ميليشياتها للقصف

ويتركز النشاط العقاري لإيران في دمشق وحمص، وتتزايد حصة دير الزور لرغبة إيران في توسيع سيطرتها على القطاع الطبي، ربما بسبب حاجتها إلى المستشفيات في منطقة تتعرض فيها الميليشيات الإيرانية لحملات قصف متواصلة من أطراف مختلفين.

وقد بنت طهران، وفق التقرير، أول مستشفى إيراني في حي المشاهدة في مدينة البوكمال، ومنحته اسم "مشفى القدس"، وذلك بأوامر مباشرة من الحاج سلمان المسؤول الأمني والعسكري عن الميليشيات الإيرانية. ويدير المستشفى الحاج كميل، وهو إيراني الجنسية، ويعمل فيه أطباء من جنسيات مختلفة منها لبنانية وأفغانية. والمستشفى مزود بأحدث الأجهزة لإجراء العمليات وتقديم العلاج والإسعافات، وخاصة أثناء العمليات العسكرية أو الضربات الجوية، لذلك تلجأ إليه الميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور لعلاج عناصرها المصابين.

وفي شهر آذار (مارس) من العام الجاري وبرعاية من "المركز الثقافي الإيراني" في مدينة دير الزور أعادت الميليشيات الإيرانية افتتاح "مشفى النور" في مدينة دير الزور، وذلك بعد قرابة عام من بدء عمليات الترميم التي تولتها شركة "جهاد البناء" الإيرانية بأوامر مباشرة من الحاج صادق.

وكانت الميليشيات الإيرانية قد سيطرت في العام 2019 على "مشفى الهناء" الخاص، وحولته إلى مستشفى "الشفاء الإيراني"، ويستقبل المستشفى مرضى مدنيين ولكن بأجور مرتفعة وأسعار باهظة للأدوية. وبات اسم "الشفاء" يشير إلى سلسلة مستشفيات تتملكها إيران في المنطقة الشرقية، حيث توجد مستشفيات تحمل الاسم نفسه في كلّ من العشارة والميادين.

هيئة الحج والزيارة الإيرانية تنفق أموالاً طائلة من أجل تعزيز قطاع السياحة الدينية في سوريا، وتمويل مشاريع تسهم في تقوية الحضور الديني لطهران

أما "مشفى الفرات" في مدينة دير الزور الذي كان عبارة عن مدرسة للبنات في حي القصور، فتشرف عليه ميليشيا "لواء فاطميون"، ويقدّم العلاج لعناصر الميليشيات الإيرانية فقط، ويُمنع المواطنون من الدخول إليه، ولكنّه يقيم أحياناً خدمات مجانية عبر منظمات صحية لبنانية وإيرانية. 

أمّا في قطاع السياحة، فتنفق هيئة الحج والزيارة الإيرانية أموالاً طائلة من أجل تعزيز قطاع السياحة الدينية في سوريا، وتمويل مشاريع تسهم في تقوية الحضور الديني لإيران في المنطقة. 

وذكرت شبكة "فرات بوست" أنّ قيادة "الحرس الثوري" الإيراني قامت مطلع العام الجاري بشراء منزلين بقيمة (500) مليون ليرة سورية، وأرض بقيمة (200) مليون ليرة سورية، في قرية الهري السورية الحدودية مع العراق، وذلك بتمويل من "هيئة الحج والزيارة الإيرانية" وبمساعدة سمسار محلي، وبدأت بناء فندق لمن تطلق الميليشيات عليهم اسم الحجيج الإيرانيين والعراقيين القادمين من مناطق متفرقة عبر قرية الهري الحدودية.

ورمّمت ميليشيا "الحرس الثوري" أيضاً مسجد عبد الله بن عباس في حي الجمعيات في مدينة البوكمال، لجعله محل إقامة الزوار مؤقتاً، ولإقامة الطقوس الطائفية الشيعية فيه، وحوّلت المسجد إلى "حسينية" تشرف عليها ميليشيات "فاطميون" و"حزب الله" العراقي.

وقامت كذلك بترميم فندق العباسية في محيط مدينة تدمر، وهي إحدى نقاط الاستراحة على طريق دمشق دير الزور، وذلك تمهيداً لاستقبال الزوار القادمين عبر الطريق البرية من الحدود السورية - العراقية لإقامة الطقوس الطائفية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية