اتهام تركيا بالتورط في تنفيذ مذابح ضد الطوارق... ما القصة؟

تركيا تتورط في تنفيذ مذابح ضد الطوارق... ما التفاصيل؟

اتهام تركيا بالتورط في تنفيذ مذابح ضد الطوارق... ما القصة؟


13/11/2023

وجّه شيوخ وزعماء قبائل تقليديون وقادة الرأي في مجتمع الطوارق بإقليم الأزواد خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، منددين فيه بالصمت الدولي على الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي الذي يتخبطون فيه؛ بسبب عمليات القتل والتهجير التي يقوم بها الجيش المالي، بدعم من قوات مجموعة فاغنر وطيران تركيا. 

واتهموا تحالف (ليبتاكو ـ غورما)، "المقصود به مالي والنيجر وبوركينا فاسو"، إلى جانب فرنسا والجزائر، بالمساهمة في وصول المنطقة إلى الوضع المأساوي الذي تعيشه.

وجّه زعماء مجتمع الطوارق أصابع الاتهام إلى المجلس العسكري الحاكم في مالي وإلى مسلحي مجموعة فاغنر وتركيا؛ بسبب دعمها للعملية بالطائرات المسيرة التي يُقْصف بها السكان.

وذكر الموقعون الـ (23) -ومن بينهم محمد آغ إنتالا زيد أغ حمزة وشغيب أغ الطاهير والطاهير أغ إنقدا- في الخطاب الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنّ "الحرب التي شنتها الحكومة الانتقالية في مالي ضد الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية (تحالف الحركات والتنظيمات الحركية والاثنية) هي حرب شاملة، ترافقها كارثة إنسانية"، بحسب ما نقلت صحيفة "العرب اللندنية".

ووجّه زعماء مجتمع الطوارق أصابع الاتهام إلى المجلس العسكري الحاكم في مالي، وإلى مسلحي مجموعة فاغنر وتركيا؛ بسبب دعمها للعملية بالطائرات المسيّرة التي يُقْصف بها السكان المحليون العزّل، ولم يسلم منها الأطفال والنساء.

واستعرض موقع (تاناكرا) الإعلامي (النهضة الإعلامية)، التي تتبنّى الدفاع عن قضايا الشعب الأزوادي، العديد من الصور والتسجيلات التي تذكر أنّ أصحابها هم ضحايا القصف والمجازر العسكرية التي ينفذها الجيش المالي بدعم من فاغنر الروسية وتركيا.

حمّلوا تركيا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، لأنّ كل أدواتها تُستخدم في ضرب أهداف مدنية لإبادة السكان المسلمين.

ولفت إلى أنّه منذ خروج الفرنسيين وقوات حفظ السلام الأممية (مينوسما) من المنطقة ازدادت الاعتداءات المسلحة على السكان الأزواديين، خاصة خلال هذا الشهر، حيث نفذ الجيش المالي العديد من العمليات المسلحة التي "راح ضحيتها أكثر من (30) مواطناً من بينهم أطفال مدارس"، وفقاً لما نقلت (العرب). 

وأضاف: "قبل أن يبدأ عمليته العسكرية الحالية، هيّأ المجلس العسكري الظروف التي سمحت له بارتكاب مجازر في ظلام دامس؛ أي طرد الشهود، مثل فرنسا وبعثة (مينوسما) التابعة للأمم المتحدة، من الأراضي الوطنية واستخدام الإرهابيين المرتزقة الروس من شركة فاغنر الروسية".

وذكر الخطاب، الذي وجّهت نسخ منه إلى الجزائر وفرنسا، أنّه "لم نفكر أبداً للحظة في أنّ تركيا ستدخل في شراكة مع دولة توظف مرتزقة إرهابيين خارجين عن القانون لقتل المسلمين في منازلهم، من خلال تقديم وسائلها وتقنياتها لمضاعفة معاناة شعب أزواد المضطهد، وأنّ الآلة التركية هي التي ستفعل ذلك، والتي أودت بحياة أطفالنا".

وأضاف الأعيان والقادة المحليون بنبرة يملؤها الشعور بالخيبة: "نحن سعداء، مثل كل المسلمين، بقدرة تركيا على تصنيع طائرات دون طيار متطورة وذات ظهور ملحوظ على الساحة الدولية، لكن للأسف يتعرض شعبنا الأعزل هذه الأيام لمجازر ترتكبها القوات المسلحة المالية ومرتزقة فاغنر، الذين يغزون منطقة أزواد بسكانها وممتلكاتها وإنجازات النضال السياسي الأزوادي، باستخدام طائرات (بايكار) تركية الصنع، وكل ذلك غير مقبول وغير مفهوم من جانب دولة مسلمة ضد إخوانها المسلمين".

استؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والطوارق في منطقة كيدال التي تشكل رهاناً أساسياً للسيادة بالنسبة إلى الدولة المركزية فيما يتحرّك الجيش باتّجاهها.

ولفتوا إلى أنّ المجلس العسكري الحاكم في سعيه المتهور يمنح مهندسين أتراكاً من شركة (بايكار) أوسمة فخرية بعد مذبحة ضد المدنيين الأزواديين، في إشارة إلى مدى التعاون والانسجام بين الطرفين.

وحمّلوا تركيا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع؛ باعتبارها دولة تعرف ظروف السكان الذين يدينون بالدين ذاته الذي تدين به، ولأنّ كل أدواتها تُستخدم في ضرب أهداف مدنية لإبادة السكان المسلمين في أزواد وإجبارهم على مغادرة مناطق إقامتهم والتخلي عن ممتلكاتهم.

ويعود صراع الأزواديين إلى خمسينات القرن الماضي، إبّان التواجد الاستعماري الفرنسي في المنطقة؛ حيث طالب قادة المجتمع، في عريضة لهم وجهوها إلى الجنرال ديغول، بالاستقلال وعدم إلحاقهم بحكومات المنطقة الجنوبية (مالي والنيجر)، وفي عام 1963 قاموا بأول انتفاضة ضد حكومة موديبو كيتا الشيوعية.

يُذكر أنّ المنطقة سجلت منذ بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري العديد من العمليات العسكرية التي أوردتها منصات أزوادية على أنّها تقتيل وتهجير وقمع للسكان المحليين، وذكرت منها العملية التي تمت الثلاثاء الماضي بوساطة طائرات مسيّرة تركية، وراحت ضحيتها مجموعة من الأطفال أمام المدرسة بالقرب من المخيم الذي تركته (مينوسما) في كيدال، فضلاً عن غارات أخرى استهدفت اجتماعاً لوجهاء المدينة داخل المدينة، كما سقط في المدة نفسها (14) ضحية من بينهم أطفال وأعيان، وأصيب (30) شخصاً، من بينهم (21) طفلاً، بحسب مصادر محلية.

واستؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والطوارق في منطقة كيدال التي تشكل رهاناً أساسياً للسيادة بالنسبة إلى الدولة المركزية فيما يتحرّك الجيش باتّجاهها، وفق ما أفاد به مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية