اشتباكات عين الحلوة.. معاناة متكررة وقائمة مستفيدين

اشتباكات عين الحلوة.. معاناة متكررة وقائمة مستفيدين

اشتباكات عين الحلوة.. معاناة متكررة وقائمة مستفيدين


09/09/2023

شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب لبنان، تجدد للاشتباكات المسلحة بين حركة فتح ومسلحين متشددين، الأمر الذي تسبب في إصابة العشرات ونزوح عدد كبير من السكان، وذلك بعد شهر من الهدوء بالمخيم.

وتركزت الاشتباكات المسلحة بين الجانبين عند الأطراف الشمالية للمخيم، في أحياء البركسات والتعمير والطوارئ، كما اتسعت رقعتها تجاه حي حطين في الطرف الجنوبي، فيما أصيب أكثر من 20 مدنياً بتلك الاشتباكات.

وقبل نحو شهر شهد المخيم، اشتباكات بين مسلحين تابعين لحركة فتح وجماعات إسلاموية استمرت لنحو أسبوع، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً بينهم قائد الأمن الوطني بالمخيم أبو أشرف العرموشي، فيما جرح أكثر من 60 آخرين.

اتصالات مكثفة

وكثفت أطراف فلسطينية ولبنانية اتصالاتها بهدف إعادة الهدوء للمخيم، وتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين، في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بتوافق جميع الفصائل الفلسطينية قبل نحو شهر.

وشددت هيئة العمل الفلسطيني المشترك، على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإفساح المجال أمامها لأخذ دورها في تثبيت الأمن والاستقرار وتعزيز دورها في معالجة الأحداث التي شهدها المخيم مؤخراً.

وأكدت حركة فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، أن "تجدد الاشتباكات جاء على إثر محاولة تسلل وهجوم نفذته العصابات الإرهابية بهدف إفشال نتائج اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك".

ويثير تجدد الاشتباكات بين الحين والآخر الكثير من التساؤلات حول دور أطراف خارجية في دعم المتشددين داخل المخيم، خاصة في ظل المعركة الدائرة حول السيطرة على المخيمات بلبنان بين الفصائل الفلسطينية.

دعم سياسي

ويرى المختص في شؤون الجماعات الإسلامية يونس الزريعي، أن "هناك قوى سياسية فلسطينية تدعم المتطرفين وتبحث لهم عن وجود شرعي داخل المخيم"، مبيناً أن ذلك في إطار معركة السيطرة على المخيمات في لبنان.

وأوضح الزريعي لـ24 أن "هذه القوى السياسية مثل حركتي حماس والجهاد تسعيان للسيطرة والاستيلاء على المخيم وإقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وتهميش أي دور لها"، مرجحاً أن تمتد الاشتباكات لمخيمات أخرى.

وأضاف "بتقديري هناك فشل أمني ذريع داخل مخيم عين الحلوة متراكم على مدار السنوات الماضية تسبب في الوضع الحالي، علاوة على التدخلات الخارجية سواء من أطراف إقليمية كإيران أو لبنانية كحزب الله بالمخيم".

وتابع الزريعي "حزب الله يدعم بشكل رئيسي تلك اشتباكات، وهو من يقدم السلاح للجماعات المتطرفة، فيما يقابل ذلك ضعف الإمكانات الأمنية والعسكرية لقوات الأمن الوطني الفلسطيني وعناصر حركة فتح"، وفق قوله.

وأشار إلى أن "هذا يأتي في إطار المساعي لخلق إشكالية كبيرة للفلسطينيين في لبنان، وإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل التابعة لها، وإضعاف الشراكة مع القوى اللبنانية".

وحسب الزريعي، فإن "الأزمة لن تنتهي وستتجدد الاشتباكات أكثر من مرة"، مستكملاً: "لا أظن أن هناك من يفكر في البحث عن حلول أو عمل مشترك مع منظمة التحرير من أجل خدمة أمن المخيم".

وشدد على أن "حركتي حماس والجهاد جزء من مشكلة المخيم، وأن المجموعات المتطرفة تنسق بشكل كامل معهما ومع حزب الله"، قائلاً: "حماس معنية بخلق حالة من التوتر لحركة فتح ومنظمة التحرير في إطار الانقسام الفلسطيني الممتد منذ سنوات طويلة".

تدخلات خارجية

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن "التدخلات والدعم الخارجي للجماعات الإسلامية هو السبب الرئيسي في عودة الاشتباكات لمخيم عين الحلوة"، مشيراً إلى أن الأزمة الأمنية بالمخيم تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.

وأوضح عوكل لـ24 أن "أطرافاً من خارج المخيم تعمل على إشعال الفلسطينيين بالصراع الداخلي للتأثير على قضاياهم الرئيسية والاستراتيجية"، معتبراً أن ذلك يأتي في إطار الصراعات الإقليمية والدولية.

وأضاف "الأحزاب المتطرفة في المخيم تجر لبنان والفصائل الفلسطينية بعيداً عن الملفات الرئيسية، الأمر الذي يظهر وجود مخطط لإغراق جميع المخيمات في الاشتباكات المسلحة بين الحين والآخر"، وفق تقديره.

وشدد على أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين واللبنانيين الدخل في مثل هذا التوتر، مؤكداً أن التمويل الخارجي للجماعة الإسلامية بالمخيمات الفلسطينية في لبنان هو من يبقي عليها قائمة ويزيد من نفوذها.

واستكمل المحلل السياسي: "هذه المواجهات تخلق مناخات توتر وتشغل الفلسطينيين واللبنانيين في آتون الصراعات الداخلية"، حسب قوله.

وفيما يتعلق بإمكانية تدخل الجيش اللبناني في صراعات مخيم عين الحلوة، قال عوكل: "بتقديري الجيش اللبناني سيترك القوى المسلحة في مخيم عين الحلوة في حالة عدم استقرار وفي حالة توتر واشتباك، في إطار محاولة استنزاف تلك القوى".

وأكمل: "الجيش اللبناني لا يمكن أن يقدم على أي عملية عسكرية لضبط الوضع داخل المخيم، ومثل هذا السيناريو سيكون له ثمناً، وبالتالي ربما يكتفي الجيش بدور الوسيط الباحث عن التهدئة".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية